همتك نعدل الكفة
144   مشاهدة  

فضيلة الصمت .. كيف يمكننا تجنب الفتن الإعلامية وقت الحروب؟

الفتن الإعلامية
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



يصف الشاعر سيد حجاب المواطن المصري في أغنية علي الحجار “يا مصري ليه ” بـ (الغويط)، و الغويط هو شديد العُمق، وليس لإنسان على وجه الأرض أقرب لهذا المعنى للمواطن المصري، حيث تتكوّن شخصيته من طبقات وطبقات تكونت من خلالها شبكة مُعقّدة لمواطن يصعب فهمه، ويصعب توقّع رد فعله، ويصعب رسم خريطة محددة لخطوته القادمة، حيث أن 7000 سنة من الأيام السوداء والبيضاء، والصعبة والرايقة، والدموية والمُزهرة، كانت كفيلة بأن تصقل هذا الرجل الذي يبدو لك سهلًا للغاية وأن الطريق إلى دماغه مُمَهد، لكنها عندما تدخل تجد نفسك في كمين عقل المواطن المصري البسيط الذي سيفاجئك برد فعل لا يصدر من المواطن الذي يسمونه “مواطن العالم الأول” شديد التحضر.

اقرأ أيضًا 
“جرائم الكيان قبل الاحتلال (1-4)” تجهيز فلسطين للإبادة بدعم دولي

ومنذ عقود، تُمارس على المواطن المصري ألعاب إعلامية نفسية قادمة من خارج مصر، كفيلة بأن تجعل أي مواطن في أي دولة مخربًا عتيدًا، ولولا حنكة المواطن المصري، ولولا إنه مواطن (غويط) لنجحت أيًا من تلك الألعاب، ولكن الـ7000 كانت كفيلة بتفويت الفرصة على تلك الأبواق التي تنفخ النار يوميًا في ارض الكنانة .. وكانت ومازالت وسوف تنفخ النار وبالأخص في تلك الظروف شديدة الصعوبة التي تمر على الوطن، حيث الحرائق على الحدود المصرية كلها، وأشدها استعارًا ما يحدث على الحدود الفلسطينية المصرية.

وتعيش مصر ظروفًا تستدعي التكاتف، والوقوف خلف كل من يفهم في مجاله، فاللعبة الخارجية ماتزال تراهن على سقوط الجبهة الداخلية من خلال بث الإشاعة تلو الإشاعة عن طريق ماكينة إعلامية ضخمة ترسم حزامًا حول العالم وتمكنت – في معظم الدول العربية التي سقطت- في صناعة سيناريو الفوضى من خلال الإعلام، القادر خلق واقع موازي للواقع الحقيقي .. لذلك تستهدف تلك الأبواق الإعلامية إغراق البلد في بحر من الآراء الغير متخصصة في مسألة الحروب والسياسة لصناعة حالة من البلبلة وصناعة حالة من عدم الثقة بين المواطن وما يصدر من معلومات رسمية حول الأحداث التي تتصاعد الآن يومًا فيومًا في القطاع، مستغلين العاطفة المصرية وحالة الثأر الدفين داخل الشخصية المصرية تجاه العصابات الصهيونية، ومحاولات للدفع بالمواطن المصري ليكون الدبة التي تقتل نفسها بنفسها، من خلال استخدام مصطلحات لغوية منتقاة بعناية لإشعار المواطن تارة بالضعف وتارة أخرى بالتهور.

الفتن الإعلامية
المجازر في غزة

وهناك قاعدة واحدة يمكنك كمواطن غير متخصص الارتكان إليها وهي أن تتبع من ينصحك بالضبط؟ .. هذا الذي حاول مرارًا وتكرارًا على مدار عشرة سنوات من خارج مصر عبر أبواقه الإعلامية المزيفة، حاول أن يسقط الداخل في بِركة من الوحل لم تكن لتنجو منها إلا بالعناية الإلهية والإرث الحضاري الكامن داخل الشخصية المصرية .. لذلك ما عليك إلا أن تجلس وتراقب هؤلاء النافخين في التدار وتصطف خلف النسيج الوطني المتماسك، والذي يعتبر هو سفينة النجاة الوحيدة لهذا الوطن، والذي لن يُسمح لأيًا ما كان بخريبها.

إقرأ أيضا
السمع

الكاتب

  • الفتن محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان