عن هذا الولد “الثمين” ..تحدث حتى يأتيك الضحك

في هذا المشهد من فيلم “أونكل زيزو حبيبي” الذي تم عرضه في خريف 1977 تظهر الشخصية التي يجسدها الفنان الراحل جورج سيدهم روح المصري الذي يفضل الحديث الكثير المتفرع والعفوي الذي لا علاقة له بأصل الموضوع  لكنه يقودنا إلى حالة من الضحك الهستيري وهي طريقة تسمى “تحدث حتى يأتيك الضحك” ارتجل واسترسل وسيأتي من حيث لا تعلم من مواقف قديمة يحكيها الأب والعم أو الأخ الكبير والخال والجد لأنه في مذهب الحكائين العفويين أصحاب البهجة أن تبحث عن فرض السعادة على من حولك غريزة تساوي الاستمرار للمة الأسرة و دحر المصاعب التي تواجهها وفك تعقيداتها  لذلك أرى أن جورج سيدهم خير من يمثل خفة ظل الرجل المصري العادي التي توارثها من أبيه ويورثها لأحد أبنائه. 

آخر ما قاله الفنان الراحل 

غيب الموت الفنان الكوميدي الكبير جورج سيدهم  بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 82 عامًا حيث كان آخر ظهور إعلامي له في صيف 2019 المنصرم في فيديو يحتفل فيه الفنان الراحل بعيد ميلاده الـ81  مع أسرته و مجموعة من أصدقائه المقربين وزوجته ليندا التي علقت قائلة في مداخلة هاتفية لبرنامج كل يوم الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي و تبثه فضائية ON E: “جورج دا يماً بيحب الصحبة وخصوصًا إذ كانت الصحبة اللي بيحبها في الحالة دي بيكون سعيد جدا” وأضافت ليندا :”جورج سيدهم لازم نعمل له عيد ميلاد مع الفنانة نادية لطفي والحقيقي بيكون ليه أكثر من عيد ميلاد”وطلبت  ليندا من زوجها بأن يوجه رسالة للجمهور من خلال المكالمة وقال سيدهم أخر كلماته : “وحشتوني انا بحبكم”.

صراع مع المرض 

وعن مرضه جورج حكت ليندا: “أنها ليس لا تملك الفضل  وأن السعادة هي ضمن الأشياء التي ليست بيد الإنسان ولكنها نعمة من الله  مضيفة :”أنا في رأيي لما الإنسان يتعرض لتجربة وينظر لها بنظرة بشرية، يجب أن ينظر لها ما يكمن داخل هذه التجربة وليس بمفهوم بشري مفهوم إنساني روحي، المفهوم البشري أحيانا يكون خاطئ، وأهم شئ تقبل هذه التجربة وتصبح أمين عليها”.

هذا الولد السمين

وعن جورج سيدهم يقول الصحافي والناقد المصري محمود السعدني: “أما عن الموهبة الثانية في الثلاثي هذا الولد السمين جورج إنه الممثل وهو موهبة في هذا المجال وله باع طويل وهو نوع نادر بين الممثلين وعينة لطراز عظيم نموذج جيد للغاية هو جزء من تشارلز لوتون وعبد الغني قمر وصلاح منصور إنه خليط ممزوج وهو يستطيع الآن أن يغير مساره وأن يتجه بموهبته وبمفرده نحو ميدان آخر، لو صادفه مخرج فاهم وسيناريو جيد ورواية حقيقية لشق طريقه إلى القمة بسهولة، إنه صاحب موهبة نادرة تؤدي أي دور بسهولة ولكنه السهل الممتنع”.

كسر قاعدة أرشميدس

وعن مسيرته الثرية كتب الناقد الفني محمود عبد الشكور ناعيًا سيدهم:” تبدو موهبة جورج فى الاسكتشات الأولى فى قدرته على تقمص شخصية امرأة بدينة دلوعة وطروب، كان يفعل ذلك بدون ملابس نسائية أو ماكياج أو اكسسوار على المسرح كما فى اسكتش “دكتور.. الحقنى” الشهير، الشخصية لراقصة دلوعة فى اسكتش آخر شهير كان يؤدى ببراعة دور الريفى الساذج: “أنا الطاااااالب عبمعطى عبحق جاد الحق شراب.. آلووووووووه” الشاب الأرعن الذي يحلم بحلة محشى رغم أنه كسر قاعدة أرشميدس!.

أول لقاء بزميليه المخضرمين 

وقد لا يكون هناك جنازة وعزاء بسبب الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا للفنان جورج سيدهم الذي ولد  في جرجا بسوهاج فى عام 1938 ثم التحق بجامعة عين شمس وتخرج في كلية الزراعة عام 1961 ثم عمل مع زميليه المخضرمين سميرغانم والضيف أحمد وأنشأ معهما فرقة ثلاثي أضواء المسرح و لمعوا فى أول فوازير لرمضان من إخراج محمد سالم كما شاركوا معًا خلال هذه الفترة في بطولة عدد كبير من الأفلام والمسرحيات.