همتك نعدل الكفة
527   مشاهدة  

فرتيز هابر . .قام بتخليق الأمونيا لينقذ البشرية فتحول لقاتل جماعي ومجرم حرب

فرتيز هابر


 

الطبيعي أن يكون الهدف من الاختراعات الجديدة هو التطور وإفادة العلم وإنقاذ الأرواح، ولكن لكل شيء ثمن وقد يقوم عالم بتقديم اختراع هدفه مساعدة الناس، ولكنه فجأة ينقلب لكارثة تودي بحياة الملايين من البشر، مثلما فعل عالم الكيمياء الألماني “فرتيز هابر” الذي حصل على جائزة نوبل لتمكنه من تركيب مادة الأمونيا، تلك المادة التي أحدثت تحولًا في الزراعة أنقذ ملايين الأرواح، ووُصف في الوقت نفسه بأنه قاتل جماعي قبل تسلمه الجائزة عام 1919م.

من المنقذ إلى القاتل

فرتيز هابر
يُعتبر “فرتيز هابر” الذي وُلد بمدينة بريسلا في بروسيا عام 1868م، هو العقل المدبر وراء أحد أهم الاكتشافات المنقذة للحياة في القرن العشرين، درس هابر الكيمياء تحت إشراف “روبرت بنسن” وأنهى مسيرته الأكاديمية بالحصول على وظيفة أستاذ بالجامعة الفنية في كارلسروه بألمانيا، أتبعها بإجراء سلسلة من الأبحاث، وتأليف كتاب مهم عن الكيمياء الكهربية.

واعُتبرت انطلاقته الفعلية عام 1909م، وذلك عندما استطاع حل أزمة ندرة الأسمدة النيتروجينية، والتي توقع العلماء أن تسبب مجاعات عالمية حال استمرارها، باعتماده على الروث لتخصيب المحاصيل.

ووجد من خلال التجارب المضنية، طريقة لاستخدام الحرارة والضغط المرتفع في إصلاح النيتروجين بالغلاف الجوي عبر دمجه مع الهيدروجين لتكوين سماد طبيعي عُرف بالأمونيا (NH₃)، ليحمي بذلك البشرية من مجاعة مرتقبة.

ومع الحرب العالمية الأولى، طور هذا العالم أحد الغازات السامة التي استخدمتها بلاده في الحرب العالمية الأولى، وحول عددًا من الكتائب الفرنسية إلى جثث هامدة نتيجة استنشاق الأبخرة السامة، التي أحرقت حلوق ورئات الجنود من شدة العذاب.
وفي مساء 22 أبريل 1915م، طوقت خنادق العدو سحابة صفراء باهتة مليئة بتلك الأبخرة السامة، وذلك عقب إطلاق نحو 6 آلاف أسطوانة غاز مضغوط، ونحو 150 طنًا من غاز الكلور، فيما اشُتهر بـ “معركة إيبر الثانية”.

ولم يكتفِ هابر الذي كان الصديق المُقرب لألبرت أينشتاين بذلك بل عمل على تطوير مجموعة أخرى من العناصر الكيميائية لاستخدامها في القتال، وقد أدت أفعاله إلى إدانته بوصفه مجرم حرب، كما اشتهر بألقاب منها “طبيب الموت”، و”أبو الحروب الكيميائية الثانية”.

منتج الأسلحة الكيماوية

فرتيز هابر
في أواخر عام 1914، حول هابر عبقريته العلمية نحو إنتاج الأسلحة الكيماوية، والتي جعلت منه مُناصرًا رئيسيًا لاستخدام الغازات السامة لإجبار جنود العدو على الخروج من خنادقهم.

 

إقرأ أيضًا….بيل جونيس.. السفاحة الأخطر في التاريخ: “لم يدينها أحد حتى الآن”

حتى إنه مع رفض بعض ضباط الجيش الألماني استخدام الغاز في القتال باعتباره سلاحًا لغير النبلاء، برر هابر ذلك بأنه ليس أكثر بشاعة من الطلقات والقذائف، واقتُبس عنه قوله: “عدد لا يُحصى من الأرواح سوف تُنقَذ، إن ساعدت الأسلحة الكيماوية في إنهاء الحروب بشكل أسرع”.

عاد بجائزة نوبل

إقرأ أيضا
شجرة

عندما علم هابر بأن دول الأعداء تحاول القبض عليه لاتهامه بأنه مجرم حرب، فر هاربًا إلى سويسرا، وعاد بعد أشهر عندما علم أن الأمر غير صحيح، ورغم كل تلك الاتهامات التي تورط فيها، فاز هابر بجائزة نوبل في الكيمياء لعمله على تخليق الأمونيا في نوفمبر 1919م، وأثار ذلك موجة غضب في القطاع العلمي بأوروبا، إذ رفض فِرنسيان فائزان بجائزة نوبل جائزتيهما اعتراضًا، وانتقد عالم آخر هابر بوصفه غير مؤهل أخلاقيًا لنيل شرف جائزة نوبل.

وفاته

فرتيز هابر

قضى هابر أيامه الأخيرة متجولاً في أنحاء أوروبا بحثًا عن عمل، قبل أن يموت نتيجة قصور القلب عام 1934م، عن عمر يُناهز الـ65 عامًا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان