“فاينال ديستنايشن”.. هل يمكن مقاومة الموت؟!
-
عبد الرحيم طايع
- شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة
كاتب نجم جديد
قامت سلسلة أفلام الرعب الأمريكية “فاينال ديستنايشن” على فكرة عجيبة هي معاندة القدر ومقاومة الموت، لم تكن الأفلام تقليدية في نطاقها المرعب، لا وحوش ولا أشباح ولا ظلام يعلم الله ما يجري بداخله، إنما اللعب مع القضاء المحتوم، للموت خطة والذي يرغب في هزيمة الموت عليه أن يضع الخطة المقابلة التي تجعل الأقدار تتخطاه.. فكرة مستحيلة تقريبا، لكنها تحرك الراكد وتحطم المألوف، وتفتح آفاقا واسعة لأفكار مغايرة مماثلة تملأ الشاشة الكبيرة بدلا من الأفلام التي لم تعد تخيف أحدا، ولا تدعو، وهذا هو الأهم، إلى إعمال الذهن في الحياة بالغة التعقيد!
سيكون الجواب القطعي على السؤال لدى الأغلبية المتحفظة: لا يمكن مقاومة الموت طبعا! والأفكار التي تدور حول ذلك عبثية وقد تكون أفكارا كفرية أيضا؛ لأن الموت حقيقة ثابتة، هو يد الإله المسيطرة على العالم، بل حتى الذين كفروا بالإله لم يكفروا بالموت لأنهم عاينوا قربه ولم يعاينوا الإله بعيد التجلي..
وسيكون الجواب لدى أقلية تؤمن بالعقل والعلم إيمانا كليا، وبحرية الفن والإبداع، وبضرورة طرح الأفكار، لا سيما المختلفة والغرائبية، والتصدي بشجاعة للمناهضين لأمثالها؛ سيكون ببساطة: ولم لا؟!.. سيقول هؤلاء: إن الموت هو عدو الإنسان الأكبر، ومن ثم فمقاومته أوجب من كل الأعداء الآخرين، كالفقر والجهل والمرض والصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية، بل إن الإنسان لا يقاوم هذه النوازل والنواقص عادة إلا لأنها قد تفضي إلى الموت؛ فالأجدى إذن مقاومته ابتداء..
كذلك سيقولون: تجري محاولات واقعية فعلية، بعضها سري، لاكتشاف إكسير الحياة (شراب يطيلها) وقد تنجح في زمن قادم، وقد يصل التجريب خلالها إلى معنى الخلود الذي ينشده الإنسان بمدى وجوده (بصرف النظر هنا عن المقررات الدينية)!
في الحقيقة من حق السينما أن تفصح عن ما يتصارع ببواطن صناعها أيا كان، ومن حق الجماهير أن ترفض أو تقبل، والمهم ألا يكون اعتراض مؤذ أو احتجاج تدميري، والمنطق يقول إن حيوية الرؤى مطلوبة فالجمود قتال بكل معنى الكلمة..
“فاينال ديستنايشن” أو “الوجهة النهائية” سلسلة أفلام رعب أمريكية غير اعتيادية من خمسة أجزاء: 2000، 2003، 2006، 2009، 2011، تم عرضها عالميا من خلال السينما والفيديو والإنترنت، ولا زالت تثير الجدل حتى الساعة، قد يكون من المفيد مراجعتها مجددا؛ لاكتناه ما أرادت أن تخبر العالم به وتحيله إليه!
الكاتب
-
عبد الرحيم طايع
- شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة
كاتب نجم جديد