عن إيمان أجمل عيون في السينما.. اكتشفها فريد الأطرش وشاركت في أفلام عالمية

الحلوة أم عيون سوداء، هكذا كانت أمي رحمها الله تتحدث عن الفنانة إيمان، فدائماً ما نسمع الفنانات وهم يتحدثن عن حبهن إلى الكاميرا، ولكن إيمان الكاميرا هي التي وقعت في عشق عيونها السوداء التي غيرت مفهوم الجمال في السينما بملامحها المصرية، فلم تمر سمراء النيل كما أطلق عليها عبد الحليم حافظ بمراحل انتشار أو أدوار ثانوية في الأفلام ولكنها بدأت مشوارها بدور هام في فيلم (عهد الهوى).

رحلة إيمان من الطب إلى الفن

ما لا يعرفه الكثيرين أن ليلى هلال ياسين بنت الإسماعلية كان لها طموح مختلف تماماً قبل أن تصبح الممثلة إيمان، حيث أنها لم تأتي للقاهرة بحثاً عن الأضواء ولكن لتستكمل دراستها في مجال علم النفس والالتحاق بكلية الطب النفسي، وعلى الرغم من أن الفنان فريد الأطرش هو الذي قدمها للجمهور واختار لها اسم إيمان، إلا أنه لم يكن أول من اكتشف موهبتها

حيث حكت إيمان في أحد اللقاءات التلفزيونية انها في يوم كانت تسير في منطقة وسط البلد وشاهدت كاميرات سينمائية، وعندما وقفت لتشاهد الفنانين ذهب لها المخرج الكبير حسن الإمام وعرض عليها أن تمثل معه في الفيلم الذي كان يقوم بتصويره، إلا أنها ذهبت مسرعا إلى منزلها ولم تقف حتى لتستمع لعرضه.

ولكن الاكتشاف الحقيقي لها كان من خلال فريد الأطرش الذي جمعته الصدفة بإيمان وعائلتها في إحدى الفنادق، وعندما شاهدها طلب منها أن يقابل والدها وأنه يريد التحدث معه، وبالفعل استطاع أن يقنع عائلتها بموهبتها وأن له فرصة كبيرة في مجال الفن، وكان أول ظهور لها في فيلم (عهد الهوى) بمشاركة فريد الأطرش ويوسف وهبة، وكان عمرها حينها 17 عام، ولفتت إيمان أنظار المخرجين والجماهير منذ أول إطلالة لها على شاشات السينما.

وعلى الرغم من أن رحلتها في عالم الفن لم تتخطى الـ 6 سنوات، إلا انها قدمت من خلالهم 13 فيلم شاركت فيهم أكبر نجوم هذا الزمن وتركت بصمات قوية في تاريخ السينما، و كونت هي العندليب عبد الحليم حافظ ثنائي رومانسي في العديد من الأفلام أشهرها فيلم (أيام وليالي) الذي انتج في نفس عام فيلم (عهد الهوى)، والملفت أن اسمها كتب على أفيش الفيلم بعد عبد الحليم مباشرة وبنفس الخط المستخدم.

إيمان نجمة الأفلام العالمية

استطاعت إيمان الوصول إلى العالمية بعد فترة قصير من ظهورها في السينما المصرية، حيث شاركت في الفيلم الألماني (روميل ينادي القاهرة) في عام1959  وكان الفيلم يتناول طبيعة حياة الألمان خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وحصلت إيمان على جائزة أفضل ممثلة عن العمل الذي أدت فيه دور الراقصة (حكمت فهمي)، وكان هذا الفيلم هو انطلاقة حقيقية لـ سمراء النيل في السينما العالمية، حيث قدمت بعده عدد من الأفلام الألمانية أيضاً وصنعت قاعدة جماهيرية كبيرة لها هناك.

الاعتزال في سبيل الحب

إقرأ أيضا

الأندية الاستثمارية من تدمير الأندية الجماهيرية إلى المنتخبات المصرية

إيمان حقاً كانت موهبة استثنائية بكل معنى الكلمة، وأيضاً حظها الجيد فتح لها العديد من الأبواب بسهولة دون أي عناء، ولكن رغم كل هذا النجاح السريع قررت إيمان في التضحية بكل هذا في سبيل الحب.

حيث كان الزوج الأول لإيمان هو فؤاد الأطرش الشقيق الأكبر للفنان فريد الأطرش، ولكن علاقة الزواج انتهت بعد 6 سنوات وفي إحدى اللقاءات كانت تحكي إيمان عن دعم الفنان فريد الأطرش لها ومساندتها حتى في حياتها الشخصية، حيث نشبة العديد من المشكلات بينه وبين شقيقه دفاعاً عنها، ولكن حبها الحقيقي الذي تركت من أجله كل شيء هو مهندس معماري ألماني يدعى ( ماكس شيلدين) وكان اللقاء الأول بينهم في حفل أقامه مخرج فيلم (الفتاة الرفيعة) وهو فيلم ألماني من بطولة إيمان، ومنذ اللقاء الأول وقعت في حبه، وتحكي أنها عندما عادت إلى القاهرة كان يرسل لها خطابات باستمرار وأيضاً يهنئها بنجاح أفلامها، وفي عام 1962 تزوجت إيمان والمهندس الألمان الذي أشهر إسلامه حتى يتزوجها واعتزلت الفن تماماً، وعاشت صاحبة العيون الساحرة في ألمانيا مع زوجها وأبنائها الثلاثة  في ألماني حتى انتقلت إلى النمسا في عام 1994 والتي تقيم بها حتى الأن.

مشوار الفنانة إيمان في عالم الفن خير دليل على أن القيمة الحقيقية للفنان وتخليد موهبته بل يرتبط على الإطلاق بعدد الاعمال التي تركها وراءه ولكن بجودتها مثل أعمال الطفلة المعجزة فيروز وإيمان ونعيمة عاكف فرغم أن مشوارهم الفني لم يتعدى السنوات القليلة إلا أنهم مازالوا علامات هامة في تاريخ السينما المصرية.