عن محمود درويش الذي شارك في قتل ناجي العلي
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كتب على هذه الأرض ما يستحق الحياة رغم أنه غادر فلسطين وعمره ٣١ عاما ليقضي ما يزيد عن نصف عمره بين بيروت وباريس، بل حتى لم يشبهنا نحن العرب في حبنا للموت كالأفيال في أوطاننا وقبور أجدادنا فتوفى في هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية.
كتب عاشق من فلسطين ليتغنى بحب الوطن لكنه في الواقع أحب ريتا الصهيونية ووقع في غرامها وكتب لها أشعاره في الحب.
فهل خان محمود درويش صديقه رسام الكاريكاتير ناجي العلي وساهم في اغتياله؟
دعونا نعود إلى تفاصيل الاغتيال الذي تم بعد كاريكاتير ناجي العلي الشهير بعنوان “محمود خيبتنا الكبيرة”
المتهم الأول في اغتيال ناجي العلي هو الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي ضاق ذرعا بسخرية ناجي العلي في رسوماته من كل الخطوات التي يخطوها، لكن حتى إن صح هذا فياسر عرفات لم يكن قادرا على اتخاذ قرار مثل هذا قبل استشارة المجلس الوطني الفلسطيني الذي كان محمود درويش عضوا فيه، فهل قتل عرفات ناجي بعلم درويش وتخاذله عن نصرة صديقه؟ .. يبدو هذا احتمالا قويا .
لكن الاحتمال الثاني له من الوجاهة ما يستحق المناقشة، فدعونا نعود لتفريغ مكالمة التهديد التي تلقاها ناجي العلي من زميل النضال محمود درويش بعد تصريحه لجريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في مقابلة للصحفي الصهيوني “اليساري” حاييم هنجفي من جناح حركة “متسبين-تل ابيب قبل ان يصبح لبراليا والتيقال محمود درويش فيها ان الشعب الفلسطيني جاهز للاعتراف ب “إسرائيل” فكان الكاريكاتير وكانت المكالمة ونصها كالتالي:
درويش: شو بشوفك مستلمنا هاليومين يا ناجي ..حاطط دبساتك على طحيناتنا..شو في..؟!
العلي: يا عمي ما تزعل مني..هاي الشغلة مش ضدك شخصياً..انا ما في بيني وبينك إلا كل خير ومحبة وأنت عارف…
درويش: لا…أنا زعلان بجد.. ليش كل اللي رسمته وكتبته ما بخليني أزعل..؟!
العلي: يا محمود أنت الك حق تزعل لو أني ما تعرضت إلك وأهملتك مثل ما بهمل دائماً الساقطين.. أنا انتقدتك لأنك مهم لشعبك وأنت لازم تفرح مش تزعل..!
درويش: (بغضب مكتوم) مش أنت اللي بصنفني مهم ولا لأ..
وبعد حوار تأرجح بين الغضب والنقد
قال العلي: يا عمي انتو بتقولوا بمد الجسور مع اليسار الإسرائيلي.. مدو زي ما بدكوا… بركي الجسور بتقيدكم مستقبلاً.. أما أنا وجماعتي فلا.. إحنا يا عمي إلنا جسورنا.. جسورنا إحنا مع الناس المشردة.. ممدودة بخط واحد ما في غيره.. من باب المخيم لباب الحرم.. مع أهلنا في الداخل.. هاي جسورنا وما بنعرف غيرها.. وإحنا بننتقد كل واحد بيحكي هالحكي..
درويش (مهددًا): آه.. بس انت مش قدي يا ناجي.
العلي (مستعبطًا): شو يعني .. مش فاهم.. الشغلة صارت شغلة قدود.. قدك وقد غيرك.. والله أنا لما برسم ما بحسب قد لحدا.. وأنت عارف يا محمود؟
ثم بعد وصلة حوار تهديد من درويش واستعباط من العلي
قال درويش: هلا مش وقت المزح.. بدي ياك تفهم يا ناجي منيح اليوم.. إني أنا محمود درويش.. إللي قادر يخرجك من لندن في أية لحظة.
العلي: (ساخرًا بمرارة وحزن):
أووف… والله هاي جديدة يا زلمة.. بالله عليك بتعملها يا محمود؟ وشو هالسلطات اللي صارت عندك.. والله أبو رسول (الاسم الحركي لمدير المخابرات الأردنية الأسبق محمد رسول الكيلاني) بزمانه ما قال هالحكي.. ولا صلاح نصر قبله (..) على كل حال انتو يا عمي السلطة.. انتو الدولة والشيلة (..) هاي مش أول مرة بتصير ولا آخر مرة.. مش عملتوها قبل سنتين في الكويت وخرجتوني؟ وقبلها قال الختيار (الاسم الذي يطلق على ياسر عرفات من قبل أنصاره) قائدك وصديقك في ثانوية عبد الله السالم في الكويت في الـ 75 أنو راح يحط أصابعي في الأسيد إن ما سكت.. بعدين هالشغلة صارت مش فارقة معي هالخد صار معود عاللطم.
وقد روى العلي ملخص الحوار مع درويش في حوار نشرته مجلة الأزمنة العربية (عدد 170 /1986/ ص14)
وتم اغتياله بالرصاص في لندن عقب تلك المكالمة بحوالي ٩ أشهر وطلب في وصيته أن يدفن بجوار والده في عين الحلوة.
وكان الدكتور باسم سرحان قد تحدث عن أخر لقاءاته مع ناجي العلي في لندن . وفي هذا اللقاء أخبره ناجي بالهواتف التي تنهال عليه من أعضاء في منظمة التحرير من أمثال محمود درويش وبسام أبو شريف ، وتحذره من الاستمرار في السخرية من شخصياتها لأن الأمر كما زعموا ” وصل مع الختيار، أي عرفات ،حداً لا يطاق ” وبخاصة بعد أن نشر كاريكاتيراً يتساءل فيه أحد فقراء فلسطين ممسكاً بعنق أحد كائنات المنظمة المتضخمين عن سر عضويته في اتحاد الكتاب والصحفيين والفلسطينيين مادام لا يعرف ” رشيدة مهران ” ولم يسمع بها ! لم تكن إلا قلة من المقربين تعرف هذه المرأة وطبيعة علاقتها وحظوتها في منظمة التحرير ، وهذه القلة هي التي أدركت بالطبع ما يعنيه هذا الكاريكاتير الذي لا يفضح فقط طبيعة وتركيبة ومجرى العمل في المنظمة ، بل ويكشف أحد أسرارها العليا المقدسة !
وتفضح هذه التصريحات وقبلها مكالمة التهديد مشاركة محمود درويش بشكل فعال في اغتيال ناجي العلي الذي بدأت حملة رهيبة لتشويهه من كل أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني شارك فيها الجميع بما فيهم درويش حتى اغتياله ليخرج لنا يبكيه كما اعتاد دائما وكما ذكرنا في أول المقال يطارح العشق وطنا بينما يحب محتليه وأرضا لم يعش عليها نصف عمره وينعي رفيقا شارك في اغتياله جسديا ومعنويا
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال