عن سفر الفنانين لتشجيع المنتخب والاعتراض البرئ والخبيث
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قبل أي نقاش، لابد أن ترجع خطوتين للخلف، وتسند رأسك إلى وسادتك، وتحدد بالضبط موقعك من الحدث كي نحدد ماذا سنقول لك ، هل أنت على يمين الحدث أو يساره أو ضد الحدث ككل، هل أنت مع إصلاح العطب، أم أنت مع تدمير الحمّام كله؟ .. والقضية تحديدًا هو إن هناك مجموعة كبيرة من الجمهور يعترضون بشكل كامل على تواجد بعض الفنانين والمشاهير في مدرجات، وهنا ينقسم الاعتراض إلى ثلاثة أقسام ، وعلى كونه موضوع واحد إلا إن المعترضين على اختلاف تام من حيث التوجه والغرض، البراءة والخبث، الشفافية والدسائس .
والقسم الأول من المعترضين يقول أن هناك نحس وعكوسات تصاحب وجود المشاهير في المدرجات، وذلك لأن الله لا يوفقنا إذا قررت مجموعة مننا سحب الشهرة والشو، ونسب الانتصار إلى نفسها ، يأكلون مجهود الأبطال الحقيقيين الموجودين في أرض الملعب .. ولهؤلاء نحب أن نسرد بعض نتائج المنتخب السلبية التي لم يكن فيها مشاهير في المدرجات ، عندك مثلًا آخر مباراة هزم فيها المنتخب وكانت في افتتاحية البطولة من نيجيريا ، عندك هزيمتنا من المنتخب التونسي في كأس العرب وتلتها هزيمة من المنتخب القطري ؟ أين دور الفنانين هنا ؟ .. لا يوجد .. إذًا على هؤلاء المؤمنين بالخرافات مراجعة فكرتهم .
والقسم الثاني وهو محق تمامًا .. وهو معترض على سلوك الفنان في محاولة امتطاء الحدث ، وفي طريقه لذلك يدخل إلى اللاعبين في الفندق وأثناء ساعات الاستراحة لمحاولة التصوير وصناعة محتوى يساعده على مزيد من الشهرة ، وهو ما حدث فعلًا في مونديال روسيا الماضي ، ولهؤلاء فعلًا كل الحق، حتى وإن جانبهم الصواب في الاعتراض على فئة “الفنانين” فقط. لأن دعم المنتخب يكون من خلال منظومة كاملة ، فيمكن لإعلامي مثلًا أو مقدم برامج غير رياضية المساهمة في تشتيت اللاعبين .
والقسم الثالث، وهو ما يجب التركيز عليه ، ذلك لأننا إذا اعتبرنا أن ثمة براءة أو بساطة متسببين في وجهات نظر القسم الأول والثاني، فإن القسم الثالث هو ما يجب أن نفكك ما يفعلونه .. وبكل بساطة هي حرب على الفن المصري، حرب قديمة متجددة، ذلك لأن الفن المصري – عندما يعتدل في جلسته فقط – فإن الأقزام من أصحاب الأفكار الرجعية لا تقوم لهم قومة فيما بعد .. وإذا تنفس الفنان هم يقولون أن النفس حرام ، وفي مباريات المنتخب تحديدًا يستغل أصحاب الغرض الفكرة السخيفة التي تقول أن “الكورة حلال والفن حرام” ، ومن خلال الهجوم على فنانين بعينهم مثل شريف منير وإلهام شاهين، فإنهم يقصدون فكرة الفن نفسها ، ذلك لأن الفن المصري صخرة تتفتت عليها أحلامهم في زراعة أفكار التشدد .. وهنا نسأل سؤال : ماذا يضير الشاه سلخها بعد ذبحها؟ .. فإن كان الفن كله حرام، ماذا يضير هؤلاء إن كان الفنان يحضر مباراة أو لا .. هل تخافون مثلًا على صورة الفن عند الجمهور ؟ هل أنتم قلقون من انطباعًا سيئًا يتكون في الأذهان عن الفن ؟ .. الإجابة يعرفها الجميع !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال