همتك نعدل الكفة
439   مشاهدة  

عن الأصولي الكيوت واستراتيجيته لنشر أفكاره المتطرفة في مجتمعنا

الأصولي


بعد كل صور أو خبر ينتشر على مواقع السوشيال ميديا ويتحول لتريند، نعود بآلة الزمن إلى الوراء لنعيد تعرفنا بالبديهيات مرة أخرى، ووقوع الصراع المتكرر بين الأصوليين من أصحاب الجمود الفكري، والمتنورين من أنصار الحريات بمختلف أشكالها وفي أغلب الأحيان لا يصل هذا الصراع الفكري إلى أي نتيجة سوى السب والمشاجرة لأن أغلبنا معلوماته عن آداب الحوار والنقاش تشبه معرفته بطبيعة كوكب زحل.

في الواقع هذا مشهد متكرر لن نقف عنده كثيراً فلم يتغير هذا المشهد إلا في حالات قليلة وهي عندما يتمتع المتحدثين من الطرفين بمرونة لسماع الآخر وعدم التشبث بوجهة نظرهم، ولكن ما أريد التحدث عنه من خلال هذا المقال، هو نوع من البشر اعتبرهم الأكثر خطورة على الإطلاق على أي مجتمع لم ينتبه أفراده إلى الطريقة الخبيثة التي يتبناها هؤلاء الأشخاص من الأصوليين الكيوت!

من هو الشخص الأصولي الكيوت؟

هل تتذكرون إعلان المنتج الذي كان يخرج بطله ويشير بأصابعه وهو يقول (دحلاب دحلاب دحلاب) هذا هو أقرب وصف للأصولي الكيوت، كائن دحلاب نصادفه كثيراً في حياتنا الواقعية، وكذلك من خلال مواقع السوشيال ميديا، هو شخص يعرف جيدًا كيف يتسلل في المجموعات من أصحاب الأفكار المتحررة في البداية على أنه واحد من الهاربين من جماعات الظلام الفكري وأنه من أشد أعدائهم على الإطلاق، لتتفاجئ به بعد ذلك وهو يضم عدد من أشباهه إلى هذا المجتمع، فننخدع ونفتح لهم أبوابنا كونهم المتمردون على الأفكار الأصولية السلفية.

متى نتخلص من “سخافة” القيمة والقامة ونتعامل مع الأشياء بتجرد!

ويتميزون جميعًا في البداية بنفس السمة، وهي الصمت والإصغاء مدعين أنهم يريدون التعلم والتعرف على أفكار الآخر ويقبلونها مهما كانت مخالفة لأفكارهم، ولكنهم يعملون بجد لدس السم في العسل عن طريق التعليقات التي تحمل أكثر من وجهة نظر خصوصًا فيما يخص قضايا المرأة، حتى تأتيهم اللحظة المناسبة للإعلان عن أفكارهم الظلامية المتشددة، وتتغير عيونهم المنكسرة التي لم تواجهك يومًا بالاعتراض، إلى عيون مليئة بالتجبر تتحامى في أكذوبة قيم المجتمع والتربية القويمة، ولا يخلوا الأمر طبعًا من تفسيرات دينية تدعم أفكارهم.

الإخوان المسلمون والأصولي

في الواقع وبشكل شخصي لم اعد أتفاجئ من هؤلاء الأشخاص، بل منحني الله قدرة كبيرة على كشفهم مهما حاولوا الظهور بصورة الحملان، فمنذ عام 2012 ووصول جماعة الإخوان المحظورة إلى الحكم وانتشار خلاياهم بيننا، لم يعد كشف هذا الشخص الأصولي الكيوت صعب على الإطلاق، ولكن دعونا نتفق أن هؤلاء أخطر على المجتمع ألف مرة من المتشددين والأصوليين من أصحاب المواقف المعلنة، فالنوع الأول لا يؤمن المجتمع بأفكاره إلا بعد أن يمهد هذا الشخص الكيوت أفكاره ويقوم بدوره كحلقة وصل لجذب الشباب والمراهقين وتقديم الأفكار الظلامية لهم بطريقة تجعلهم يظنون أنهم مؤمنين بالحريات ولكن لديهم بعض الأراء المستقلة.

لنجدهم في النهاية رافعين راية حماة الدين والأخلاق طالبين بحبس نساء يمزحون بسبب وجود كيك على شكل أعضاء تناسلية، وطالبين بالعفو عن طبيب يخرج سائله المنوي على ملابسه وهو يتحرش بفتاة!

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان