عن حق أيوب وغيره من الأطفال الذين فارقونا وتركوا لنا الحيرة والحسرة
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بدات القصة بشهر مايو القادم عندما توفي الطفل أيوب أيمن بإحدى مستشفيات المختصة بالقلب والصدر بالاسكندرية على أثر عملية منظار، وقامت والدته السيدة هدير الرفاعي بعمل حملة وتأسيس صفحة على موقع الفيس بوك تطالب فيها بأخذ حقه حيث قالت في منشور من المنشورات:
أنا احتسبت أيوب عند الله، بس هاتوا حق ابني”
فيما حكت القصة وقالت أنهم أدخلوا ابنها لغرفة العمليات دون إجراء أية أشعة أو تحاليا حيث قام طبيب بإقناعها بأن أيوب أيمن ابتلع بعض من المكسرات هي المتسببة له في الأزمة الصحية، وبنهاية العملية لم يجد الطبيب أي شيء ولكن فارقت روح الطفل جسده في صدمة كبيرة لأبيه وأمه، حيث تابعت:
“ملقوش أي حاجه لما دخلوا أول منظار فقالوا يحللوا الفلوس ويدخلوا منظار تاني، وبعدها مطلعوش يطمنوا قلبي ولا حتى يتكلموا معايا رمولي ابني في الأوضة، ومدخلونيش أشوفه جوة العملية، بعد ما قتلوه طلعوه من باب تاني ودخلوه أوضة”
ومنذ ذلك الوقت وقد كرست جهدها لإظهار الحقيقة وطالبت بمعاقبة ثلاثة أطباء كانوا بالعمليات منهم الطبيب ت.غ طبيب التخدير والذي يدافع عنه بعض زملائه الآن ويقول البعض أنه الوحيد الذي حاول إنقاذ أيوب من الموت، فيما قالت السيدة هدير في آخر منشور لها، أنها لن تتعاطف مع أي حد كان خلف هذه العملية أيًا ما كان ولن تتنازل عن حق ابنها المتوفي، وأن الأقاويل الدائرة عن فساد الطبيبين الآخريين وبراءة دكتور ت. غ –من وجهة نظر زملائه- لن تعفيه من العقاب، وتسائلت لم صمت الأطباء عن فساد زملائهم لو كانوا صادقين؟..هل كانوا في انتظار مصيبة مثل التي حدثت لأيوب أيمن حتى يتحدثوا عن فسادهم؟ وقالت أنها تنتظر عقاب الطبيبين الآخرين.
تحركات عاجلة
لكل عضو من أعضاء مجلس النواب أن يقدم طلب إحاطة أو بياناً عاجلاً، إلى رئيس مجلس الوزراء، أو أحد نوابه، أو أحد الوزراء، أو نوابهم، فى الأمور العامة العاجلة ذات الأهمية.
المادة 134 من الدستور المصري
وقد قدم النائب محمد جبريل عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن بالاسكندرية بمايو الماضي طلب إحاطة لوزير الصحة حول هذه القضية وقضايا الإهمال في المستشيفات بوجه عام، مستندًا للمادة السابقة من الدستور المصري.
وعلى أثر البلاغ الذي قدمته الأم بقسم الرمل وطلب الإحاطة ظهر تقرير الطب الشرعي بعد تشريح جثة أيوب أيمن بأن سبب وفاته هو طبيب التخدير، فيما تصر الأم على معاقبة الطبيبين الآخريين الذين قاما بالعملية للطفل.
وعلى أثر هذا التقرير تم حبس طبيب التخدير وتم طلب تشكيل لجنة من أطباء التخدير والطب الشرعي للبت في الأمر.
قول آخر
كتب أحد أطباء التخدير منشورا بموقع تويتر يقول فيه أن دكتور ت. غ هو من حاول إنقاذ الطفل أيوب ، وأن الدليل في تقرير غازات الدم أثناء العملية والذي أخفاه صاحب المستشفى والأطباء الآخريين، ممن كانوا بالعمليات حتى يكون العقاب كله لدكتور ت.غ
كما قال طبيب التخدير أن اي طبيب أو أي أحد عنده طفل مريض صدر أو مر بالمستشفى التي توفي فيها الطفل أيوب أو تعامل مع الطبيبين الآخريين بهذه القضية، قادر على حكي مصائب لهم ومدى أذاهم لأستاذة في الجامعة وأخطاء كثيرة جدا، وأن أي طبيب تخدير عمل مع ت، غ يشهد بضميره المهني.
فيما شهدت أخرى بأن طبيب من الطبيبين مشهور بإعطائه تركيبة لأي طفل مريض ويشترط أن تكون من صيدلية محددة تحت عيادته مباشرة.
وقد أطلق الأطباء هاشتاج على مواقع السوشيال ميديا تحت عنوان “لا لحبس الأطباء” يطالبون فيه بعقاب الأطباء المقصرين في مواقف مثل هذه بإيقافهم عن العمل لفترة أو بغرامة مالية وإنهاء فكرة حبس الأطباء في مثل هذه القضايا.
وقد تنبأ البعض بسفر المزيد من الأطباء خارج البلاد هربا من مثل هذه المواقف، وقال الأطباء أن الخطأ في كل مهنة وارد وأن هناك عجز بعدد الأطباء بمصر، وما يحدث الآن سيدفعهم للهجرة.
ضحايا آخريين
إيمان وسجدة محمد محمود سعد النجار، طفلتان توفوا بشهر أكتوبر الماضي على أثر إعطائهما حقنة مضادا حيويًا داخل صيدلية ببشاير الخير 3 بالاسكندرية.
حيث قامت الصيدلانية بإعطاء الطفلتان حقنة بديلة لما كُتب بالروشتة دون اختبارا للحساسية، فتوفتا الطفلتان سويا بالمستشفى بعد شعورهم بالإعياء.
أقرأ أيضا….حكاية طبيب شهير يحترف النصب بالأعشاب
وتكررت الحادثة بكفر الشيخ والدقهلية منذ أيام بسبب حقنة مضاد حيوي أيضا وتوفي على أثرها طفل يدعى رامي بمدينة كفر الشيخ، وطفلة تدعى ملك بالدقهلية بنفس الطريقة.
وصدر قرارا من نقابة الصيادلة بعدم إعطاء الحقن في الصيدليات لحماية الأطباء الصيادلة والمرضى أيضا على أثر هذه الواقعة.
وهناك أقاويل حول مضاد حيوي بعينه به مشكلة بالتصنيع وسينظر بهذا الأمر في التحقيقات أيضا، فمع اختبار الحساسية أو بدونه هناك شك في المضاد الحيوي نفسه.
وقد نشر طبيب مصري بجراحة المخ والأعصاب يدعى أحمد حامد على صفحته بموقع فيس بوك عن واقعة وفاة طفل أخر بمضاد حيوي رغم أن والدته تعمل ممرضة والأب يعمل طبيب، وقد أجري له اختبار الحساسية منه قبل إعطائه الحقنة!..
حق هؤلاء الأطفال وحق أيوب لن يظهر سوى بانتهاء التحقيقات، ولا يهمنا سوى الحقيقة التي ستؤدي بالضرورة إلى العدل، وحتى لا تتكرر هذه الواقعة المؤسفة يهمنا أن تظهر هذه الحقيقة كاملة بالقريب العاجل وبعقاب عادل.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال