فجأة ليه الحمل الوديع يتحول إنسان فظيع .. اسألي نفسك يا أختي
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تلخص أغنية الفنانة شيرين عبد الوهاب”داء السيطرة” الشهيرة بأغنية الحمل الوديع طريقة تفكير الجنس الناعم لحظة الخلاف معنا نحن الرجال في الألفية الجديدة، تبدأ الأغنية بموسيقى راقصة تماما كتلك اللحظات السعيدة التي نعيشها بصحبة من نحب وفجأة وبلا سابق انذار نسمع شريكتنا تقول
عنده داء السيطرة واصل لحد الافترا
هو ده العيب اللي فيه، ده الي هيجبنا لورا
كل حاجه بالخناق وأنا أي حاجه بالاتفاق
واللي زاد وغطي ايه بيهددني بالفراق
تقلبات مزاج المرأة مستحيلة الفهم للرجل، لهذا ورغم استمرار الموسيقى الراقصة انقلب مزاج المرأة ولكنها كالعادة لم تعبر عما أغضبها وبدأت في الشكوى العامة وكيل الاتهامات، فجأة أصبح حبيبها مصاب بداء السيطرة التي اكتشفته للتو، التهمة الأكثر شيوعاً وتليق بمجتمعنا الذكوري أن الذكر يريد فرض الوصاية، المدهش أنها أكملت وزادت لتقول أن هذا الداء “واصل لحد الافترا”، لنطرح سؤالاً هاماً “وإيه اللي مصبرك عليه يا أختي”.
فترد بأنه عيبه الوحيد بل وتبرر أنه ترفضه فقط لأنه “حيجيبهم ورا”، تملصت تماماً من الإتهام وأثره عليها وفقط تخشى على مستقبلهما، وحتى هذه اللحظة لم تخبرنا ماهي جريمة الرجل الحقيقية.
ثم كعادة المرأة تتهم الرجل بأنه يفعل كل شيء بالخناق وتمدح نفسها بأنها على العكس تماماً، ثم تكشف عن أنه هددها بالفراق.
تجاوزت تماما ما فعلته قبل لحظة بداية الأغنية وكأن الرجل فتح عيونه في الصباح ليقول لها : حسيبك
أنكرت كل ما فعلته قبلها، تجاهل عقل المرأة الفعل وتوقف عند رد الفعل لأنه لم يعجبها
لوعملتله البدع لو ضربتله الودع
اما كل كلامه يمشي يا اما بقى يعمل جدع
فجأة ليه الحمل الوديع .. يتحول إنسان فظيع
بقي عنده استعداد يسيبني .. عنده استعداد يبيع
تبدأ المرأة كالعادة في ذكر تضحياتها فتقول “لو عملت له البدع لو ضربت له الودع” في الحقيقة الرجل لا يطلب بدعاً ولا يحب الودع، هو فقط لا يحب النكد ويريد أن يعيش في سلام، المدهش أنها تتهمه بعد ذلك بأنه يريد فرض كلامه أو “يعمل جدع” وكأنها تحب “عصاية مكنسة”، وكأن الجدعنة عقابا يفرضه الرجل على حبيبته، وهذا يشبه كثيراً اتهامات المرأة غير المبررة لحظة الغضب.
ثم تنقلنا الأغنية لبعد درامي أخر يحث يتحول الحمل الوديع لإنسان فظيع، نحمد الرب أن “الخناقة” أعادت للرجل إنسانيته بعدما كان حيواناً، ثم أصبح لدى هذا الرجل استعداد للرحيل، شرحت شيرين عبد الوهاب هذا ورددته دون أن تسأل نفسها سؤالاً واحداً.
ما الذي حوله لإنسان فظيع، بالتأكيد لا يملك الرجل ريموت كونترول داس فيه على زر الفظيع، أنت وحدك من حولتيه يا سيدتي.
ثم تكمل الأغنية في سلام وتؤكد على إصابته بداء السيطرة الذي سينتهي به غالباً بداء السكري والضغط وأمراض القلب لأنه يحاسب على رد الفعل ونسيت محبوبته ما فعلته قبل بداية الأغنية .
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال