797 مشاهدة
عن كتاب وجوه لا تنسى الذي ترضى عنه السينما المصرية
وسط ما نعاني منه على موقع فيس بوك من صفحات تدعي أنها صفحات تهتم بالفن، ووسط ما نراه يحدث بالصحافة من عرض أخبار تافهة لا تخدم الفن في شيء، أهدتني صديقة كتابًا كان في خطة الكتب التي أريد قرائتها؛ وهو كتاب “وجوه لا تنسى” للناقد الأستاذ محمود عبد الشكور.
أكثر من 180 فنان وفنانة كتب عنهم الناقد محمود عبد الشكور بورتريه بهذا الكتاب ليعرفنا على حياتهم الفنية وعلى ملامح من حياتهم الشخصية وإنسانيتهم أيضًا.
بعضهم توفى بعد إصدار الكتاب الذي صدر ب2016، وبعضهم مازل حيًا يرزق يمتعنا بفنه أو اعتزل الفن لأسباب مختلفة.
ولكن معظم الكتاب تناول حياة فنانين ساهموا في عطائهم للسينما ثم رحلوا عنا تاركين لنا ما يدهشنا إلى الآن كلما مروا ولو بمشهد واحد في فيلم ساهموا فيه.
والسينما المصرية قامت بالأساس على مواهب هؤلاء، وما صنع لها شأنًا وسط الدول العربية والعالم؛ هؤلاء الفنانون الذين هباهم الله موهبة مختلفة وأعطوا للفن بوجه عام من روحهم ولم يبخلوا أبدا عليه.
تناول الكتاب حياة مشاهير الفن وكثير من الجنود المجهولين الذي ساهموا بأدوار مساعدة أو عملوا ككومبارسات ولم ينالوا التقدير الكافي.
وهذا أعظم ما في الكتاب؛ تقدير هؤلاء الذين لم يشارك بعضهم سوى بعدد قليل من المشاهد والأفلام.
محمد رمضان موهبة حقيقية أم خطة تسويقية؟
استطاع الأستاذ محمود عبد الشكور أن يجمع عددا كبيرا من الفنانين بكتاب واحد لمن يهمه أمر الفن وأهله بشكل حقيقي، ليتعرف بصفحة أو صفحة ونصف على أهم محطات كل فنان، وأهم أحداث بحياته يتذكرها الناس أو لا يعرفونها من الأساس.
فعلى سبيل المثال سيتفاجأ البعض أن الممثل العراقي كنعان وصفي عمل بالغناء وكذلك لحن أكثر من 500 أغنية!
والبعض لا يعرف أن مجدي وهبة كان في الأساس ملاكمًا قبل اتجاهه إلى التمثيل.
فيذكرك بمعلومات نسيتها بالوقت، أو يعرفك على معلومة جديدة عن فنان من الفنانين الذين ساهموا بأعمال في السينما أو التلفزيون..
الكتاب أيضًا يحسب له بأن كل بورتريه كُتب بأسلوب سرد متميز أقرب إلى أسلوب القصة القصيرة.
فلا يوجد بروفايل لفنان كُتب بشكل معلومات مرصوصة، ولكن يجب أن تتوقف عند أكثر من تعبير جمالي، خاصة خواتم البورتريهات التي تتركك لصمت لثوانٍ يجعلك تتأمل حياة الفنان وتقف عندها.
أقرأ أيضًا ريش على مافيش..إلى متى ستحولون السذج إلى أبطال؟
بالتأكيد ناقد كالأستاذ محمود عبد الشكور وصف كل فنان بما يليق به.
فيرى مثلاً أن شخصية زينات صدقي وماري منيب من الشخصيات الأقرب للكرتون والكوميكس، ويمكن بناء شخصيات كرتونية على أساس شخصيتهم المختلفة.
وصف الفنان عز الدين إسلام والذي عمل بأدوار مساعدة بأنه كوميديان أراجوزى ساحر، فيسلط الضوء على أهم ما يميز الفنان مهما كانت حجم مساهماته بالأعمال الفنية.
يرى عبد الشكور أن السينما لا تنسى وجوهها حتى لو كانوا من العابرين؛ لذلك لم يغفل الكتابة عن كومبارسات السينما مثل مطاوع عويس وغيره من الذين سعدت بأنني عرفت عنهم معلومات لم أكن أعرفها من قبل.
كيف يرى الجمهور مذيعة البرامج الدينية؟
وصف الفنان محمد يوسف بأنه ينجح في قيادة المشهد على الحد الرفيع بين الملهاة والمأساة، في وصف دقيق لممثل كان له حضورًا قويًا بأي مشهد يساهم فيه، ويفتقده الآن عالم الكوميديا.
جمع لنا الكتاب وربط بين مجموعة من الفنانين أصحاب الارتجال بالكوميديا خاصة؛ مثل المنتصر بالله وفؤاد المهندس ومحمد وأمين الهنيدي رحمهم الله. وألقى الضوء على ما يتفق أو يختلف فيه مع رؤية عمنا محمود السعدني لبعض الكوميديانات بكتابه “المضحكون” فيعرف القارىء على كتاب آخر مهم بعالم النقد.
بعد انتهائي من قراءة الكتاب، عرفت أن الناقد محمود عبد الشكور يستمر في تقدير الفنانين عبر برنامجه “فلاش باك” بموقع يوتيوب، فإن كنت من هؤلاء المهتمين بالفن زي حالاتي فعليك بشراء كتاب وجوه لا تنسى ومتابعة برنامجه. كتاب وجوه لا تنسى أعتقد أن السينما ترضى عنه بحق المجهود المبذول فيه.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
