عن المنتصر بالله.. هذا هو سر صداقته بفاروق الفيشاوي وقصة طلبه الذي لم يحققه مبارك

وأنا صغيرة كنت عندما أعلم بخبر وفاة شخص أحبه كنت أسأل جدتي رحمها الله سؤال طفولي للغاية، لماذا أخذ الله فلان الطيب وترك هذا الأخر الشرير، فكانت تجيبني أن الموت صاحب ذوق رفيع، ودائمًا يختار الأفضل، وهذا بالتحديد ما حدث اليوم عندما استيقظت على خبر وفاة الفنان المنتصر بالله، فقد توفى اليوم عن عمر ناهز السبعين عاما بعد صراع 12 عام مع المرض منذ إصابته بجلطة في المخ عام 2008، كانت السبب في اختفائه وبعده عن الفن.

منذ سماع خبر الوفاة وأنا أشعر بأنني شخص سيء الحظ للغاية، ففي الفترة الماضية وبالتحديد قبل انتشار فيروس كورونا، كنت أبحث عن طريقة لعمل حوار معه، وكنت أشعر أن هناك مسؤولية وضعت على عاتقنا نحن الصحفيين بأن نذكر دائمًا العاملين في الفن بنجومهم الذين يتركون وحدهم لمواجهة الأمراض والأزمات بعد أن كانوا نجوم صف أول ومكتشفي مواهب، والسبب الثاني هو محبتي الشديدة للمنتصر بالله وموهبته الفريدة، فلم يأتي في تاريخ السينما المصرية ممثلين كوميديين لديهم هذه القدرة في إلقاء الإفيه، وكذلك المونولوجات الكوميدية، أعتقد أننا لم نرى سوى إسماعيل يس والمنتصر بالله ونجاح الموجي فقط لديهم هذه القدرات.

شيء في “العادي” لا ينسيني تاجر السعادة وحسناء ساكنة بين النيل والقمر

ولكن للأسف حاولت بكل الطرق الوصول إلى الفنان المنتصر بالله لعمل حوار، ولكن قيل لي أنه لم يعد قادرًا على استقبال الصحفيين، وأيضًا زوجته الفاضلة الممثلة عزيزة كساب تخفي عنه أخبار وفاة أصدقائه الفنانين وتخشى من حديث أي أحد معه حفاظًا على وضعه الصحي وبالفعل توقف مشروعي في عمل الحوار.

صداقة المنتصر بالله وفاروق الفيشاوي

في حوار للفنان الراحل فاروق الفيشاوي في برنامج صاحبة السعادة حكى عن علاقة الصداقة القوية بينه وبين المنتصر بالله، وقال أنه في فترة الستينات والسبعينات كان هناك العديد من الشركات المصرية التي تمتلك فرقًا مسرحية، وكانت هناك مسابقات للأعمال المسرحية التي تقدمها هذه الفرق في مسابقة عرفت باسم (مسابقة الشركات المسرحية)، وفي هذه الفترة كان المنتصر بالله ممثل في الفرقة المسرحية لشركة الاستيراد والتصدير، والفيشاوي كان ممثلا بفريق مسرح شركة (قها).

“وكانت هناك منافسة بيننا خلال المسابقة، وتعرفت على المنتصر بالله وبعدها أصبحنا أصدقاء مقربين”، هكذا وصف الفنان الراحل فاروق الفيشاوي بداية علاقة الصداقة التي جمعته بالمنتصر بالله، وذكرت الممثلة عزيزة كساب أنها كانت تخفي عن الراحل خبر وفاة فاروق الفيشاوي حتى توفى وذهب إلى صديقه.

قصة حسن عابدين ومشروع تأسيس فرقة مسرح إسلامي

قصة إرسال المنتصر بالله بوكية ورود لحسني مبارك

في حوار له مع جريدة المصري اليوم عام 2014، صرح الراحل الفنان المنتصر بالله عن قصة بوكية الورود الذي ارسله للرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وقال “ارسلت له بوكية من الورود لانني احبه، فكل شخص له سلبيات وإيجابيات وأنا أرى أن مبارك قدم الكثير لمصر، وطلبت أن أقابله ولكن لم يأتيني رد منه”.

رحل المنتصر بالله عن عالمنا اليوم ووضع كلمة النهاية لقصته التي كان بها مزيج من الإبداع والحب والمعاناة، ولكن رغم رحيل جسده إلا أنه ترك لنا مكتبة من الأعمال الفنية التي تنوعت بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات  كانت ومازالت وستظل أيضًا جزء من تاريخنا الفني الذي نفخر به.