همتك نعدل الكفة
10٬266   مشاهدة  

فاطمة آل سبهان .. امرأة هزت عرش آل سعود

فاطمة


رغم أن التاريخ حافل بسيدات عظيمات غيرن مجرى التاريخ إلا أن التاريخ يتناسى دائما هؤلاء العظيمات اللاتي حكمن المنطقة العربية وخاصة في شبه الجزيرة العربية سواء عن طريق إسقاطهن من ذاكرة التاريخ أو عن طريق إخفاء تاريخهن عن عمد فمن بلقيس حاكمة اليمن إلى فاطمة آل سبهان حاكمة وسط الجزيرة العربية قبل أن يصبح شبه الجزيرة العربية خاضعا لحكم آل سعود ويتحول إلى السعودية، لم يأخذن هؤلاء حقوقهن التاريخية كما يجب.

فاطمة بنت زامل بن سبهان بن حمد بن راشد من آل خليل من آل جعفر من عبده من قبيلة شمر المعروفة و قبيلة شمر من أشهر القبائل العربية وأكثرها انتشارا في شبه الجزيرة العربية والعراق والشام.

ولدت فاطمة في عام 1860 في منطقة حائل أحد أكبر الإمارات في شبه الجزيرة العربية.

كانت الأميرة فاطمة تتمتع بنسب وعائلة حاكمة قوية مما أعطاها شخصية فريدة من نوعها نجحت أن تحكم في مجتمع يعتبر المرأة غير صالحة للحكم أو العمل  فوالدتها الأميرة هدلا بنت عيسى بن عبيد الله آل علي آخر حاكم لوسط الجزيرة العربية (حائل) من سلالة آل علي، ووالدها الأمير زامل آل سبهان (الأول) ويعتبر هو المؤسس مع صديقه عبد الله الرشيد لإمارة آل رشيد.

ولكن هذا ليس سبب قوتها الوحيد ففاطمة هي المرأة الوحيدة التي تصدت لآل سعود خلال محاولتهم توسيع حكمهم وضم مناطق شبه الجزيرة العربية إلى مملكتهم، كذلك نظام حكمها الذي تميز بالحكمة والشدة في نفس الوقت.

كانت طريقة وصولها للحكم درامية نوعا ما، فبعد أن تزوجت ابنتها الأميرة “موضى” من الأمير عبد العزيز آل متعب آل رشيد، سادس حكام حائل (1897 – 1906)، أنجبت “موضى” له ابنا واحدا هو الأمير “سعود” وكان ذلك في عام 1899م، وفي عام 1908م شائت الظروف أن تثور الجموع على الأمير سعود آل حمود آل رشيد حاكم حائل آنذاك وقاموا بعزله، وكان لابد من تعيين أحد أفراد أسرته خلفا له، ولم يجدوا سوى الأمير سعود بن عبد العزيز آل متعب ابن الأميرة “موضى” وحفيد الأميرة فاطمة، إلا أن سعود لم يكن تجاوز عامه التاسع حين تولى مقاليد الحكم فكان لابد من وصي عليه لإدارة شئون البلاد، فتولى الوصاية عليه خاله الأمير حمود بن سبهان آل سبهان، الذي أدار شئون البلد عدة أشهر، قبل أن يتوفى، ثم تولى الوصاية على الأمير سعود قريبه الأمير زامل آل سبهان، ولكن الأمير زامل أيضاً كان كبيراً في السن ولم يلبث أن توفي في أواخر عام 1910 م.

لم يجد أهل حائل بدا من تسليم الأميرة فاطمة آل سبهان جدة الأمير الوصاية عليه وبدء عهد فاطمة آل سبهان عام 1911م.

أمسكت الأميرة فاطمة بزمام الأمور جميعها حيث كانت المسئولة عن خزانة الدولة والأمن الداخلي والعلاقات الخارجية ورغم أنها لم تخض أي حرب بنفسها إلا أنها تولت مسئولية الجيش والدفاع عن حائل فكانت مسئولة بشكل مباشر عن تجهيز الجيش وإعداده وعملت على تطوير أسلحته.

فاطمة
وفود مجتمعة أمام بوابة قصر الحكم

عرف عن فاطمة الشدة في الحكم فقد قامت بسجن كل من حاول التشويش على الحكم أو إثارة القلائل في المنطقة، لدرجة أنها سجنت بعض أقربائها من عائلة آل سبهان حتى أن أحدهم قد قبع بالسجن لمدة تفوق السبع سنوات ولم تأخذ بشفاعة أختها التي دخلت متخفية مع الأغنام بعيدة عن أعين الحراس ومع ذلك لم تنجح شفاعتها.

كانت فاطمة جهورة الصوت وقادرة على مخاطبة الجموع وحشدها فكانت تجتمع بالوفود وتتفاوض معهم وتخطب في الجموع وتحمسهم واشتهرت فاطمة بأنها كانت تستطيع القراءة والكتابة بل أنها كانت متعلمة وعلى قدر واسع من الإطلاع والثقافة.

كانت فاطمة يضرب بها المثل في القبيلة فكانت امرأة ذات رأي مفصلي و كلام لا ينفذ، كانت قوية حتى أنه كانت المرأة إذا أرادت أن تستخف بقول ضرتها “آية بالله قالته فاطمة السبهان”.

تركت فاطمة الحكم لحفيدها الأمير سعود عام 1914 عندما بلغ الخامسة عشر من عمره ولكنها كانت تحكم من وراء الستار فكان الأمير سعود يأتمر بأمرها وينفذ كل سياستها تنفيذا حرفيا حتى أنها أمرته بالزواج من إحدى حفيداتها وهي الأميرة لولوة بنت صالح بن سبهان.

فاطمة
الأمير سعود حفيد الاميرة فاطمة آل سبهان

أشتهرت بعداوتها لآل سعود وكرهها الشديد للوهابية وأهل نجد ويقال أنها قالت عن آل سعود “ليس لهم منا سوى السيف” وهو ما حدث بالفعل في عام 1915 م عندما خاضت حائل أول حرب ضد آل سعود وألحقت بالسعوديين هزيمة فادحة لم تحدث من قبل في معركة عرفت باسم موقعة “جراب” ونسب الفوز في المعركة إلى الأميرة فاطمة التي حركت الجيش وشاركت الأمير سعود حفيدها وضع الخطة.

ويروى أيضا أنها اجتمعت بالملك عبد العزيز بعد السقوط ومما يدل على قوة بأسها وكبريائها أنها قالت (أن حكم الرشيد قد وقع ورفعناه، ووقع ورفعناه، وكان آيل للسقوط أصلا) وأعطته مجموعة من المفاتيح وقالت هذه مفاتيح بيوتنا بإمكانكم التأكد بأنفسكم أنها لا تحتوي على أسلحة.

إقرأ أيضا
التليفزيون
فاطمة
صورة من تحضيرات الجيش في عهد الأميرة فاطمة لمواجهة آل سعود

لن تجد قصة الأميرة فاطمة في التاريخ السعودي أو غيره من كتب التاريخ ولكن ستجده حتما في كتابات السيدة “جروترد بيل” المندوبة عن الحكومة البريطانية التي تم إرسالها إلى شبه الجزيرة العربية

وقالت بيل فى كتاباتها “لا أحد يكره الوهابيين والسعوديين في الجزيرة العربية بقدر فاطمة آل سبهان”.

وذكرت بيل أيضا في إحدى رسائلها “فاطمة تحكمهم جميعا، هي امرأة ذكية، وتستطيع القراءة والكتابة”.

فاطمة
غروترد بيل التي وثقت قصة الأميرة فاطمة

توفيت فاطمة في ثلاثينيات القرن الماضي عن عمر يناهز الـ 75 عاما تاركة إرث من المجد لم ينبشه إلا القليل من الباحثين لتصبح فاطمة المرأة الوحيدة التي هزت عرش آل سعود.

من المفارقات العجيبة أن الصورة الوحيدة المنتشرة لـ فاطمة آل سبهان هي صورة مزيفة لجارية تركية كانت تعيش في قصر الحكم ولا توجد صورة واحدة لفاطمة آل سبهان حتى الآن.

فاطمة
صورة الجارية التركية التي انتشرت على أنها للأميرة فاطمة آل سبهان

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
21
أحزنني
3
أعجبني
19
أغضبني
0
هاهاها
4
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان