همتك نعدل الكفة
74   مشاهدة  

فتوى فدوى مواهب .. فرصة اختبار الوعي الجمعي!

فدوى مواهب
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كيف نعرف الذهب الطبيعي من الفالصو؟  عندما يتعرض للنار .. وكيف نعرف الوعي الحقيقي من الفالصو؟ .. عندما يتعرض للتلاعب والاستغلال، هكذا بالضبط ما نود أن نسلط الضوء عليه في مسألة تريند “فدوى مواهب” .. و”مواهب” شأنها شأن كثيرات من تجّار الدين، والمُغالين فيه، وصناع الهوس الجنسي، والحقيقة أن الخط الدرامي المتكرر لشخصيتها معروف وربما يرتقي لمرحلة الملل، حيث أنها كانت مخرجة كليبات، واتجهت لما أسمته (توبة) ومن بعدها قررت أن تنصح الفتيات نصائح تراها هي من صميم الدين، وهو مسلسل تكرر مئات المرّات، لكن تلك المرة كانت المبالغة في فتواها بعدم جواز جلوس الفتاة أمام أمها بالشورت، هو ما أزعج كثيرين.

 

لكن –وبعيدًا عن موجات السخرية  مما قالته “مواهب” وما يمكن أن يقوله غيرها – طالما تجارة الدين هي الأكثر ربحية وترويجًا، يمكننا أن نرصد بشكل عام ردود الأفعال وقياس هل ما قالته “مواهب” لاقى استحسان وتبرير، أو ما قيل دخل في آلة السخرية والاستنكار والطرد التلقائي؟ .. والحقيقة أن موجة من الاستنكار  قد اجتاحت هراء فدوى مواهب، وهو وما يقول لنا أن ثمة ارتفاع نسبي للوعي مقارنة بما هو سابق، حيث أن أيامًا من فتاوى التشدد والمُغالاة قيلت تحت غطاء من حماية الرأي العام، وهو ما جعل شجّع أصحاب تلك الآراء المتطرفة على الإفصاح وصناعة المحتوى وإقامة محاضرات لبث كل تلك الجرائم المُغلفة في إطار النصائح.

فدوى مواهب
فدوى مواهب

وطالما كُنا ننعي الوعي، ونشكو الانحطاط، ونبث اليأس من تغييره، لكن الحقيقة أن جهودًا صغيرة ومتراكمة على مدار سنوات من حاملي شعلة النور في هذا النفق، هي ما تحقق تطور –نسبي-  في الارتفاع بالوعي، وخاصة في ملف التجارة بالدين الذي يعتبر مرضًا متوطنًا  كالحجر على صدورنا جميعًا، حيث ابتلع الوعي تلك الصغائر التي مارستها “مواهب” وغيرها، وسيمارسها كثيرين كالعادة، فالنصحية هي التجارة الأربح لأنها تتحول سريًا إلى نسبة مشاهدات ثم إلى الحساب البنكي مباشرةً .. وهكذا تلعب “مواهب” وغيرها على وتر الدين الذي يرفع “تسعيرة” الفيديو أكثر كثيرًا من الكليبات التي ساهمت في إخراجها قبل أن تعتزل الفن –الذي لم يكن لها أعمالًا مؤثرة فيه- وتتجه للتدين!

 

ولا أمل في ألا تتكرر “مواهب” وغيرها، فقط كل ما نرجوه أن تسقط كل هذه التراهات على جدار حصين من الوعي الجمعي الذي يتغير ولو ببطئ، ويمشي في اتجاهه السليم بغض النظر عن قوى الرجعية التي تحاول أن تمسك بالفارس المنطلق، لكن آمال كل هؤلاء ستخيب لا محالة، فالوعي كشروق الشمس، لا يستطيع كائن من كان أن يحجبه .. ولك أن تقارن ردود الأفعال إذا ظهرت “مواهب” قبل عِقدين مثلًا، فهناك من قال فتاوى أكثر رجعية مما قالته “مواهب”، قبل ذلك، وكانت ردود الأفعال وقتها مؤيّدة لما يقول .. ما يجعلنا نخرج بنتيجة واضحة، أننا نسترد الوعي ببطئ، ونستفيق يومًا بعد الآخر، وأننا أحياء، ومازلنا!

إقرأ أيضا
بطن الحوت

 

الكاتب

  • فدوى محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان