عن كازكو ومالينا واللاما
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كنت أحب كازكو في مراهقتي على الرغم من غروره، أحب طريقته في الكلام وخفة دمه . تعلقت بكازكو به مع كل عيوبه وسألت نفسي حينها لم ننجذب دائماً للشخصيات المرهقة؟…ربما لأن مرآة الحب حقاً عمياء ولا تختار إلا ما يرهقنا!!..تعلقت به حتى أنني كدت أصدق أنه حي .يرزق..يتنفس..وليس مجرد شخصية كارتونية بأحد مسلسلات ديزني.
يثق كازكو أن البنات جميعها تحبه، يثق في هذا إلى الحد الذي جعله يستشيط غضباً عندما وقع في حب فتاة جميلة تُدعى مالينا ووجدها لا تعطيه اهتماما، لا يرمش لها رمشاً حين تقابله ولا تجده ساحراً كما يرى دائماً نفسه. ظل يحايل بمالينا بشتى الطرق حتى جعلها بالنهاية تصادقه وكان راضياً عن وجودها بحياته ولو بدور الصديقة.
أقرأ أيضًا..زفة عصافيري على شباكي
كازكو إمبراطورًا
ولأن كازكو ينتظر التخرج من المدرسة حتى يُتوج كامبراطور لمملكته في بيرو-وهي دولة بغرب أمريكا الجنوبية- فقد كان يتصرف بعجرفة تجعل مالينا لا تطيق تصرفاته أبداً حتى كسرت هذه الطباع مع الوقت بعد صداقة بينهم دامت طويلاً.
أصبحت مالينا الفتاة الأولى بحياته، حاملة أسراره، ومن يلجأ إليها حين وقوعه في مشكلة عويصة بسبب تصرفاته. يسخر كازكو من كل شىء يتعلق بامبراطوريته الصغيرة من حيوان اللاما الذي يعتمد عليه الفلاحون بشكلٍ أساسي ومن الفلاحين أنفسهم وما يزرعونه ويحصدونه!..ومن حضارة شعبه(الإنكا)التي يتفانون في ازدهارها.
غروره يوسع من الفجوة بينه وبين أصدقائه ويوقعه بمشاكل ليس لها أول ولا أخر ليلجأ بالنهاية بعد خراب مالطا إلى مالينا التي تحاول دائماً تصليح علاقته بمن حوله.لا يشعر بسخافة حماقاته ولا يستمع للنصيحة إلا منها، فقد أصبحت مرآته بمرور الوقت حتى وافقت أن تصبح حبيبته بعد صراعٍ طويل مع الحلم..
مالينا تتحول من دور الصديقة إلى الحبيبة
وافقت مالينا أخيراً على الارتباط بكازكو، الصداقة بمرور الوقت غيرت في طباعه إلى الحد الذي أوقعها فيه حباً. كان يضايقها كثيراً ويعتذر، حتى سأمت من تكرار الخطأ والاعتذار كنوع من أنواع المسكن الذي يعقب الآلم، حتى حاول أن يتغير بصدق كما وعدها، ونزل إلى الفلاحين ليسمع شكواهم، وصادق حيوان اللاما الذي تحبه كثيراً.
بدأت ترى فيه الحبيب الذي ظهر فجأة من بين الصداقة التي لم تتوقع أبداً أن يغزوها الحب، وبعدما استقرت علاقتهما، وبعدما وافقت أخيراً كما يحلم على أن تكون إمبراطورته تفاجئت بأنه سيعقد قرانه على فتاة أخرى، أميرة ما بأحدى الدول المجاورة وهذا لأن هذه الزيجة ستنفعه كثيراً، ستزيد من ثروته وتسرع من تسلمه للسلطة قبل سن التخرج من المدرسة الامبراطورية.
لماذا كازكو؟
من منا لم تقابل كازكو في حياتها؟…كازكو الذي يجري وراء فتاة بعينها لاهثاً حتى يتحقق بأن قلبها أصبح له وحده ومن ثم يتركها في مهب الريح تواجه مطبات الزمن الذي وضعه في طريقها.من لا يعرف صديقاً ككازكو مُتعجرفاً يُقطع السمكة وذيلها ويجذب جميع الفتيات حوله كالمغناطيس ويغار منه أحياناً!..
لابد إن لم تكن قابلته فقد سمعت عنه في مرحلة ما من حياتك أو حكت لك صديقة بدموعها يوماً عنه.لقد أصبح كازكو ظاهرة وليس شخصية كارتونية، وقس عليه أيضاً أشباهه من الفتيات اللاتي يتلذذن بإيقاع الشباب..
الغريب في الظاهرة “الكازكوية” أن الجميع يعرف كازكو..الجميع يلاحظ تصرفاته وهناك من يغار منه ويحاول تقليده، ولكن لا يعترف كازكو لنفسه بحقيقته.
لم يحاول فهمها أو إيقاظ ضميره الذي ينام في العسل كي ينعم غروره بحياة ممتعة، لم تحاول الفتاة التي تتصرف على غرار تصرفاته أن تصدق مع نفسها ولو لمرة لماذا تحاول إرضاء غرورها على حساب مشاعر الكثير من الشباب أو محاولة إيقاف هذه السخافات التي تتسبب في ثقوب في أرواح الكثيرين.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال