رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬929   مشاهدة  

المحجبة أسهل ولا اللي بشعرها؟ المدخنة أسهل من الاتنين

التسعينيات


في زماننا، وأنا في ريعان مراهقتي.. أيام التسعينيات العظيمة، داهية لا ترجعها، كنا نعقد نحن المراهقين جلسات نميمة حول أهم ما في الوجود بالنسبة للمراهقين “البنات”.. ومن ضمن نصائح كثيرة من متحرشين كبار وخبرة، كانوا ينصحوننا دائما أن “نبعد عن اللي ماشية مع راجل.. عيب”.. أو “اللي ماشية مع أمها”.. شوف يا أخي أخلاقنا كمتحرشين في التسعينيات.. داهية ترجعها المرادي بعدما فسدت أخلاق المتحرشين وبقوا أبجح من الطبالين في الزفة.. لدرجة أننا وصلنا إلى حل واحد للقضاء على ظاهرة التحرش.. أن تموت النساء جميعا.. أو على أقل تقدير.. ما يخرجوش من البيوت.. أو حتى من بطون أمهاتهن.. بينما أرى أن الحل هو إلغاء “نون” النسوة من اللغة، علشان متعبة جدا في موضوع زي ده لو التزمت بالفصحى.
كانوا يقولون لنا إن الملتزمة في ملابسها صعب التحرش بها أو معاكستها.. وصدقناهم.. قبل أن نكتشف أنه “لأ يا إخوانا.. ابسلوتلي”.. كلهن عرضة للتحرش وقلة الأدب في الشارع.. محجبات .. منقبات.. بشعر.. بدقن.. آه والله لو البنات ربت دقون برضه المصريين مش ها يعتقوهم.. يبدو أن الموضوع جينات تطورت لها علاقة بالفراخ البيضاء.. أو الإندومي.. الله أعلم.
فيما يرى المصريون من ناحية الكوبري، إن المرأة المدخنة أصلا “شمال”.. ما هو مش للدرجة دي يعني.. مش كفاية إنها بتثيرنا وتهيجنا في أي حاجة تعملها.. كمان تدخن؟.. وده يطرح السؤال اللي بعده.. ليه المصريين بيسخنوا لما بيشوفوا واحدة ست بتدخن.. أنت ما بتسخنش؟ يبقى أنت مش مصري يا برنس.

طيب، سيبك مني أنا.. أنا راجل بيحب السجاير أصلاً.. وأكيد بحب المرأة.. وبحترمها.. وشايف إنها من حقها تعمل اللي أنا بعمله بالظبط… ماعنديش مشكلة إطلاقا.. خلينا فيك أنت دلوقتي.. ده لو أنت مدخن يا سيدي عالأقل.. لأن مش كل المدخنين الرجالة أكيد بيحبوا الستات اللاتي يدخن.. ممكن يحبوا يشوفوها بتدخن ويقعدوا معاها ويصاحبوها.. يارررريت.. لكن ما يتجوزهاش.. يقولك “أحا أومال فين الأنوثة؟”.. على اعتبار أن التدخين مرتبط دائما بالأفعال الرجولية.. والست اللي بتدخن تتشبه بالرجال والعياذ بالله.. زي لبسها الجينز كده!.. موضوع كومبليكس ع الأخر.

ولأن التدخين عادة رجولية في مجتمعنا الشرقي الحار، فتلاقي فئة تانية بتحب تشوف الستات بتدخن.. بيثيرهم الموضوع ده.. وأغلب الستات بتدخن مع أزواجها على السرير عادي ولو مرة في الشهر.. وممكن هو اللي يعزم عليها بسيجارة لو مذاق سيادته رايق.. وده يدفعك منطقيا للسؤال الفلسفي العميق: هل هناك علاقة بين غواية الأنثى وغواية النيكوتين والدخان؟ بمعنى.. هو فعلاً المرأة المدخنة أكثر إثارة من ذات الرئات النظيفة؟.. ولا دي نظرية شرقية برضه من راجل عمره ما شاف الست بتشاركه في ممتلكاته الذكورية؟ كم رجل في مصر ينظر لتدخين المرأة باعتباره أمر عادي، يخصها هي فقط؟ لن أشطح بخيالي لأسأل ” امتى البنت تقدر تمشي بسيجارة في الشارع عادي زيها زي الراجل؟”.. مش لما تعرف تمشي من أصله
منطقي أن يتم الربط بين تدخين الست أو البنت بالتحرر في مجتمعاتنا الشرقية.. وطالما جبنا سيرة التحرر يبقى بوصلة الجنس بتشتغل.. تحرر+ أنثى+ سيجارة+ يبقى رابعهم السرير.. نفس نظرية أن اللي بشعرها أسهل من المحجبة.. فطبيعي تبقى المدخنة أسهل من الإتنين..
لكن اللي هايجنني فعلاً هو النظرة المختلفة للبنت لو شربت شيشة.. حقيقي البنت أو المرأة المشيشة في مصر وضعها أفضل كثيراً من المدخنات.. يمكن الشيشة خصوصاً لو تفاح أو بطيخ بتبقى مرتبطة بالدلع أكتر من التدخين-مشيها دلع-.. لكن نادراً لما تلاقي بنت تقعد على قهوة وتطلب “شيشة قص”. دي تبقى مفترية.
حقيقي شقيقاتي البنات المدخنات في مصر بيصعبوا عليا جداً.. وقليلات منهن من يستخدمن الحق في التدخين في أي مكان دون الخوف من نظرات الرجال أو الستات التانيين اللي بيحسدوها على جرأتها.. والستات دي تحديداً اللي بتستخدم الحق ده هتلاقي دي طريقتهن في الحياة.. واخدين حقهم تالت ومتلت.. مش من فئة الستات اللي لما تحب تدخن في الشغل تدخل الحمام.. أو تستنى لما تروح البيت.. وتخاف أن يفتح أحدهما شنطتها فيلاقي علبة السجاير.. وترتبك وتقول الكذبة العقيمة “لأ دي بتاعة واحدة صاحبتي نسيتها معايا”.






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
3
أعجبني
0
أغضبني
3
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان