همتك نعدل الكفة
272   مشاهدة  

فرجاني ساسي .. فيروز تغني في نص ملعب الزمالك

فرجاني ساسي
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال


https://soundcloud.com/hussine-fawzy/wkmckfnrswkz

الكرة تغني .. نعم تغني .. صوت خافت لا يسمعه غير الكوّيرة ، تغني بحسب لمسة كل لاعب لها ، أحيانًا تغني بصوت جبار أبيّ ، صوت كلثومي بحت إذا كانت مثلًا في قدم كرستيانو رونالدو ، صوت ساحر مخبول أسكرة الخمر كصوت وردة الجزائرية إذا كانت في قدمي ميسي .. صوت محمد طه المتسلطن إذا كانت في أقدام حازم محمد يحيي الحرية إمام ، كما إن هناك لاعبين تصرخ الكرة في أقدامهم بصوت حمو بيكا وتقول : أغيثني ومررها للاعب آخر .

إذا حاولنا أن نسمع صوت الكرة وهي في حوزة فرجاني ساسي النسخة الزملكاوية ، بالتأكيد سنسمع فيروز تهمس : سلملي عليه وقولي إني بسلم عليه .. بوسلي عينيه وقولي إني ببوس عينيه .. انت ياللي بتفهم عليه .. سلملي عليه سلم

الانسيابي

كان صوت فيروز سهلًا لا يحمل أي تعقيدات ، سرسوب ماء يروي شجيرة صغيرة بجوار أحد الجداول المنزوية ، لا صوت له ولا إزعاج، فقط كوب مياه مشبّر في نهار مزنهر ، هكذا الكرة في أقدام التونسي فرجاني ساسي ، مع ساسي تشعر أن الكرة ليست بكل هذه الصعوبة الذي يصدرها لك اللاعبين في الدوري المصري التعيس .. فرجاني يتحكم في الكرة وكأنها قد التصقت بقدميه بغراء ، يروضها فتطاعه ، يغازلها فتبتسم ، رجل يرى الملعب من خلفه وكأنه كاميرا ثلاثية الأبعاد معلقه أعلى المدرجات ، يتوقع كالمنجمّين أين ستكون الكرة فيسبقها ، لديه إصرار كبير على عدم التشتيت ، إنه يحب الكرة لا يلعبها كأكل عيش ، يقول عنه كبار السن رجل صاحب مزاج ، وهو بالنسبة لأشقياء الفي سبوك رجل صاحب عظمة . تحب الكرة فرجاني بشكل خاص ، لا تعانده وتتدحرج بعيدًا عن وش رجله ، تقرأه فيقرأها ، ليصبح هو والكرة واحد .

الزاهد

في العادة يكون اللاعبين المصابين بفرط المهارة تلاحقهم أيضًا إصابة لعينة تدعى فرط الغرور، وهو الذي يفسد المهارة بالتبعية .. وهو ما يميز أيضًا صوت فيروز ، الصوت السهل الخجول الذي لم تجرحه الأضواء ، وفرجاني ساسي على الرغم من محاولات الجماهير المهووسة بالزمالك من “النفخ” فيه ، لكنه حتى الآن ثابتًا على صورة اللاعب الذي رأيناه منذ أول يوم دخل فيه نادي الزمالك ، الرجل الذي لا يبخس حق نفسه ويتأكد في عميق نفسه أنه نجم كبير ، لكن هذا لا يظهر في الأداء على طول الوقت ، فرجاني عقلية احترافية كما يقول الكتاب .

المراهق

أكاد أجزم أن الحركة التي اعتاد عليها فرجاني ساسي بعد تسجيله لضربات الجزاء ليس لها علاقة بالغرور والتكبّر، بقدر ما لها علاقة بالطفل “الرزل” الذي كان يتعمد استفزاز خصومه أثناء اللعب في الحواري والشوارع ، بالضبط كما غنّت فيروز غنوة “أنا وشادي” : كان فيه صبي .. ييجي من الأحراش .. إلعب أنا ويّاه ، كان اسمه شادي !

إقرأ أيضا
البابا شنودة

يحمل فرجاني ساسي هذا الطفل الصغير في قلبه ، لم يتخلى عنه ولن يتخلى ، حتى حين يصل لمحطة الاعتزال ، هذا الطفل الذي جعل الكرة في قدمه شقية ، غير مملة ، لذيذة كنسمة هواء في عز فقر المواهب .. الطفل الذي جعل فرجاني ساسي كصوت فيروز .. تغني في نص ملعب الزمالك .

 

الكاتب

  • فرجاني ساسي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
3
أعجبني
3
أغضبني
2
هاهاها
3
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان