همتك نعدل الكفة
279   مشاهدة  

عندما كتبت الست عن الصحافة: حادقة لكنها ضرورية للطعام !

قلم أم كلثوم
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



إنها الفنانة الأكثر تناولاً على يد أقلام الصحف والكتب وحتى المواقع .. بل تُعد من أكثر الأشخاص الذين كُتب عنهم ولهم، تحقيقات صحفية بعدد شعر الرأس، خبايا وأسرار  وحفائر تشققت بسببها كِعاب أقدام ممن عملوا بالصحافة وقرروا أن يكتبوا شيئًا عن السيدة الأنيقة، كوكب الشرق، أم كلثوم .. أيام وليالي وصفحات وأقلام نفذ حبرها على سيرة الست وحفلاتها ورجال فرقتها .. ما من نَفَس تنفسته الست إلا وكانت الصحافة من وراءه تتكلم وتحكي وتفسر وتبحث وتغي .. لكن ، هل رأيت الست نفسها تكتب عن الصحفيين وعن حال الصحافة؟ بالطبع من النُدرة أن ترى مثل هكذا أوراق .. لكننا وجدناها بين أوراق السيدة أم كلثوم الخاصة .. وهذا ما قالته عن الصحافة والصحفيين :

إن الصحفي – واللهم اجعل كلامي خفيفًا – هو مثل الشر الذي لابد منه، فهو يؤدي رسالة لا شك أنها سامية ونافعة، ولكن تأدية رسالة الصحافة تكون أحيانًا على حساب بعض الضحايا، وفوق أشلاء بعض المصابين ! .. ولست أنكر فضل الصحافة على الفن، ولا خفة دم بعض الصحفيين، كذلك لا أستطيع إخفاء استنكاري لدلال الصحافة، وثقل دم بعض الصحفيين ! .

يسأل أحدهم ممثلى ما قائلًا : “ماذا تفضلين من ألوان الطعام .. وهل تحبين الملوخية بالأرانب أم الفتة بالكوارع؟!” وتكون الممثلة – الضحية- أمام أمرين، إما أن تُجيب على هذه الأسئلة التافهة وتكون إجابتها أتفه منها، وإما أن ترفض الإجابة بالمرة، وتكون حينئذ قد جهلت ما للصحافة ورسالتها من قدر ونفع للإنسانية والمجتمع!

ولقد وقفت مع الصحفيين كثيرًا من هذه المواقف المحيرة، فمنهم من سألني ذات مرة عن عدد الاسطوانات التي سجلتها منذ أن بدأت أغني، وعن الأجر الذي تقاضيته عن تسجيل اسطواناتي كلها .. وهذه أسئلة من نوع “كم عدد نجوم السماء” مثلًا .. ثم أنها تتعلق بمسائل شخصية بحتة، لا تهم أحدا سواي .. ولكن تقول لمين؟ .. وغني عن الذكر أن هذا سؤال سخيف جدًا .. لأنه (قبل الهنا بسنة) كما يقولون .. !

أم كلثوم تحاور محمد حسنين هيكل
أم كلثوم تحاور محمد حسنين هيكل

ويحدث كثيرًا أن استيقظ من نومي على صوت جرس التليفون لأسمع سؤالًا من أحد الصحفيين عن الأغنية التي أفضل الاستماع إليها .. وتكون إجابتي الطبيعية هي أنني أفضل الاستماع إلى أن شئ إلا صوت الصحفي النشيط، ثم أضع السماعة (على جنب) لأتخلص من نشاطه الغريب على أن أسئلة هؤلاء الصحفيين قد أصبحت لكثرة ما سمعتها، أسئلة ظريفة، تدعوني أحيانًا إلى الضحك والتريقة .. سألني أحدهم ذات مرة عن المكان الذي سأقضي فيه سهرة رأس السنة .. ولما لم أكن من الذين يحتفلون برأس السنة، فقد قلت له أنني سأكون في بيتي، وظن الصحفي أنني سأحتفل بسهرة رأس السنة فعلًا في بيتي، إذ فوجئت به يقرع جرس الباب ومعه مصور أتى به ليلتقط صور الحفلة . وشعرت (بالانبساط) لأن الصحفي المذكور أعلاه قد لقى جزاء مضايقتيـ إذ عاد من حيث أتى بخفي حنين .. إن الصحفيين – على الرغم أنهم أصبحوا عنصرا هامًا في مضايقة الفنانين – ليسوا إلا مثل الشر الذي لابد منه، فهم الذين يجعلون حياة الفنان سائغة، كما يكون الملح مع الطعام !

إقرأ أيضا
فتح الأندلس

الكاتب

  • الست محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان