عن حسن فايق الثوري أبو ضحكة جنان
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
حسن فايق صاحب أشهر ضحكة في السينما المصرية الذي يمتلك سحر يجعلك تضحك بمجرد سماع ضحكته الغريبة الرنانه، ولكن على الرغم من طلته الخفيفة على الشاشة التي تعكس شخصيته الخفيفة، إلا أن الحقيقة أن هذه الضحكة الرنانه كانت تخفي وراءها شخصية صاحبة مواقف سياسية شجاعة ولها دور اجتماعي كبير.
بداية المشوار
بدأ فايق مشواره العملي في معرض بمنطقة حلوان، ولكنه كان يعلم أن هدفه الأساسي هو التمثيل والشهرة فكان يواظب على حضور عروض فرقة (أولاد عكاشة) المسرحية، ولكن الشرارة الأولى التي جعلت الطفل حسن الذي ولد في عام 1891 يكتشف شغفه الكبير بالمسرح كانت عندما كافئه والده واخذه لعرض مسرحية لفرقة الشيخ سلامة حجازي، ولم يستغرق حسن وقت طويل لتحديد هدفه فلم يمر عام على حضوره العرض المسرحي إلا وهو متخذ قرار نقل حياته إلى القاهرة للبحث عن فرقة هواه لتكون خطوته الأولى لعالم الفن.
وانضم بعد ذلك إلى جمعية للممثلين الهواه كانت تسمى (الاتحاد التمثيلي) وبالفعل استطاع أن يكون فرقة مسرحية برفقة صديق مشواره الفنان عباس فارس، ويحكي أنه كان يذهب كل يوم لمنطقة الأزبكية حتى يشتري الروايات المسرحية ليصنع منه عروض لفرقته الصغيرة.
البداية الحقيقية مع جورج أبيض
ظل أبو ضحكة جنان يقدم عروض صغيرة مع فرقته في مسارح وسط البلد حتى لعب له الزهر بمقابلة جورج أبيض مكتشف النجوم في ذلك الوقت وصاحب واحدة من أهم الفرق المسرحية، وبالفعل اقنع أبيض بموهبة حسن وضمه إلى فرقته المسرحية، ولكن الغريب أن فايق كان يقدم أدوار تاريخية باللغة الفصيحة ، وكذلك كانت له عروض سياسية عديدة قدمه مع فرقته، ولم يكن يعلم أنه ممثل كوميدي إلا بعض الإنضمام إلى فرقة جورج أبيض والذي اتاح له الفرصة في دخول عالم المونولوجات، ومنذ اللحظة الأولى لقى فايق استحسان الجماهير مما جعل صيته ينتشر في مسارح شارع عماد الدين.
حسن فايق الثوري
خلال ثورة 1919 والأحداث السياسية التي تبعتها كان لحسن فايق دور هام في إطار عمله كمونولوجست وممثل كوميدي، حيث أنه كان يقوم بتقديم مونولوجات تسخر من الإنجليز وتشيد بدور الزعيم سعد زغلول، ورغم التحذيرات التي استقبلها فايق من أصحاب المسارح إلا أنه استمر في دوره متحدياً أصحاب المسارح .
حسن فايق وغدر الأصدقاء
انتقل حسن إلى فرقة عزيز عيد وهناك تعرف على أصدقاء العمر مثل نجيب الريحاني واستيفان روستي، وخلال وجوده في الفرقة قدم لعزيز عيد شاب صغير يدعى يوسف وهبي ، ولكن فايق ترك عزيز عيد لأنه لم يسند له أدار تناسب موهبته الكبيرة، وبعد إنفصاله عن عزيز عيد كون فرقته الخاصة وضم لها يوسف وهبي وبالفعل انضم لهم يوسف وهبي الذي سطع نجمه بسرعة كبيرة، وكان من المعروف في الأوساط الفنية أن حسن فايق هو مكتشف يوسف وهبي، ويحكي حسن فايق في احد اللقاءات الإذاعية أن يوسف وهبي بعد فترة قام بتأسيس فرقة مسرحية خاصة به وعرض على فايق الإنضمام لها بعد أن رحل عنه ومعه باقي أعضاء الفرقة، وبالفعل انضم لهم فايق بكل روح طيبة، ولكنه لم يكن يعلم أن وهبي يريد أن يقدمه للجماهير في أدوار صغيرة لا تليق به.
حسن فايق وعالم السينما
كانت أول أدوار فايق للسينما في عام 1932 من خلال فيلم أولاد الذوات، وقدمه برفقة يوسف وهبي وأمينة رزق وأم كلثوم، وبعد ذلك انطلق فايق في عالم التمثيل السينمائي وقدم العديد من الأفلام التي وصل عددها إلى 160 فيلم لم يحصل في أي منهم على دور البطولة، ولكنه دائماً كان صاحبة بصمة خاصة ومميزة جعلته من نجوم الصف الأول دون أي بطولة.
مرض حسن فايق
أصيب بشلل دون أي سابق إنظار وفي الحقيقة أنه كان دائماً يشعر بالحزن بسبب إهمال أصدقائه له، ويحكي أنه كان جالس في أحد الكافتريات وتفاجى بالقهوة وهي تبلل جسمه دون أن يشعر بأي شيْ، وعاش مع هذا المرض لمدة 15 عام، وخلال هذه الفترة لم يسأل عنه أحد أصدقائه حيث كان يعاني من فقر شديد حتى أن علم الرئيس الراحل أنور السادات بهذا الأمر، وبالفعل قرر السادات صرف معاش لحسن فايق وعلاجه على نفقة الدولة، وودع فايق الحياة التي لم تعطيه الكثير في عام 1980 دون أن تفارقه ضحكته.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال