همتك نعدل الكفة
248   مشاهدة  

عن البرجر وإسلام وأشياء “عرة”

إسلام برجر


عن تجربة شخصية، إسلام برجر تكرر ذات يوم معي !!

“كلهم مصطفى أبو حجر”، ذلك المشهد لحنان ترك في فيلم حب البنات وتلك العبارة، والتي كنت أؤمن بها حتى بضعة أشهر مضتأ.

على مواقع التواصل الإجتماعي قابلت أصناف عديدة من الرجال، منهم المخادع والكذاب والفشّار والحيحان والطامع والمتلاعب، عانيت لسنوات وسنوات من الدردشة بكل ما فيها من أوجه متلونة، ووعود زائفة، وأنفس طامعة، وبطولات مزعومة، وتزلف داعر، وتودد مصطنع، وذمم واسعة، وأعذار أفيكة، وضمائر مدفونة في الأراضيّ السبع، عانيت من حقارة الذكور التي تنتهي عادة بالحظر، عانيت من الأكاذيب والمخادعة والتضليل والبهتان، من الخداع والغش والتزييف والفُجر، من الدجل والخبث والمكر، كاد القلب يا صديق أن يصيبه العطب مما رأى، كاد قلبي أن يتقيأ روحه ليرتاح.

والآن دعني ألملم لك بعض كلمات من غصة في حنجرة الذكريات التي بعثرتها السنين، دعني أقص عليك حكاية ذلك الغبي شبيه إسلام برجر، والذي أعاد دوره على مسرح الحياة :

يعمل طاهيًا في إحدى البلاد العربية، التقيته عبر موقع الفيس بوك،  عانى – كما أخبرني – من النبذ واللفظ وعدم التصالح مع الذات، لم يكمل تعليمه كأشقائه، فقسى عليه أبواه ونبذاه ولفظاه وعاملاه بغلظة وفظاظة وجفاف.

يمارس أكاذيب عدة محاولًا بكل طريقة إبهاري عن طريق مكالماته الصوتية عبر محادثات “الياهو” حينها، فقد كان لا يجيد كتابة كلمة واحدة صحيحة، يحكي تارة عن صديقة وهمية اختار لها اسم “سجدة” اعترف لي بعدها “إنها كائن خرازو خراجو، وإنسان سلبية لا إجابة له، مش موجود في الوجود”، وتارة أخرى عن عمله، فيقول وهو يُطلق ضحكة مدوية أرعبتني :

عارفة الشيف اسامه السيد؟؟…كان مرة قاعد جنبي في تحكيم الطهاة، وكان في طباخ فرنساوي عمل عك كتير بالفول، فلاقيت اسامه بيصرخ فيه : go out  !!!

لعامين نتحدث كل يوم فجرًا، حتى جاء مستبشرًا ومهللًا ذات يوم أنه أخيرًا سوف يعود إلى البلاد حاملًا شبكتي وفستان زفافي من ذلك البلد الذي يعمل به، وجاء يوم لقيانا، قابلته في وقفة احتجاجية أمام محكمة الحقانية بالإسكندرية، ثم انصرف وانصرفت بعد أن تحدثنا قليلًا، أخبرني في يومها في محادثة على الياهو أن عليّ اخبار والدتي بأن هنالك من يريد أن يتزوج ابنتها، ففعلت.

لم تكتمل سعادتي أسبوعًا حتى وجدت (تاج) إشارة له من صديق له معه في صورة زفافه بموقع الفيسبوك بعد دقائق من نشرها، مكتوب عليها : ألف مبروك فرحتك يا ….، فتحت فاهي كبلهاء القرى وأنا أبحلق في السعادة البادية في عينيه، وتلك الإبتسامة العريضة التي تملأ وجهه، وجدتني أضغط على زر Refresh عدة مرات، وأغلق الصفحة وأفتحها لمرات عديدة، لأجد الصورة كما هي، والسعادة مازالت تطل من عينيه، وابتسامته توغر قلبي.

“مبروك” رسالة قصيرة أرسلتها إليه، ثم ضغطت زر البلوك وقلبي يكاد ينخلع من فؤادي، ثم حاولت الصمود والتناسي بعد تلك الصدمة التي زلزلت كياني، ولم تمر عدة أشهر حتى جائتني رسالة من حساب آخر، كان مفادها : “أنا …. يا مريم، ربنا جابلك حقك، أنا آسف، سامحيني”، فما كان مني إلا أن تجاهلته وتجاهلت رسالته ومضيت في طريقي.

“كلهم مصطفى أبو حجر”، عبارة كنت أؤمن بها كنص مقدس، فأشباهه وأشباه مصطفى تورتة وإسلام برجر من زعماء الندالة كثيرون، إلى أن قابلت رفيق دربي وحبيب عمري وخطيبي العزيز سيف هنداوي، الذي وعد فصدق، وإلتزم ولم يُخلف، وعاهد فلم ينكث أو يحنث.

إسلام برجر

إقرأ أيضا
فيلم أنياب

التلاعب بمشاعر الآخرين لابد أن تُعد من الجرائم التي يعاقب عليها القانون، لأنها إتلاف وتدمير للنفس وكسر للقلب والخاطر، ولكنني أثق بالقدر، وبأن الدنيا دائرة، وبأن المشاهد سوف تُعاد، والأدوار ستتبدل، فكما تدين تدان، وكل ساق سيُسقى بما سقى، خبئ يا صديق هذه النصوص في رفوف غفلتك للأيام القادمة، فسيخبرك الزمن عنها لاحقًا….حتمًا !

وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا….

إقرأ أيضاً

لا تستطيعين تحديد هواياتك الشخصية؟.. إليكِ عدة نقاط ستدلك على الطريق

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
4
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان