عن يهود الأندلس .. لماذا أحبوا المسلمين لدرجة خدمتهم أكثر من القوط ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان وصول المسلمين إلى حكم إسبانيا بمثابة طوق النجاة لكافة يهود الأندلس الذين كانوا يعانون من حكم القوط الكاثوليك.
يهود الأندلس والمسلمين خلال الإمبراطورية الأموية
يهود الأندلس يكرهون حكم القوط نظرًا لعداء الكاثوليك لهم بل وقاموا بثورة في طليطلة ضدهم أسفرت عن استيلاءهم على حصنها ثم أعطوها للمسلمين.
اقرأ أيضًا
القصة الحقيقية لشخصية سليمة في ثلاثية غرناطة .. نهايتها كانت بشعة
عمل المسلمون على الاستفادة من يهود الأندلس فكانوا يعطونهم حراسة أي مدينة خلال فتح أي مدينة وسبب هذا هو قلة عدد جنود المسلمين، وقال عبدالوهاب المسيري في موسوعته عن تاريخ اليهود «عملية توطين اليهود تمت في مدن مهمة، مثل قرطبة وغرناطة وطليطلة وأشبيلية واستفاد اليهود من الحكم الإسلامي إذ استولوا على بعض بيوت النبلاء المسيحيين الذين فرُّوا وتركوا ثرواتهم، وكانت مثل هذه الثروات تُعدُّ مصدراً أساسياً لرأس المال بل يُقال إن الثورة التجارية التي حدثت في العالم الإسلامي كانت تعتمد إلى حدٍّ ما على تحرير هذه الثروات المجمدة داخل القصور والأديرة، ومع هذا، يجب عدم المبالغة في الدور الذي لعبه أعضاء الجماعة اليهودية، فقد كانوا أقلية صغيرة جداً لا يُعتَد بها، كما أن الجماعة اليهودية كانت لا تعرف شيئاً عن فنون الحرب بالإضافة إلى أن مستواها الثقافي والحضاري كان متدنياً إلى أقصى درجة ولعل أهم دور لهم هو ما لعبوه بوصفهم كثافة سكانية مهما تكن ضآلتها النسبية، وبوصفهم مصدراً للمعلومات».
يهود الأندلس في العصر العباسي
حدث نوع من الاستقلال للأندلس في عصر الدولة العباسية حيث أرسى عبدالرحمن الداخل قواعد حكمه لحساب دولة بني أمية، ومع عهد نجله هشام الأول حدث نوع من أنواع الإندماج بين اليهود والمسلمين واستعرض المسيري شكل هذا الاندماج بقوله «جرى تَشرُّب اليهود الحضارة العربية الإسلامية، وتَحسُّن أحوالهم المعنوية والروحية والمادية، وتعريب أسمائهم ولغتهم ورؤيتهم، وَتأثُّر آدابهم الدنيوية والدينية بالتراث العربي الإسلامي، وقد وصل اليهود في الفترة نفسها إلى مكانة عالية رفيعة، فعملوا في الوظائف الإدارية والمالية حيث كان يعمل بعضهم في وظيفة يهود البلاط، واشتغلوا بالتجارة المحلية والدولية التي كانت تصل حتى حدود الصين أو كانت تدخل إلى أوربا، واحتكروا بعض أنواع التجارة مثل تجارة العبيد (ومنهم العبيد والجواري البيض) الذين كانوا يحضرونهن من بلاد الصقالبة، واشتغلوا بالحرف مثل الصباغة كما اشتغلوا بالزراعة، وقد برز اليهود في وظائف محددة مثل التجارة الدولية والترجمة بسبب وضعهم وثقافتهم، فقد كانوا يجيدون العربية والعبرية وبعض اللغات الأوربية، الأمر الذي حوَّلهم إلى حلقة وصل وجماعة وظيفية وسيطة بين العالمين الإسلامي والمسيحي، وخصوصاً أنهم كانوا ينتقلون بسهولة ويسر بين إسبانيا المسلمة وإسبانيا المسيحية، فكان اليهودي ينشأ في إسبانيا المسيحية مثلاً ثم ينتقل إلى إسبانيا المسلمة أو العكس».
اقرأ أيضًا
كيد النساء وسقوط غرناطة .. عائشة وثريا
شيئًا فشيئًا صارت الأندلس أحد أهم مراكز اليهود على مستوى العالم كما مثل حكم المسلمين لتلك البقعة عصرًا ذهبيًا لليهود كون أن فكرهم الدين والفلسفي شهد رواجًا وتطورًا لينشأ رموز يهودية في الشعر والترجمة والطب مثل موسى بن ميمون وموسى بن عزرا ويهوذا اللاوي.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال