عن فتاة أحلامي التي تشكلت ملامحها من التترات والكتب بصحبة القاهرة والمقابر
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ـ مدخل لا بد منه ـ
مشاعري تجاه فتاة أحلامي تعبر عنها 30 ثانية من الموسيقى التصويرية لمسلسل قاسم أمين التي وضعها الموسيقار الراحل عمار الشريعي، تلك حقيقة مشاعري تجاهها وربما لا أستطيع وصفها كما عبرت عنها هذه الموسيقى .. للاستماع لها:-
عناصر تشكلت منها فتاة أحلامي
مثلي لا يعرف معنى وماهية فتاة أحلام المراهقة على النحو المعروف عند بقية الشباب ومن هم في سني فأنا من بيئة محافظة راديكالية «صعيدية/أزهرية» ومع ذلك أردتها صعيدية أزهرية غير راديكالية رغم أجواء إلى رحاب اليثربِ التي تمنع فكرة رومانسية المراهقين.
قررت التمرد بخلق عالمٍ لي ساعدتني فيه الظروف وهو عالم النوستالجيا، ويظن بعض من يعرفني أن النوستالجيا عندي مجرد ثقافة تاريخ لكن الحقيقة أني مريض نفسي بها، فكل شيء عندي بالنوستالجيا بما في ذلك فتاة أحلام المراهقة.
لم تكن فتاة أحلامي وأنا صغير وعلى أعتاب المراهقة مستوحاة من سعاد حسني ولا هند رستم ولا حتى جيهان فاضل في مسلسل حلم الجنوبي؛ فقد حددت ملامح فتاة أحلامي غير الشكلية وأنا صغير وعلى أعتاب المراهقة من 4 عناصر هم:ـ «تترات المسلسلات والأفلام، القاهرة الفاطمية، الكتب، المقابر».
تبدو تترات المسلسلات والأفلام شيئًا غير منطقي في هذه المسألة، فالمعروف أن الأغاني العاطفية وعلى رأسها أغاني عبدالحليم حافظ هي التي تعبر عن ملامح فتاة الأحلام، لكني أرى أن أغاني العندليب تصلح لفتاة الأحلام بعد العثور عليها كوسيلة للتعبير عن الحب، لكن أن تقوم تترات المسلسلات بتحديد ملامحها فهذا عجيب نسبيًا.
ساهمت 4 تترات في تشكيل ملامح فتاة أحلامي هم «تتر بداية مسلسل العمة نور، تتر نهاية مسلسل الجانب الآخر من الشاطئ، تتر بداية مسلسل خيال الظل (وهو غير الكارتون)، تتر بداية مسلسل الرقص على السلالم المتحركة»؛ كل هذه التترات فيها أجواء قاتمة وحزينة لكن بها رقة وعذوبة ساهمت في أن أحلم بشكل فتاة أحلامي.
أما القاهرة الفاطمية فهي عاصمة عالمي الذي يحيطه جمال الجلال من كل حدب وصوب، ويخيم أجواء جلال الجمال عليه ويغطيه؛ بينما الكتب والجرائد القديمة فمن خلالها أنعزل عن الواقع المقيت على هذه الأرض الموبوءة بالتناقضات وأشعر بالارتياح بالتالي أعيش في ما فات من تاريخ وفن ليس هروبا من الواقع ولا تحايلاً على تركه, ولكن لأن الواقع لا يناهز جمال هذا العالم الذى أعيش فيه.
المقابر هي أكثر الأماكن التي لا أخاف منها ولا أمل الجلوس عندها، وربما السبب في هذا هو التفاهم الداخلي الذي بيني وبين المقابر التي أعطتني قاعدة ذهبية لأتعامل بأريحية متعبة مع ثنائية اللقاء والخصام بعد النكد فالخصام المولود من رحم النكد بمثابة موت لي، والقاعدة تقول «الموت هو أبشع حقيقة لذيذة في حياة كل الكائنات الحية وسبب البشاعة هو الفراق لكن مكمن اللذة في إدراك إن الفراق شيء مؤقت».
من هي فتاة أحلامي التي أردتها ؟
قبل 7 سنوات وفي 28 فبراير بدأت نوستالجيتي تتشكل وكنت أكد وأبحث عن فتاة أحلامي ولما لم أعثر تخيلت للحظة أن محتوياتي النوستالجية هي فتاة أحلامي وفيما بعد ستكون لها، وسردت مواصفات ملامحها، ورويدًا رويدًا بدأت أعثر عليها وأسأل الله أن أستأثر بها كشريكة حياة.
اقرأ أيضًا
لغات الحب الخمسة
كانت ملامح فتاة أحلامي بداخلي هي أن غلاوتها هي أساس عالمي الكائن في القاهرة الفاطمية، شريطة أن تحب هي القاهرة الفاطمية، ولما وجدتها باتت ابتسامتها رحيق لروحي تنتعش هيامًا على شكل إحساسي بأغنية علي صوتك والموسيقى عمومًا والتترات خصوصًا، أما نظرتها فباتت تصيبني بالوجد.
أردتها قديمًا أن تكون الجندي المجهول في قصة حياتي كلها كـ وسيم النوستالجي و كـ وسيم عفيفي، ولما دق قلبي كنت أسأله هل أحسنت الاختيار أم لا ؟، ربما الهوى والميل يحركاني للإجابة بـ نعم لكن معها فلا هوى حرك القلب ولا غرض جعله يختارها وإنما من القلب انطلق سهم الاختيار فأصاب عين الحقيقة فكانت «أنا وإن كنت لست معكم ولكني بينكم، فهذا لا ينطبق عليها، أنا لست معكم ولكني فعلاً بينكم لكن أساسي عندها بعيد عنكم»
أردتها لروحي بوصلة ولسنين عمري حياة وتكون جزءًا لا يتجزأ من عالمي حتى ننصهر في بعضنا بثقافتها وإحساسها وابتسامتها التي أشعر معها ببداية الصباح الصابح الدافئ وأنا في القاهرة الفاطمية حيث تمازج العطارة مع البخور وقلي الطعمية مصحوبة ببث إذاعة القرآن الكريم ثم أغنية يا صباح الخير ياللي معانا.
هل وجدتها ؟
قد وجدت الحب المتبادل لا الأحادي، قد أحببت بصدق ولم أحب لأني أريد الحب، ولعل المواصفات السابقة قد تجسدت فيها لكن زاد عليها شيء وهو الحلم، ففي حياتها أحلام وطموحات بدأت أكون شريكًا في تحقيقها، ورغم التحديات من أجل الظفر بالنصيب إلا أنني أعتبر (وهي أيضًا تعتبر) أن قصة الحب التي بيننا غير تقليدية وقد اجتزنا بهذا الحب وتلك القناعة أشياء ما كنا لنتجاوزها، ونأمل أن تقهر هذه المشاعر كافة نواميس المجتمع التقليدية، وإن شاء الله سأبوح باسمها وتفاصيل قصة الحب تلك على نفس ذات الموقع.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال