فتحي عبد الوهاب .. عيون الفن سهرانة

مرض عضال قد يصيب أي مبدع في الدنيا قد يكون نتيجة الاستسهال يسمى ب ” الكليشيه ” أي النمطية أو عدم القدرة على الخروج عن المألوف فالكاتب أو الرسام والمطرب والممثل هم عرضة للسقوط في هذا الفخ بل وقد أصبح مرضاً منتشراً تلك الأيام ونتحدث في هذه السطور عن عدو الكليشيه الأول فتحي عبد الوهاب.

فتحي عبد الوهاب ملك سوق الكانتو

يشارك الفنان فتحي عبد الوهاب في السباق الرمضاني لهذا العام بدور “رشاد الحرامي ” في مسلسل سوق الكانتو ويجسد دور أحد صعاليك السوق الذي دار بهم الزمن دورته وأصبح المالك الفعلي للسوق ، وللمرة الأولى أشعر بأنه يقوم بدوره الفعلي في الحياة ليس كأحد صعاليك السوق لا سمح الله إنما كتاجر خبير في القماش.

اقرأ أيضًا
رشاد الحرامي في سوق الكانتو .. كيف لم أعرف فتحي عبدالوهاب ؟

المبدع الذي يمتلك كل الأزياء وكل الألوان التي لاءمت كل العصور وكل الأجناس فجرب أن تضع فتحي عبد الوهاب في أحد أفلام السينما الهندية أو أحد أفلام السينما الكورية أو الأمريكية أو الأوروبية وإني أضمن لك أنك ستشاهده شخصاً هنديا وكورياً أمريكياً وكما شئت أن تراه وهو قادر على صنع هذا وبسهولة .

عيون الفن سهرانة

حبا الله الفنان فتحي عبد الوهاب وجهاً يحمل ملامح لا تضعه في إطار واحد بل وجه ملائم لمعظم الأطر التي من الممكن أن يوضع بداخلها .

حباه الله قدرة عجيبة على استخدام حدقة عينيه المتسعة بل والأعجب أنه حباه قدرة أكبر على التحكم في اتساع حدقة عينيه وتوظيفها بحسب الموقف الذي توضع فيه الشخصية وهذا المكتوب ليس بالأمر الهين أبداً عزيزي القارئ فالحفاظ على درجة اتساع العين مع استخدام تعبير وجه محدد مع اختيار طبقة صوت مناسبة للموقف ومن الممكن أن يتغير كل هذا في لحظة حسب السيناريو لهو شئ صعب جداً ومرهق جداً.

أتحداك أن تشاهد عملاً واحداً لفتحي  وتجد فيه مشهد كامل يستخدم فيه نفس رد الفعل وأتحداك أن تشاهد له مشهداً كاملاً وتجد حدقة عينيه بنفس الاتساع في أول المشهد وآخره.

من المعروف في علم التشخيص أن أصعب الأدوار التي يمكن تقديمها هو تقديم شخصية تقليدية ليس لها بعد نفسي واضح ( الموظف – الطبيب – المدرس – وكيل النيابة).

فتحي عبد الوهاب شخص يمتلك قدرة عظيمة على إضافة بعد نفسي ملائم حتى لتلك الأدوار إن لم يكن باستخدام تعبيرات وجهه ف باستخدام نبرة صوته وإن لم يكن بنبرة صوته ف باستعمال حركة جسده.

أريدك أن تتخيل عزيزي القارئ أن عليك القيام بدور وكيل نيابة كل ما يقدم لك من معلومات عنه هي أنه متقد الذكاء كيف سيخرج هذا العمل إلى الشاشة دون أن يستند الممثل المطلوب منه الدور إلى بعض الحركات التقليدية من نظرات ثعبانية واستخدام نبرة صوت واثقة وهذا خرفياً ما يسمى بالكليشيه، لكن دور وكيل النيابة في مسلسل ريا وسكينة لم يكن ليخرج إلا من ممثل بحجم فتحي عبد الوهاب.

إقرأ أيضا

ورحل الأسامة

قل لي كيف وإن أردت أن تضع تفصيلة تضفي على الشخصية صفة الوحشية أبسط من أكل اللحم النئ كدوره في مسلسل أبو عمر المصري .

هو فنان يمتلك من العبقرية ما يكفيه لعدم السقوط في فخ التقليدية.

أقسم بالله أداء فتحي منهج من مناهج التمثيل التي يجب أن تدرس في المعاهد الفنية في العالم وليس في مصر بحسب.