عن السبوع والمصريين القدماء
“حلقاته برجلاته يوم ورا يوم يبقى بشنبات يتجوز على أد حالاته ويخلف صبيان وبنات”..نسمعها في كل البيوت المصرية ولا تخلو الأخيرة منها فهى عادة تقوم بها الأسر احتفالًا بمولدها الجديد بعد مرور 7 أيام من ولادته يصنعون الفشار ويوزعون الحلوى وغيرها كتعبيرًا عن الفرحة بداخلهم، ولكن هل سالنا أنفسنا من أين جاءت تلك العادة؟ هل هى تقليد اخترعه شعبنا أم هى عادة ورثنها من أجدادنا الفراعنة؟
أصل الحكاية
وبالبحث وجدنا أنها عادة توارثنا من أجدادنا الفراعنة وتعود أصل الحكاية إلى أن أيام الفراعنة كان نسبة وفاة المواليد عالية لذلك كانوا يعتبرون أن المولد الذي يعيش لليوم السابع محظوظًا لذلك أقدموا على القيام باحتفال أطلقوا عليه السبوع.
كان حورس ابن الإله إيزيس أول من أقام له سبوع وذلك وفقًا لما وجد على معبد فيلية في أسوان.
وفي معبد فيلية وعلى 7 أعمدة مقامة في مدخل المعبد تجد على رأس كل عمود صورة منحوتة للإله حورس، تجسد تعبيرات وجهه من اليوم الأول للولادة حتى اليوم السابع من الولادة، ليظهر بوجهه ضاحك.
مراسم الاحتفال بالسبوع
في الليلة التي تسبق ليلة السبوع والتي تسمى بـ “التبيتة” تقوم أسرة المولود بنقع 7حبات من ” قمح، فول، حمص، عدس، لوبيا، أرز، حلبة” في إناء به ماء ليلة كاملة اعتقادًا من المصريين القدماء أن ذلك سيؤدي إلى انتشار الخير وفي ليلية السبوع يقومون بطحنها جيدًا ورشها على المولود.
وأثناء القيام بمراسم السبوع يتم وضع المولود في غربال مزينًا بشكل لائق ويبدأ دق الهون في شكل نغمات ويطلبون من الطفل طاعة الإله ليكون هذا أول ما تسمعه أذنه ثم يدعون له بأن يحميه الإله ويمنحه العمرالطويل.
وكان المصريين القدماء يقومون بغطس المولود في مياه المعبد، على أن يقوم الكاهن برقيته من أجل أن تطرح البركة فيه ثم يقرأ أدعية دينية وتعاويذ تمنع عنه الشر والحسد.
ويُعد من أشهر حمام المواليد حمام ابن الملكة كليوباترا والذي تم تعميده وتطهيره على نمط الطقوس المصرية القديمة في مياه البحيرة المقدسة.
تحويل الرقية
و على الرغم من دخول الإسلام إلا أن تلك العادات لم تتأثر سوى في “الرقى” فبعد الإسلام تحولت الرقية من أدعية دينية وتعاويذ تمنع عنه الشر والحسد، إلى رقيه باسم الله والصلاة على رسوله.
وقال الدكتور مرسى السيد أستاذ التراث الشعبى بجامعة القناة، إن السبوع عادة مصرية قديمة، ولا يزال المصريون يحتفلون به إلى الآن بعد 7 أيام من ولادة المولود. مُشيرًا إلى ظهور بعض الرسوم الجدارية في عصر الدولة الحديثة، التي تماثل الاحتفال بالسبوع الآن، وفقًا لموقع الأهرام.
أوضح “السيد” أنه السبوع ييدأ بوضع الطفل المولود فى غربال، ويوضع على منضدة عالية وبجواره إبريق إذ ولدًا أوقُلّة إذا كانت بنتًا ثم يحمل الغربال ويضع على الأرض وتبدأ الأسرة دق الهون مع تردد بعض العبارات وصايا للمولود، لتخطو الأم بعد ذلك عليه 7 مرات مع تردد عبارات البسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد الانتهاء يتم وضعه فوق المنضة والدءان حوله مرددين أغاني السبوع.
إقرأ أيضًا.. الفول النابت من أيام المصريين القدماء وحتى نسيانه