غباشي الإسكندراني .. الوجه الذكوري لعصابة ريا وسكينة “ضحاياه من عائلات عساكر حرب اليمن”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
المال هو الدافع لقيام عصابة ريا وسكينة بقتل السيدات، وهو نفس الدافع للتشكيل العصابي الذي أسسه غباشي الإسكندراني عام 1964 م، غير أن الفارق بين العصابتين أن الرجل لم يقتل وضحاياه تعرضوا للنصب لطيبة قلبهم.
العصابة الحقيرة والأهالي الطيبين
اندلعت حرب اليمن عام 1962 م بين الموالين للمملكة المتوكلية اليمنية والعناصر الموالية للجمهورية اليمنية، وكان الملكيون يتلقون الدعم من المملكة العربية السعودية، بينما كان الإتحاد السوفيتي ومصر يقدمون الدعم للفصائل الجمهورية، وقد انتهت المعركة بانتصار الجمهوريين عام 1968 م.
اقرأ أيضًا
كيف غسل عبد الحليم حافظ خسائر حرب اليمن بأغنية؟
خلال سنوات الحرب حدثت الأعاجيب الشعبية العسكرية كتلك التي ذكرها كمال حسن علي في مذكراته التي بعنوان «مشاوير العمر» عن المرأة اليمنية التي تلقت رصاصة بالقرب من رقبتها وكادت أن تودي بحياتها وفي اليوم التالي وُجِدت وهي تحمل على رأسها حملاً من الحطب يفوق حجمها.
لكن في مصر كان هناك جانب عجيب يكمن في استغلال المصائب حيث شهد يوم الرابع من يونيو لعام 1964 سقوط التشكيل العصابي المكون من 5 أفراد بعد قيامهم بالاحتيال على أسر جنود مصر في حرب اليمن حيث ارتكبوا في 60 يومًا 26 حادثًا استولوا من خلالهم على مبلغ 2000 جنيه وكمية من المأكولات والملابس.
كان أفراد العصابة يوهمون أسر مقاتلي حرب اليمن بأنهم زملاء أبنائهم وأنهم حضروا في أجازة حاملين معهم رغبات زملائهم إلى ذويهم في خطابات يسلمها أفراد العصابة للضحايا.
تشير ملفات التحقيق إلى أن العقيد حسن خليل قائد المباحث الجنائية العسكرية قام بتكليف النقيب محمد مازن مشرف قائد مكتب المباحث الجنائية العسكرية بالمنطقة الشمالية بجمع التحريات عن هذه العصابة وأفرادها وأساليبها في الاحتيال والمعلومات الكاملة عنها.
دلت التحريات على أن أفراد العصابة كانوا يمارسون أساليبهم في الإسكندرية والغربية والبحيرة وانتقلوا للقاهرة ثم عادوا إلى الدلتا.
من الإسكندرية الانطلاقة وفيها جرت النهاية
في الإسكندرية كانت البداية وبها حدثت النهاية حيث اتجه زعيم العصابة محمد صالح غباشي الإسكندراني إلى منزل المقاتل عبده محمد بدران لكن رجال المباحث كانوا في انتظاره حيث نظموا له كمينًا.
دخل غباشي الإسكندراني إلى منزل عبده بملابس عسكرية واستقبلته السيدة بهية يوسف والدة المقاتل بصحبة شقيقها وسلمت غباشي مبلغًا من المال ثم سقط في المصيدة وألقي القبض عليه.
في التحقيقات اعترف زعيم العصابة بأنه قام مع 5 شبان بارتكاب مثل هذه الجرائم وتبين أن غباشي الإسكندراني كان طالبًا فاشلاً في مدرسة رشيد الصناعية وتركها منذ 6 أشهر واتضح من البحث والتحري أن غباشي هارب من العدالة ومتهم في قضايا نصب واحتيال.
تم ترحيل غباشي وبقية أفراد العصابة إلى القاهرة وحوكموا عسكريًا بعد التحقيق معهم وخصصت المباحث الجنائية العسكرية تليفون 71949 كخط ساخن للمواطنين في حال وقوع أي حادث مشابه.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال