فاطمة رشدي .. نجمة المسارح والسيما صاحبة أسوأ نهاية
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
خد بس تعالي أما اقولك كدة، عارف مونولوج إسماعيل يس، المونولوج اللي كتبه أبن الليل او ” محمد عثمان خليفة” وكانت شهرته ابن الليل، ولحنه وغناه إسماعيل يس، لا هو ماكنش بيوصف حياته أو بيتنبئ بمصيرة هو وبس لا سمح الله لكن كان بيتنبئ بمصير عدد كبير من الفنانين، يمكن على راسهم سارة برنارد مصر أو فاطمة رشدي.
بص يا معلم وانتي يا معلمة، فاطمة رشدي دي كمية حواديت في بعض كدة، أولا فاكر الافيه بتاع مسرحية “هالة حبيبتي” لما كان في بنت بتقول لفؤاد المهندس انه اسمها رتيبة وإنصاف رشدي، أهي رتيبة وأختها إنصاف وكمان معاهم اختهم الكبيرة عزيزة وأختهم الصغير فاطمة كل دول أخوات وكلهم كانوا فنانين، الكبيرة عزيزة كانت بتغني في فرقة أمين عطا الله المسرحية، ويوم راحت البنات التلاتة تزور اختهم الكبيرة في المسرح ويقابل أمين عطا الله البنت الصغيرة فاطمة رشدي فيقرر يخليها تغني في الفواصل أغاني صغيرة كدة او بلغة وقتها طقاطيق، كان عمرها قد ايه بقى 10 سنين.
فاطمة رشدي اتولدت سنة 1908، واخواتها رتيبة وإنصاف رشدي احترفوا الغنا والاستعراض والتمثيل وعملوا فرقة اسمها فرقة رتيبة وإنصاف رشدي، لكن حظ فاطمة رشدي خلاها تقابل سيد درويش سنة 1921، وياخودها معاه فرقته اللى كان كونها ومش كدة وبس لا يخليها ضمن كورس الفرقة اللي بتغني أغاني دينية، وهناك في القاهرة تقابل مين بقى، تقابل المرحوم عزيز عيد اللي كانت وقتها أسس فرقة رمسيس مع يوسف وهبي.
ولان فاطمة رشدي ماكنتش اتعلمت فبيعلمها عزيز عيد القراية والكتابة وفن التمثيل والإلقاء وبيضمها لفرقة رمسيس، وايه أول ما تروح الفرقة تشتغل بطلة كدة خبط لزق، ما توصيه وتربية عزيز عيد وفعلا، فاطمة رشدي تشتغل مسرحيات كتير مع فرقة رمسيس ومش بس كدة لا دي كمان تتجوز عزيز عيد، لحد ما في سنة فرقة رمسيس كانت بتعمل مسرحية اسمها النسر الصغير، المسرحية دي كانت قدمتها ممثلة في فرنسا عبقرية اسمها سارة برنارد ودي كانت نجمة نجوم المسرح في أوروبا وقتها.
بتاخد فاطمة رشدي بطولة النسر الصغير وبتاخد معاها لقب سارة برنارد الشرق، علشان تبدا مشوار من النجومية مالوش مثيل الصراحة، بعد شوية بتطلق فاطمة من عزيز عيد بسبب غيرة عزيز عيد وبطلاقها بتسيب الفرقة وتقرر إنها تكون فرقتها هي وفعلا تطلع فرقة فاطمة رشدي وفيها عدد من الممثلين الشباب على راسهم شاب صغير كدة بيحب التمثيل اسمه محمود المليجي، وبيبقى بطل من ابطال الفرقة، والفرقة دي تلف مصر والوطن العربي كله وتهدد عرش فرقة رمسيس وعرش فرقة جورج أبيض ومراته، وتبقى الضلع التالت في مثلث الفرق المسرحية الجادة في النص التاني من العشرينات.
شوية بشوية سارة برنارد الشرق او فاطمة رشدي مش بس تمثل لا دي كمان تكتب وتخرج للمسرح، وكانت هي اكاديمية الفنون قبل ما تبقى في بديعة مصابني وقبل ما تبقى في اكاديمية فنون أصلا، لحد ما تقابل المخرج بدر لاما ويخرجلها فيلم فاجعة فوق الهرم سنة 1928، والفيلم ينجح أوي، لكن وقتها كان في نصاب في مصر اسمه وداد عرفي، الراجل ده نصب على طوب الأرض نصب على عزيزة امير ونصب على فاطمة رشدي وكان مفهم الناس في مصر انه مخرج تبع شركة ألمانية جاي يعمل أفلام في مصر وزيطة، المهم خلاها تنتجله فيلم من بطولتها اسمه تحت سماء مصر او تحت الشمس، ولما فاطمة رشدي شافت الفيلم قبل ما يتعرض قالت إيه القرف ده وهزقت وداد عرفي وولعت في الفيلم وما اتعرضش أصلا.
بتتجوز فاطمة رشدي بعد كدة مخرج السيما الكبير كمال سليم وبيقدموا فيلم العزيمة اللي اختاروه النقاد سنة 96 أحسن فيلم في تاريخ السينما المصرية، المهم إن الفيلم ده في أول فرنشاية في تاريخ السينما، اه والله الفيلم اللي اتعرض سنة 39 فيه أو فرنشاية وكانت بين فاطمة رشدي وحسين صدقي وكانت على السلم كمان ومن هنا عرفت السينما الفرنش كيس ولا مؤاخذة.
وتقريبا الفرنشاية أثرت على نفسية كمال سليم فطلق فاطمة رشدي وبعدين هي راحت اتجوزت مخرج اسمه محمد عبدالجواد واشتغلوا سوا في السيما برضوا وبعدين اتطلقت واتجوزت واحد من اعيان الصعيد واتطلقت واتجوزت ظابط واتطلقت وما اتجوزتش بعدها وأخر فيلم قدمته في السيما كان سنة 55 وكان اسمه دعوني أعيش وكان من بطولة ماجدة، وبعدها رجعت للمسرح تاني على ايد فرقة المسرح الحر اللي قدمت معاها مسرحية زقاق المدق سنة 60 ومسرحية بين القصرين واخر حاجة عملتها كانت المسرحية دي وبطلت شغل سنة 69.
مفيش فلوس وفيه امراض ويوم ورا يوم حالتها المادية والصحية بتسوء، لحد ما تبيع كل اللي تملكه إلا شوية اكسسورات على هدوم على كمية ذكريات عظيمة عن الفن وأهله وناسه، تروح فاطمة رشدي في أواخر ايامها تعيش في أوضة في بنسيون بسيط في وسط البلد وكانت عايشه حياتها على التسول، نجمة نجوم المسرح العربي وسارة برنارند الشرق اتحولت لمتسوله بتشحت لقمة عيشها.
لكن الحقيقة مش هي دي النهاية، لان جرنان الوفد لقط الحكاية ونشرها، علشان يقراها ملك الترسو فريد شوقي بجلالة قدره فيقلب الدنيا لحد ما يوصل للست فاطمة في البنسيون، وهي نازلة على السلم يطلع لها جري ويوطي على إيديها يبوسها، وقتها كل اللى كانوا في البنسيون ميعرفوش مين دي ولا هي ايه، اتخضوا لما الملك بجلالة قدره يوطي على ايد واحدة غليانة يبوسها علشان الكل يعرف بعد كدة إن دي الست فاطمة رشدي على سن ورمح.
ملك الترسو يجري للحكومة ويطلع لها قرار بالعلاج على نفقة الدولة وكمان يخلي الدولة توفر لها شقة تعيش فيها بس القدر كان قال كلمته، ومارضلهاش بالهدلة علشان تسيبنا وتمشي وهي في شقتها معززه مكرمة، أي نعم ماكن شمعاها فلوس الجنازة لكن ولاد الحلال كتير، جيرانها لموا من بعض الفلوس وعملولها جنازة ودفنوها، لما ماتت في يوم 23 يناير سنة 1996، الله يرحمك يا ست فاطمة إنتي وكل اللي زيك، وصدق ابن الليل لما قال ” العمر كله عرق ودموع وشبع أو جوع وغنى وحرمان”.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال