فرس النبي والبطاريق والخنازير.. ليسوا بتلك البراءة التي نعلمها
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
العديد من افتراضاتنا وتخيلاتنا حول الحيوانات ليست صحيحة على الإطلاق، حيث نجمع معظم هذه المعلومات من أساطير مختلفة، ودراسات أولية تكون في معظم الأحيان غير صحيحة، ولعل أبرز تلك الأساطير المخادعة هي ما نعلمه عن البطاريق والخنازير.
فرس النبي
فيما يتعلق بالعادات الجنسية، ربما لا يوجد مخلوق آخر مثير للاشمئزاز مثل فرس النبي، فطقوس التزاوج في فرس النبي لا تكتمل حتى تلتهم الأنثى رأس الذكر الذي تتزاوج معه، وعندما اختبر علماء الأحياء هذا الاعتقاد الشائع، وجدوا أنه صحيح إلى حد كبير في ظروف معينة، حيث وجدوا أن فرس النبي الذي أكل رؤوس أقرانه قد فعل ذلك في الأسر، وكانت هذه البيئة مختلفة تمامًا عن تفضيل المخلوق لمساحة خاصة مغلقة لممارسة الجنس فيها، وكان أزواج فرس النبي الذين استخدموا في التجارب المبكرة يتضورون جوعًا أيضًا، لذلك كان من المرجح أن يأكل الذكور شركائهم مثل الإناث، ومع ذلك، عندما خلق العلماء ظروفًا مشابهة لكيفية التزاوج الطبيعي لفرس النبي، حصلوا على نتيجة مختلفة، ومن بين 69 تجربة، وجدوا أن أنثى فرس النبي اكلت الذكر بعد الجماع في البرية أيضًا، مما يعني أنه يسري في طبيعتها.
اقرأ أيضًا
بين الخيال والتاريخ .. قصص ارتبطت بمولد النبي
الخنازير
ما هي الصورة الأولى التي تتبادر إلى ذهنك عندما يقول شخص ما “خنزير”؟ ربما كان شيئًا مثل حيوان سمين يتمرغ في القذارة، وهناك مقولة شهيرة تقول “أنه يعرق مثل الخنزير”، والتي تشير إلى أن الخنزير شديد التعرق، لكثرة دهونه، ولكن في الحقيقة، لا تملك الخنازير غدد عرقية من الأساس، ولهذا السبب بالتحديد يقومون بالتمرغ في الوحل لتبريد أجسادهم، وخلافًا للاعتقاد الشائع، فإن الخنازير حيوانات نظيفة إلى حد ما، ولكننا نأخذ تلك الفكرة الخاطئة عنهم فيما يخص النظافة، بسبب رؤيتنا لهم في المزارع حيث تضطر إلى العيش وسط برازها وبولها، ولكن في البرية والأماكن الطلقة، ترفض الخنازير البقاء بجوار أي مكان فيه نفايات، ولا تسمح بإتساخ المنطقة التي تعيش فيها، حتى أن بعض الخنازير البرية تذهب إلى حد غسل طعامها قبل تناوله، وهو أمر لا يفعله معظمنا.
البطاريق
نظرًا لافتقارنا إلى أي تفاعل في العالم الحقيقي مع طيور البطريق، فإننا نراها مخلوقات رائعة تعيش حياة رائعة بنفس القدر في بعض أقسى الظروف على هذا الكوكب، وننبهر بطريقة مشيهم اللطيفة، ولكن الاعتقاد بأنهم في الواقع مخلوقات فظيعة يشاركون في بعض أكثر الأعمال فسادًا في مملكة الحيوان، هو أمر غير مقبول بالنسبة لمعظمنا، وللأسف لقد أسيء فهم هذه المخلوقات بشكل صارخ لفترة طويلة، فعلى سبيل المثال، ينخرط ذكور بطريق أديلي في القارة القطبية الجنوبية في ممارسة الجنس مع الإناث الميتة، بل والأبشع أنهم يقومون باغتصاب الإناث، وقد تم توثيق هذه الأفعال لأول مرة من قبل عالم بريطاني كان يدرس سلوكهم في القارة القطبية الجنوبية في رحلة استكشافية في الفترة من 1910م إلى 1913م، وعندما كتب لاحقًا بحثًا عن هذه الحيوانات، وجد آخرون أن القسم الخاص بالسلوك الجنسي لطيور البطريق منحرف جدًا، وكتب ذلك في الكتيب المحظور المؤلف من أربع صفحات، والذي تم توزيعه بين عدد قليل من علماء الأحياء في ذلك الوقت، ولا يقتصر هذا النوع من السلوك على ذكور طيور البطريق، حيث تم اكتشاف أن إناث طيور البطريق الإمبراطور تختطف فراخ طيور البطريق الأخرى للتعويض عن افتقارها إلى الخصوبة، وإذا عارضوا ذلك، فإنهم يلجأون إلى وسائل عنيفة صريحة.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال