همتك نعدل الكفة
271   مشاهدة  

عن نهاية طلعت حرب الحزينة التي أخفاها التاريخ

طلعت حرب
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



يقول طلعت حرب الوطني العظيم : (بعضنا ورث طبيعة العبيد نتيجة الاستعمار، كلُ ناجحٍ نحاول أن نحطمه، ولو أن معاولَنا كانت فى البناء لكان لنا فى كل قريةٍ هرمٌ أو مصنع)،

مع نهاية الثلاثينات من القرن الماضي حصد زرعته كما توقعها حيث انتهز على ماهر رئيس الحكومة وقتها فرصة الحرب وأقنع الملك فاروق بسحب أموال الخاصة الملكية من بنك مصر و نشر الخبر فى الأندية والمجتمعات، واستطاع بذلك أن يُفشي الذعرُ بين العملاء الذين تزاحموا على سحب ودائعهم من البنك، وزادت الحكومة الطين فسحب صندوق توفير البريد الحكومي (3 ملايين جنيه) وهي جميع ودائعه في ذلك الوقت وفي المقابل لم يسحب مليماً من عشرة ملايين جنيه أودعها فى البنك الأهلى، المنافس الأجنبي لبنك مصر.

جَرً الفارس النبيل قدميه وقلبه ينزف بفعل الخِسة والخيانة وتَحامَل على نفسه ليقابل وزير المالية “حسين سري باشا ” يرجوه أن يأمر صندوق توفير البريد الحكومي بعدم سحب ودائعه من البنك وهو يعرف ما يضمر له سري من غِل وحقد قديم .. فما كان من اللئيم سري غير أن ينال من الأسد الجريح وشَرط عليه أن يترك بنك مصر مقابل أن يتدخل وينقذه ليقول طلعت حرب قوله الشهير : (الحمد لله .. فليبقَ بنكُ مصر وليذهب ألفُ طلعت حرب)

كانت الطعنة نافذة فمثله له قلب جسور على الصعاب مهما بدت لغيره مستحيلة يدركها بثقته في قدرته وثقته في عزم المصريين وعزتهم لكنه لم يقوى على احتمال الخذلان والخيانة فكان يقول (لقد متُ ولم أُدفن)

مات طلعت حرب رجل الاقتصاد العظيم يوم غادر بنك مصر الذي أسسه عام ١٩٢٠ وأطلق من خلاله اكثر من ٤٠ شركة في اختصاصات ومجالات مختلفة من الأقطان للسينما والطيران والمناجم، غادر ليرقد عامين في بلدته النعناعية قرب دمياط ليسلم روحه لربه في أغسطس ١٩٤١ بعد عامين فقط من إعلانه وفاته.

دائمًا ما أتذكر نهايته، وضياع ما بنى وأسس بالخصخصة والبيع والخسارة

بقي طلعت حرب خالدًا نحفظ ذكراه في قلوبنا، وان هزمه الفساد لكنه لم يمت، كان كبيرًا حتى في خصومته وكانوا صِغَارًا في خيانتهم فماتت ذكراهم رغم أن خرابهم بقي وبناءه هُدم.

والآن … ماذا نفعل نحن وبداخلنا الف طلعت حرب نعرف نهايتهم؟

إقرأ أيضا
السنوار

ج : ستبقينا نخوتنا ونزاهتنا أمناء على العهد

الكاتب

  • طلعت حرب رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان