عن إتهام حمزة نمرة بسرقة لحن رياح الحياة .. اتركوا الفنان ينجح في هدوء
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
عندما صدرت أغنية “رياح الحياة” للمطرب حمزة نمرة قلت في مقال عنها أنك عندما تستمع إليها لأول مرة سوف تزدحم أذنك بالعديد من الألحان التي قد تظن أنها تتشابه مع لحن الأغنية.
لم يمر على صدور الأغنية سوى ساعات حتى ازدحم صندوق الرسائل عندي باستفسارات عن مدى تشابه اللحن مع ألحان عديدة وفي كل رسالة كان يتم ذكر أغاني مختلفة لمطربين مثل “رامي صبري، رامي جمال” وكان ردي الثابت على تلك الاستفسارات استمعوا إلي أغاني مثل “لو على قلبي، يا غايب” للمطرب فضل شاكر أو مثلًا “معقول أحب تاني” لوردة ستسقط في نفس الفخ وتشعر بأن بينهما تشابه كبير حتى مع أختلاف المقامات الموسيقية، بل كررت أن الغالبية تعرف ألحان “مروان خوري” من أول وهلة رغم انه لا يكرر نفسه كثيرًا ورغم اختلاف المقامات الموسيقية التي يستخدمها.
لم تمر أيام على صدور الأغنية حتى كتب المنشد “محمود التهامي” منشورًا على صفحته يقول أن بعض الأصدقاء أرسلوا إليه أغنية “رياح الحياة” وأنها تتشابه مع أغنيته “قاضي الغرام” التي صنعها عام 2016 ليرد ضاحكًا بأنه لن يقوم بأي إجراء ضد حمزة نمرة لأنه يحبه ناصحًا الجميع بالاستمتاع بالأغنيتين.
في مقالي عن الأغنية فسرت الأمر ببساطة أن اللحن يمكن أن نطلق عليه سهل ممتنع، حيث تتبع الجمل تسلسل Sequence يعطي ترابط قوي بين جمل اللحن وفي نفس الوقت يكون قريب جدًا من الأذن وهي طريقة شائعة جدًا في التلحين وأغلب الأغاني التي ذكرتها في بداية المقال تتبع نفس الـ Sequence ويستخدم نفس الطريقة العازفين الموسيقين أثناء التدريب على اّلاتهم الموسيقية.
رياح الحياة مغازلة جيدة جدًا لجمهور حمزة نمرة
بالعودة إلي أغنية قاضي الغرام سنجد أن التشابه كان في جملة الناي في بداية الأغنية على نفس المقام “الكرد” وتتبع نفس الـ sequence الذي اتبعه حمزة في تلحين “رياح الحياة” أما بقية الأغنية فلا يوجد بينهما أي تشابه يذكر وهو ما قاله حمزة في لقاء خاطف مع صفحة Et بالعربي.
ما يهمني في تلك الزوبعة هو التركيز على عدة نقاط أولها توجيه التحية إلى محمود التهامي الذي نفى أن هناك سرقة متعمدة من حمزة بل التشابه كان في sequence اللحن فقط وهذا وارد جدًا، النقطة الثانية هي أن بعض الجمهور على صفحة التهامي حاول جره لافتعال مشكلة مع حمزة لا أعرف إن كان هذا نابعًا من كرههم الشديد لنجاح أغنية رياح الحياة أو محاولة تصيد الأخطاء لحمزة وبالمرة مدح وتزلف رخيص للتهامي نفسه الذي كانت ردوده منضبطة جدًا على تعليقات الجمهور مثنيًا على أغنية حمزة.
النقطة الأخيرة والهامة جدًا هي أن هناك فئة من الجمهور أدمنت الفضائح الفنية ولا يريد أن يمر عليها يومًا إلا وتستمع إلي مشكلة أو فضيحة بطلها فنان مشهور وتركوا الحديث والاستمتاع بالفن في مقابل التفتيش وراء الفنانين ومشاكلهم أو افتعال مشكلة املاً في حصد مشاهدات أو ترافيك وللأسف ساهم في ذلك العديد من الفنانين بمشاكلهم المتكررة سواء في حياتهم الشخصية أو توجيه إتهامات بالسرقة والتراشق اللفظي مع أخريين،على العكس من حمزة الذي يكرس أغلب وقته لفنه ومشروعه الغنائي لذا أقول لهم اختلفوا مع حمزة ما شئتم وقولوا رأيكم بكل حيادية وموضوعية في أغنياته وأن لم يعجبك ما يقدمه تجاهله بكل بساطة وفي نفس الوقت اتركوه ينجح في هدوء بعيدًا عن صخب تريندات مواقع التواصل الإجتماعي.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال