عن إلهام شاهين وابن جوزيه ..هل يكره الناس الفنانين؟
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
انتشر فيديو من أحد اللقاءات مع الفنانة إلهام شاهين وهي تنتقد الإمام ابن تيمية والإمام ان الجوزي قائلة عنه ابن جوزيه.
ولا أعلم عل يصل بالإنسان عدم علمه إلى الحد الذي يجعله ينتقد شخصا لا يعرف اسمه؟!..هل هذا يمر مرور الكرام؟….وبماذا يعبر سوى عن عدم معرفة الفنانة إلهام شاهين لابن الجوزي من الأساس.
منذ سنوات خرجت علينا كاتبة من كاتبات التنوير تقول في لقاء لها عن آية كريمة أنها حديث شريف، وكررت المعلومة بثقة شديدة فلم يكن الأمر مجرد زلة لسان، وكان اللقاء على قنوات دريم.
منذ فترة وبعد نجاح فيلم قدرات غير عادية للمخرج العظيم داود عبد السيد، قالت الفنانة نجلاء بدر ببرنامج على ام بي سي مصر أن تفائلوا بالخير تجدوه آية كريمة، في حين أنها ليست حتى حديث بشهادة مجمع البحوث الإسلامية.
والأغرب يا أخي أن لا يصحح لهم مذيع واحد على الإطلاق، رغم أن هذا كلام ربنا الذي لا تعديل عليه، فهل وصلنا لمرحلة ألا نصحح معلومة هامة تتعلق بكلام الله وألا أيضا تنتقد عملا فنيا بالمرة كما خرج علينا أكثر من فنان هاجم الجمهور والنقاد لرأيهم؟
اقرأ أيضا…إلى محمد فراج مين يقول الحق؟
القصد عزيزي القارىء…مواقف مثل هذه كثيرة متكررة تغيظ الناس، ولا أعلم لم يصر أي فنان على الدخول في مواقف مثل هذه تخلق صداما مع الجمهور خاصة عن غير علم.
فمن قال لا أعلم والله قد أفتى، وأفضل بكثير أن نوقع أنفسنا في شر ما يفصح به لساننا ولو كان عن غير عمد فما بالك لو عن ثقة العارفين الذين في الواقع لا يعرفون أي حاجة.
هل يكره الناس الفن؟
لا يكره الناس الفن وإلا كان اندثر منذ زمن، والدليل على ذلك نجاح أعمال فنية كثيرة وتذوق الجمهور للأعمال التي أسميها (متعوب عليها) دعك من الحديث عن الرسالة وما إلى ذلك، فأنا أعتبر رسم ابتسامة فقط على وجوه الجمهور مجرد رسالة.
ولو لا تصدقني، فاذهب بنفسك إلى أي حفل غنائي أ و الى السينما ستجد الكثيرين هناك مما يدل لا يكره الأغلبية الفن، اذا ما الأزمة؟
هل يكره الناس الفنانين؟
الهجوم الحاد على الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي وتصيد لهم الأخطاء حتى في أعمالهم تجعلنا نتسائل، هل يكره الناس الفنانين؟
في الواقع هناك شيزوفرينيا يعاني منها المجتمع في هذا الأمر، فمعظم من يكرهون الفنانين يجرون ورائهم من أجل صورة، ولكن فقط من أجل (الفشخرة) أما عن مشاعرهم فهم لا يحبون الفنانين.
وكي نتحدث بصراحة فيجب أن نضع يدنا على بعض الأسباب التي أحدثت فجوة بين الجمهور والفنان ولو بعد تواجد مواقع التواصل الاجتماعي.
فمنذ زمن ليس ببعيد لم يكن هناك هذه الفجوة بين الناس والفنان.
فلنعود الفقرة الأولى، فمن هذه الاسباب إصرار بعض الفنانين التحدث في الدين بدون قراءة، لن تقول حتى بدون علم حقيقي ، فجميعنا لسنا بمشايخ.
ولكن يسمعون بعض القشور من هنا على بعض الآراء من هناك على مشاهدة كام فيديو قديم لشيخ ما، فيصرحون بتصريحات تستفز الناس.
وتعلم يا عزيزي ما الدين عند المصريين، حتى لو يكن الشخص من هؤلاء لا يركعها ولا يعرف الصلاة الا بالعيد، ولكنه يقدس الدين.
اذا فليس من الذكاء التصادم مع الجمهور ، فهناك فرق بين الشجاعة وبين التهور خاصة لو عن غير علم.
سبب آخر خلق هذه الفجوة الكبيرة، وهو الاعلان على كل ريد كاربت للملابس والاكسسوارات من أين، بل خرج علينا أخ يختبر الألماظ التي ترتديه الفنانة عبير صبري حقيقي أم غير حقيقي في ظروف اقتصادية لو لم يعلمها الفنان فقد انفصل عن المجتمع.
وللصحافة دور فيما يحدث، فالكثيرون حول الفساتين وسعرها الصادم، وقليلون حول النقد البناء وأخبار الفن الحقيقي.
وهناك دور آخر للفنان نفسه، فقد احترمت الفنانة كندة علوش أكثر وأكثر عندما كتبت على تويتر يوما تنتقد الاستعراض بالماديات في هذه الظروف.
فيتصفح الشخص من هؤلاء مواقع التواصل الاجتماعي وهو مديون فقط من أجل أن يأكل ويشرب هو وأسرته، ليجد أمامه محمد رمضان يستعرض بالدولارات والطائرة الهليكوبتر.
ومنذ متى يخرج الناس بأموالهم ليستعرضونها؟…وهل هذا تصرف عاقل؟…لو كان في البداية متعجبا ما وصل اليه وسنه صغير، فعليه الآن أن يصبح أكثر نضجا، وأعتقد أنه أصبح يستمع للنصيحة بعض الشيء.
بلقاء لهند صبري مع راغدة شلهوب، قالت أنها لا تحب الصدام مع الجمهور، حتى في أدوارها التي تنتقيها بعناية.
وأرى في هذا تمام العقل، فهناك توازن ما بين أن يحترم الانسان مهنة التمثيل ويكد لأجلها، وبين إرضاء نفسه والتصرف على سجيته.
العاقل من يختار ألا يتصرف بشكل صدامي خاصة لو كان مشهورا. وما يحدث لا يرضي لا ابن الجوزي رحمه والله ولا جوزيه بتاع الكرة.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال