301 مشاهدة
فطائر الخل وبصل محشو بزبدة الفول السوداني.. الطعام في فترة الكساد العظيم
استمر الكساد الكبير في الولايات المتحدة من عام 1929م إلى عام 1933م، وفقد الكثير من الناس أموالهم خلال ذلك الوقت بسبب انهيار سوق الأسهم في وول ستريت، وتباطأ الاقتصاد وجفت الوظائف، واجه العديد من الأشخاص صعوبة في جمع الأموال لإطعام عائلاتهم، انتشرت مطابخ الشارع في جميع أنحاء البلاد لضمان حصول من هم خارج العمل على وجبة واحدة على الأقل يوميًا، وتعلم الناس كيفية الاكتفاء بما لديهم من القليل، وهو ما يعني غالبًا زراعة الحدائق وتربية الدجاج وتربية الأبقار، واتجه الرجال إلى الغابة واصطادوا الطرائد البرية، كان الإبداع ضرورة للعديد من الآباء الذين لديهم أطفال لإطعامهم، حيث تم ابتكار وصفات جديدة، وأصبحت الأطعمة التي لم يفكر الناس في تناولها تُستهلك دون أدنى شك، وخلق ذلك عدة أطعمة جديدة وغريبة للغاية.
بصل محشو بزبدة الفول السوداني
كان لدى العديد من الناس حدائقهم الخاصة خلال فترة الكساد الكبير، وكان البصل من الخضروات الشائعة لأنه كان من السهل زراعته وتخزينه خلال أشهر الشتاء، لذلك، كان سلعة أساسية ومجانية ومتواجدة في كل البيوت، وكانت زبدة الفول السوداني رخيصة كذلك، لذا جاءت فكرة الجمع بين البصل وزبدة الفول السوداني، رغم أنها فكرة غريبة، إلا أن المزيج كان فائزًا، بالإضافة إلى سهولة التحضير، حيث قاموا بتجويف وسط كل بصلة وحفظ البصل المفروم لأطباق أخرى ـ لم يتم إهدار أي شيءـ، ثم تم خلط زبدة الفول السوداني مع فتات الخبز القديم، ويُسكب خليط الخبز وزبدة الفول السوداني بالملعقة في كل بصلة مجوفة، بعد التحميص في الفرن لمدة ساعة، يخرج البصل لذيذًا وحلوًا، بداخله فتات الخبز في زبدة الفول السوداني مقرمشة، كانت تلك الوجبة تُقدم كأطباق عشاء، وحلويات، ووجبات إفطار، أي وجبة تقريبًا.
فطيرة خل.. فطيرة اليأس
في تلك الأوقات الصعبة ظهرت فطيرة الخل، والمعروفة أيضًا باسم فطيرة اليأس، خلال فترة الكساد الاقتصادي كان الليمون باهظ الثمن للغاية بالنسبة للعديد من الأسر، لذا تم استبداله بخل التفاح، وتتكون فطيرة الخل من: البيض، والسكر، والدقيق، وخل التفاح، على الرغم من أن اسم الفطيرة مثير للاشمئزاز قليلاً، إلا أنها في الواقع لذيذة جدًا مع قوام يشبه الكاسترد، ونكهة حلوة ومنعشة، وقد كانت فطيرة الخل خيارًا سهلاً، مع وجود حجرة مؤن بها المكونات الأساسية فقط، وكان هناك القليل من المال للحلويات.
طبق سلطة القمامة
هذا الطبق لا يشير إلى الأكل من القمامة حرفيًا، ولكنه تعبير مجازي تم إطلاقه على طبق سلطة غريب، كان يعده العمال خلال فترة الكساد، فوقتها كان هناك الكثير من الأعمال اليدوية التي بحاجة للإنجاز، وكان العمال بحاجة إلى الوقود لمواصلة العمل الجاد، فتم اختراع ذلك الطبق لإمدادهم بالطاقة، على سبيل المثال، تم وضع ملعقة كبيرة من المعكرونة على طبق، ثم ملعقة أو اثنتين من الفاصوليا المطبوخة، علاوة على ذلك كانت هناك بعض البطاطا المقلية، وفوق كل ذلك، نقانق مقلية، بالإضافة إلى كل ما سبق، يتم وضع الخردل أو البصل المفروم أو الكاتشب، وربما بعض الفلفل الحار، باختصار، يتم وضع كل ما كان في متناول اليد حقًا، وبعد تناول طبق قمامة، يكون العمال في أتم نشاطهم، ومستعدون للعمل أربع ساعات أخرى على الأقل.
المصدر
الكاتب
ما هو انطباعك؟
