عن الأمير يونس التوروزي والشيخ ياسين .. شخصيات انتسب لها خان ودير في فلسطين
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نسمع عن مجزرة خان يونس ودير ياسين، لكن الشخصيات التي انتسب لها مسرح العمليات تبدو مجهولة بسبب شهرة الدماء.
خان يونس التسمية
يذكر المؤرخ بن تغري بردي أن أصل تسمية خان يونس بهذا الاسم يعود إلى الأمير المملوكي يونس التوروزي الداودار، بعدما كان اسمها خان برقوق ويتكون اسم المدينة من مقطعين أولهما خان بمعنى فندق، والثاني “يونس” نسبة إلى الأمير يونس التوروزي الداودار.
اقرأ أيضًا
دلالات نبش قبر عمر بن عبدالعزيز وتدمير رفاته “لماذا يكره الشيعة الخليفة الأشج ؟”
كانت منطقة خان يُونس تعتبر مكانًا فندقيًا من أيام الدولة الأموية وتحديدًا زمن عمر بن عبد العزيز فهو أول الخلفاء الذين اتخذوا الخانات لراحة المسافرين، وظل للخانات التي تعني فنادق في المصطلح الحالي دورها الوظيفي المهم بعدئذ وبخاصة في عهد المماليك حينما ازدهرت حركة التجارة العالمية عبر دولة المماليك في المشرق العربي.
الأمير يُونس التوروزي
الأمير يونس التوروزي أو النوروزي الذي ينتسب له خان يونس، هو من مماليك نائب حلب جرجي الإدريسي وترقى في المناقب المملوكية حتى تولى إمرَة بعلَبَك، وبعدها اتصل بالظاهر برقوق وبعد ذلك تولى الإشراف على الخان الموجود خارج غزة والذي سُمِّي باسمه لاحقًا.
ويقول أحمد بن هاشم بدرشيني في كتاب الدوادار يُونس النوروزي الظاهري دوره السياسي وأعماله الإدارية أن الأمير كان خَيِّرًا ومتعبدًا وله كثير من الهيبة وأسس الكثير من المنشآت التي تحتل اسمه في كافة أرجاء الدولة المملوكية ففي القاهرة أسس قيسارية ورَبع وقفهما على تربته بقبة النصر، وأسس تربة خارج باب الوزير.
أما في بلاد الشام فشيد مدرسة خارج دمشق، وخاناً عرف باسم خان برقوق وسمي على اسمه خان يونس، وقال عنه بن حجر العسقلاني أنه عمَّر الخان الكبير الذي بعد غزة في طريق مصر فعظَّم النفعُ به، وله آثار حسنة، كانت نهاية الأمير يُونس محزنة فقد مات قتيلاً في صراعات يلبُغا الناصرى وعساكر مصر سنة 791 هـ كما ذكر كتاب الدُرر الكامنة.
من النصر إلى ياسين .. حكاية الدير
غرب مدينة القدس تقع مدينة دير ياسين في موقع أكسبها طابع أثري في منشآتها القديمة، لكن التسمية بها شيء يسترعي الفضول، فكيف لمصطلح دير المسيحي ينتسب إلى اسم مسلم.
في منتصف القرن الثاني عشر للميلاد دخل أحد الرهبان الأقباط إلى القدس وبموقع تلك القرية أسس ديرًا بها فصار اسمها الدير، ومع العصر المملوكي بات اسمها دير النصر.
ارتبط اسم ياسين بالدير عندما تم اكتشف ضريحه قائما في مسجد الشيخ ياسين إمام القرية والذي يقع بجانب أطلال القرية فالتصقت التسمية المسيحية مع الاسم المسلم.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال