غرس شريحة في دماغ أمريكية يخفف عنها الوسواس القهري فما القصة؟
لا يزال التقدم العلمي يذهلنًا يومًا بعد يوم فما حدث في أمريكا من تخلص سيدة أمريكية من الوسواس القهري بعد غرسة شريحة دماغية بها، أثار الدهشة.
قبل 5 سنوات كانت آمبر بيرسون البالغة 34 عامًا تعاني من الوسواس القهري الذي كان يدفعها إلى جرح نفسها عبر غسل يديها حتى تنزف أو تعيد التحقق مرات عدة من أن النوافذ مغلقة أو تتناول الطعام بمفردها خوفاً من الإصابة بأي عدوى، وغيرها من التصرفات التي تقوم بها بسبب إصابتها بالاضطرابات النفسية.
لتقرر “بيرسون”، أن تتجه إلى استخدام العلم للتخلص من الوسواس القهري، إذ تُعد أول شخص يُزَوَّد بجهاز صغير مماثل بالحجم ضمادة صغيرة، في الجزء الخلفي من دماغها، لعلاج اضطرابات الوسواس القهري ونوبات الصرع التي كانت تعانيها.
خضعت “بيرسون”، لعملية الغرسة، باتت اضطرابات الوسواس القهري تأخذ نحو 30 دقيقة فقط من يومها، بعد أن كانت تأخذ من يومها 8 أو 9 ساعات، ما تسبب في عزلتها اجتماعيًا، قائلة:”تحسّنت حياتي اليومية وبتّ حاضرة فيها، وهذا أمر مذهل. قبل ذلك، كنت محاصرة باستمرار داخل ذهني و منشغلة في هواجسي”
وكانت الفتاة الثلاثينية هي من اقترحت بغرس جهازي الصراع والوساوس القهري مع بعضهم وهو ما أكدته الدكتور أحمد رسلان جراح الأعصاب الذي أجرى العملية.
وقالت “بيرسون” في تصريحات لوكالة فرانس برس:”لقد أخبرت الفريق الطبي بما أنكم ستدخلون إلى دماغي لتضعوا قطبا كهربائيا، وبما أنني مصابة أيضاً باضطراب الوسواس القهري، هل يمكنكم غرس قطب يساعدني في التغلب على هذا الاضطراب النفسي؟”، ليستمع لها الأطباء وينفذون ما أقترحته، لينهدشوا من النتيجة النهائية.
وانتظرت الفتاة الثلاثينية 8 أشهر من أجل أن تلاحظ التغييرات الأولى في تصرّفاتها. وأكد الطبيب الجراح أنهم راقبوا نشاط دماغها، من خلال إعطائها مأكولات بحرية، والتي تُعد أحد أنواع الأطعمة التي تسبب لها التوتر، وقد أتاح لهم ذلك تحديد “العلامات الكهربائية” المرتبطة بالوسواس القهري.
ووفقًا للأطباء فإن الغرسة التي يبلغ قطرها 32 ملم نبضًا كهربائيًا عندما ترصد ردود أفعال غير طبيعية في دماغ المريض تقوم باستعادة الأداء الطبيعي. موضحين أن تلك التقنية التي تسمى التحفيز العميق الدماغ تستخدم من أكثر من 30 عامًا من أجل علاج الصرع.
وتُستخدم هذه التقنية التي تسمى التحفيز العميق للدماغ، منذ أكثر من 30 سنة لعلاج الصرع، أما دورها في الحد من اضطرابات الوسواس القهري فكان لا يزال غير مفهوم بشكل جيد ويقتصر على الأبحاث التجريبية، حتى الجراحة المبتكرة التي أجراها أطباء من جامعة أوريغون للصحة والعلوم عام 2019 لبيرسون.
إقرأ أيضًا.. بعض الاضطرابات العصبية من وحي الخيال “كلاين ليفين وفيتزلسوخت”