فاروق صبري في حوار الميزان: حزين على وضع السينما المصرية وتعود بقوة في هذه الحالة
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
حمل اسم فاروق صبري ميزات تجعلك تقف طويلًا أمام تاريخه الكبير؛ فهو السيناريست والموزع والمنتج السينمائي الفريد، مكتشف النجوم ، والمغامر في أوقات كثيرة.. رجل مكتمل الأركان الإبداعية ، نغوص معه في حكاياته التاريخية المثيرة ، ولما لا وهو رجل على أبواب التسعين من العمر ، وكان مقربًا من ثلاثة رؤساء حكموا مصر .
في البداية.. كيف كانت بدايات فاروق صبري في عالم السينما؟
كنت طالبًا في ثانوي، حينها أخذني طموح الشباب إلى مكتب آسيا داغر، وكانت حينها من أشهر منتجي السينما المصرية، ذهبت إليها بسيناريو وحوار، فقابلت مدير مكتبها وكان يدعى” رمضان” نظر لي من تحت نظارته السميكة وقال لي ” متوقفين عن الإنتاج يا أستاذ.. فوت علينا وقت تاني “.
نزلت من تلك العمارة عمار ؛ عمارة البشوات وقابلت آسيا داغر بشخصها ، أسرعت نحوها وعرفتها بنفسي، ونطق لساني جملةً كانت السبب في لفت انتباهها إليّ فقولت” نفسي أتعامل معاكي يمكن يرتفع مستوى السينما” ابتسمت على تلك الجملة حاولت أتدارك موقفي فقولت” إحساسي!”.
نظرت لي بقوة وقالت اتبعني إلى المكتب، وطلبت من ” رمضان” أن يأخذ مني السيناريو، ويقرأه ويُبدي رأيه فيه، ولم يخيب رمضان ظنها قرأها وقدم رأيه فقال:” أنا منبهر من الكوميديا اللي في الحوار .. دي الصفحة الواحدة يقوم عليها فيلم كوميدي كامل”، لترد عليه آسيا قائلة :” شوفت الزاي كنت هتوزعه”.
وقف الحظ إلى جانبي ليدخل أثناء الحوار عز الدين ذو الفقار وعلى وجهة علامات الهم، فسألته آسيا مالك!، فرد عليها فيه فيلم كتبه يوسف السباعي و أفسده، وأنا محتاج تعديلات عليها.
قابلت ” صلاح ذو الفقار” لكي أبدأ في التعديلات التي يريدها، وكان دائمًا بقول :” مدام آسيا بتقول عليك معجزة” وقتها الفرحة مكنتش سيعاني ، أخذت الرواية وبدأت في تعديلاتها فذهبت إليه في اليوم الثاني وقد كتبت 12 صفح، انبسطت من المكتوب ، وطلب مني استكمال الفيلم.
هل نستطيع معرفة هذا الفيلم الذي كتبته في الخفاء ؟
كان الفيلم هو فيلم شارع الحب من بطولة صباح وعبد الحليم حافظ وعبد السلام النابسلي، وعبد المنعم إبراهيم، وبالمناسبة هناك قصة طريفة وقعت أثناء تصوير الفيلم، فقد كنت أذهب يوميًا إلى موقع التصوير، وبعد مرور عدة أيام أثرتُ انتباه طاقم العمل، فمن يا ترى هذا الشاب الذي يأتي كل يوم في نفس الموعد إلى ذو الفقار ؟ من هذا الشاب الذي يغير مزاج ذو الفقار بعد خروجه من الغرفة حتى ظنوا بنا السوء؟
فجاء عبد السلام النابلسي ووضع ” زلطة” تحت الشباك لبرى ماذا يحدث في هذه الغرفة المغلقة، وقتها انكشف كل شيء وبات وجودي كل يوم بين طاقم العمل طبيعيًا،انتهى هذا الفيلم وكتبت 14 فيلم دون أن أتقاضى أجر، فقد كنت أحاول أن أضع اسمي في السوق من أجل الفن لا المال فكنت في تعاملي ومظهري” ابن ناس” .
فاروق صبري يحب المغامرة.. ماهي أكثر المرات التي غامرت فيها كمنتج؟
في مرة كنت أجلس مع مجموعة من الزملاء وأخبرتهم أنني سأنتج فيلم ليونس شلبي، بل وتحديتهم وأعطيت له دور البطولة، ومن هنا غيرتُ مفهوم البطولة في السينما المصرية، فكان معروف عن البطل الطول ورشاقة الجسم وجمال الملامح التي تجذب النساء، ويونس لم تتوفر فيه تلك الصفات فقررت أن أكتب فكرة تخطف العقول ، وكان ما يخطف العقول حينها الكرة فوضعته .. الفيلم حقق إيرادات كبيرة وحصل يونس وقتها على آجر 500 جنيه .
ننتقل إلى المسرح ..كيف كانت البدايات ؟
منذ الصغر وأنا اهتمامي بالفن، فلست مهمومًا بأمور التجارة التي كان يعمل بها والدي، وكنت أمتلك قطعة أرض واسعة ورثتها عن والدي وأنشأت مسرح في منطقة الهرم، ولأن كان فيه علاقة قوية بيني وبين سمير خفاجي و عادل إمام، فخترنا اسم المسرح من مسرحية الزعيم حيث كانت العروض الأولى للمسرحية على خشبة هذا المسرح.
أكثر مشهد كتبه فاروق صبري وأثر فيه وقت العرض؟
أفتخر بكل أعمالي، لكن مشهد عادل إمام الأخير في فيلم ” احنا بتوع الأتوبيس” هو الأقرب لقلبي، كلما رأيته بكيت متأثرًا، الفيلم عمومًا قريب لقلبي، فهو الفيلم الذي تعرض للوقف أيام عبد الناصر، وحينما تولى السادات الحكم أمر بإذاعته .
كيف ترى وضع صناعة الكوميديا في مصر ؟
أنا حزين على وضع صناعة الكوميديا المصرية، وقد شاهدت فيلمًا مصنف كفيلم كوميدي، وكنت حزين من الوضع المؤسف التي تتعرض إليه الصناعة، الوضع أصبح صعبًا، و أدعوا صناع الكوميدي مشاهدة الأفلام القديمة فهذه الأفلام هي التي تُضحكنا رغم مرور الزمن والحياة.
ما السبب الرئيسي لتدهور صناعة السينما؟
الورق؛ القصة والسيناريو والحوار إذا كانت منضبطة فالعمل سيصبح منضبطًا، لكننا في زمن الاستسهال لا أكثر .
هل فاروق صبري مازال يتابع أعماله ؟
إلى حد ما أتابع أعمالي ولكن ابني وليد هو المسؤول الأول والأخير عن كل ما يخص الإنتاج، وابني محمد مسؤول عن شركات السياحة.
وأخيرًا أتمنى أن تعود السينما المصرية لما كانت عليه، فالسينما تعاني بسبب الأزمة الاقتصادية المتكررة، وهناك منتجين ليست لديهم القدرة على إنتاج الأفلام في ظل ارتفاع الأسعار .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال