غزالة الشيبانية..الثائرة التي فر منها الحجاج بن يوسف الثقفي هاربًا
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
هي غزالة الشيبانية أو كما يطلق عليها غزالة الخارجية أو غزالة الحرورية واحدة من نساء الخوارج القويات الثائرات وهي من النسوة اللائي يمتلكن ما يكفي من الشجاعة والفروسية ولدت غزالة في شمال العراق بالموصل وخرجت مع زوجها شبيب ابن يزيد على طغيان دولة بني أمية بقيادة عبد الملك ابن مروان الذي كان يحكم من دمشق آنذاك.
شهدت حقبة حكم الحجاج في العراق الكثير من الثورات على حكم بني أمية الذي عرف بطغيانه وبطشه وكانت هذه الثورات تتطلب الأشداء من الرجال فكان الحجاج لا يتحدث إلى بالسيف لولائه الشديد لبني أمية لكن هذه المرة هزمته إمرأة.
إقرأ أيضًا…شُفت في الحلم (2) : مارلين مونرو في رقصة slow مع عبد الباسط حمودة
عندما قرر عبد الملك بن مروان تعيين الحجاج بن يوسف الثقفي والي على العراق كان العراق حينها يشهد فتنة كبرى وفوضى بسبب الخارجين على حكم بني أمية وعلى وقع هذا أجبر أهل الكوفة والبصرة على الالتحاق بالمهلب بن أبي صفرة للقتال ضد الخوارج وتوعدهم الحجاج بالقتل وهدم الدار وانتهاب الأموال فزحفوا في اتجاه خراسان للانضمام لجيش المهلب إلا أنّهم فروا مجدداً، وانشقوا عنه وشعروا وقتها بأنّهم سيقاتلون لنصرة عبد الملك بن مروان ودولة بني أمية فحسب.
ثار الخارجين على حكم عبد الملك بن مروان وعندما هاجم جيش شبيب الشيباني “الخوارج الشيبانية” كانت غزالة زوجته تنوي قتل الحجاج في منزله بالكوفة وقيل إنّها واجهته في هذه المنطقة إلا أن الحجاج بن يوسف الثقفي فر هاربًا من غزالة و متذرعاً بأنه لن يقاتل امرأة فقال الشاعر عمران بن حطان هذه الأبيات:
“أسد عليّ وفي الحروب نعامة… ربداء تجفل من صفير الصافر… هلا برزت إلى الغزالة في الوغى… بل كان قلبك في جناحي طائر… صدعت غزالة قلبه بفوارس… تركت مدابره كأمس الدابر”.
كانت غزالة الشيبانية قائدة عسكرية بجانب زوجها شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني الذي أفحم الحجاج ودولة بني أمية عامين كاملين وهم في أوج قوتهم و قد قاتلت في تلك الحروب قتالا عجز عنه جميع الرجال في العراق وكانت فارسة تمسك بسيفها وتقاتل الرجال وضرب بشجاعة غزالة الشيبانية المثل في العراق إلى جانب فصاحتها وبلاغتها في الحديث.
وعندما اشتدت المعركة بين جيش غزالة والدولة الأموية ارسل عبد الملك بن مروان جيوشًا كبيرة واعداد ضخمة من الجنود للخلاص من الثائرين وقد استطاعت تلك القوات بعد حرب ضروس ان تنتصر على جيش شبيب وقتلت غزالة على يد أحد جنود بني أمية وحمل رأسها ليأخذه إلى الحجاج لكن استطاع أحد المقاتلين من جيش شبيب ان يوقفه وقتله واخذ منه الرأس ثم عاد به إلى زوجها شبيب وقام بغسل وتكفين الرأس وعند دفنه قال :”هي أقرب إليكم رحمًا”.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال