همتك نعدل الكفة
1٬515   مشاهدة  

فتاة بطليموس الأخرى..أخت كليوباترا الصغرى التي نساها التاريخ

كليوباترا
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



نعرف جميعنا من هي كليوباترا ملكة مصر والمرأة التي اغرت كلًا من يوليوس قيصر ومارك أنتوني لتحافظ على عرشها، والمرأة التي، بدًلا من الاستسلام، انتحرت باستخدام سم ثعبان. ولكن ماذا عن أختها؟ أرسينوي؟ من يتذكرها؟

طبيعية عائلة البطالمة

كانت عائلة كليوباترا وأرسينوي بمثابة منبع الشر بكل المقاييس. فالعائلة كانت مليئة بالمكائد والقتل وزواج المحارم والتعذيب وكان كل ذلك ما بين أفراد العائلة نفسهم.

من أجل الحفاظ على نقاء الدم، اختار البطالمة زواج المحارم فتزوج الأخوة من بعضهم، والأبناء من أمهاتهم، وكان من المتوقع أن ينتج كل تلك الزيجات ورثة لضمان استمرار الأسرة الحاكمة.

بطليموس الثاني عشر كان والد خمسة أبناء من بينهم كليوباترا وأريسنوي كذلك ابنين يسميان بطليموس أيضًا. وتمشياً مع التقاليد العائلية، لم يهتم أي من الأشقاء بالآخرين، وعاملتهم بقدر كبير من الشك مما كان قرار حكيم كما تبين بعد ذلك. في ذلك الوقت، أصبحت الإمبراطورية المصرية مجرد ظل لمجدها السابق وتضاءلت في ذلك الوقت الذي كانت فيه الإمبراطورية الرومانية تتوسع وتنمو. ونتيجة لهذا، اعتمد بطليموس الثاني عشر بشكل متزايد على دعم روما من أجل البقاء في السلطة.

اعتمد بطليموس الثاني عشر على رشى وتعذب وقتل أفراد أسرته ولكنه طرد من مصر في 58 قبل الميلاد عندما أصبحت ابنته الكبرى، بيرنيس الرابعة، الحاكمة الوحيد لمصر، بعد وفاة زوجته التي كانت أخته أيضاً. لكن بطليموس كان عازماً على العودة إلى السلطة وبالفعل حصل على دعم من أوليوس جابينيوس، القنصل السوري، وعاد إلى مصر قائدًا لجيش روماني. ثم شرع في قتل ابنته بيرنيس واستولى على عرشه.

مقتل بيرنيس جعل كليوباترا أكبر بناته وأبنائه عامةً لذلك عندما أعلنها بطليموس الثاني عشر كملكته لم يستغرب أي أحد لكن الغريب أن بطليموس الثاني عشر لم يتزوج من كليوباترا مما كان مخالف للعادات والتقاليد البطلمية.

حكم كليوباترا ومحاولات أرسينوي في الوصول إلى العرش

بعد وفاة بطليموس الثاني عشر عام 51 قبل الميلاد، توج ابنه وابنته الأكبر، بطليموس الثالث عشر وكليوباترا، كحكام لمصر. لكن هذا لم يستمر كثيرًا فالاثنان كاوا يكرهان بعضهما البعض ولذلك عزلها من الحكم مما جعل كليوباترا تفر من مصر إلى فلسطين عام 49 قبل الميلاد لكن هذا أيضًا لم يستمر طويلًا.

ففي عام 48 قبل الميلاد، وصل يوليوس قيصر إلى الإسكندرية مما جعل كليوباترا تعود إلى مصر سرًا. ولقد لعبت كل الدروس التي تعلمتها من والدها دورًا مهمًا حيث نجحت في إغراء الزعيم الروماني. لم يلتقى القيصر قط بأي شخص مثلها من قبل فكليوباترا كانت بارعة ومستقلة وعازمة وذكية.

في الوقت نفسه، تعلم بطليموس الثالث عشر من والده أيضاً لكنه لم يكن بذكاء كليوباترا حيث أعدم عدو قيصر، بومبي، وقدم للزعيم الروماني رأسه مما لم يعجب قيصر الذي هذا السلوك همجياً، وكان عليه أن يختار بين الأخ والأخت حاكمًا لمصر والاختيار الواضح كان كليوباترا التي كانت تحمل ابن يوليوس قيصر في ذلك الوقت. عندما نظر بطليموس الثالث عشر إلى أخته الجالسة بجوار قيصر كان يعرف أنه لم يكن لديه أي فرصة مما جعله يلقى بتاجه  على الأرض ويغادر غاضبًا إلى الشارع، واصفا شقيقته بالخائنة.

والآن كان وقت خروج أرسينوي من الظل. اتحدت أرسينوي مع شقيقها للإطاحة بكليوباترا وبصحبة معلمها جانيميديس قادت الجيش المصري بعد أن أمرت بإعدام قائده أكيليس في ثورة ضد الرومان وأعلنت نفسها ملكة. دخلت أرسينوي وجيشها في صراع استمر لأشهر، وفي وقت ما كان قيصر وكليوباترا محاصرين في القصر عندما صب أحد مستشاري أرسينوي مياه البحر في خزانات المياه مما جعل المياه غير صالحة للشرب.

إقرأ أيضا
في بيتنا رجل

كانت أرسينوي في عمر الخامسة عشر عام فقط عندما انتصرت على يوليوس قيصر وتوجت ملكة مصر بجانب أخيها بطليموس الثالث عشر لكن هذا لم يستمر كثيرًا فيوليوس قيصر عاد لينتقم. وصلت القوات الرومانية وغرق بطليموس الثالث عشر في معركة بحرية قوية ثم تم أسر أرسينوي وارسلت إلى روما حيث كانت تواجه احتمال أن تخنق علنًا عقابًا على جريمة الخيانة. وتم تتويج كليوباترا ملكة مرة أخرى عام 47 قبل الميلاد.

وقد أعفى قيصر أرسينوي من الخنق ومنحها ملجأ في معبد أرتيميس العظيم في أفسس. ومن هناك، كانت الأخت الأصغر سنًا تراقب حركات الأخت الأكبر سنًا، مدركة أن كليوباترا لم تكن راضية عن حكم يوليوس قيصر وكليوباترا بدورها كانت تراقب تحركات أختها الأصغر خوفًا على سلطتها وعرشها.

بحلول عام 41 قبل الميلاد كان يوليوس قيصر قد توفى وكانت كليوباترا ومارك أنتوني يعيشان قصة حبهم المأساوية في نهاية المطاف. كانت الملكة تحمل ابنًا لمارك أنتوني مما جعل بقاء أرسينوي على قيد الحياة تهديد أكبر له ولعرش ابنه المستقبلي. لذلك أمر مارك أنتوني بقتلها وبالفعل تم قتلها على درج معبد أرتيميس مما صدم روما بأكمالها.

في عام 1904، اكتشف علماء الآثار مقبرة تحتوي على عظام، تقع في هيكل ثماني الأضلاع في موقع المعبد المدمر إلا أن معظم هذه العظام ضاعت في الحرب العالمية الثانية. ولكن العالم النمساوي، الدكتور هيلكه ثور، زعم أنه وجد بقية العظام في القبر وأنه أجرى تحليل الحمض النووي عليها. وقد ثبت أن هذا التحليل لم يكن حاسمًا نظرًا لان العظام قد تلوثت بحمض نووي لأشخاص أخرين على مدار السنين. ومع ذلك فإن الدلائل الظرفية والتاريخية تدعم بقوة أن هذه العظام ترجع لأرسينوي.

الكاتب

  • كليوباترا ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان