فقه الأدمن..ماذا يحدث في جروب”فتاوى معاصرة” على فيسبوك؟ مسخرة الفتوى

حكى لي أحد زملائي الصحافيين موقفًا حدث معه مطلع فبراير الماضي  مع أحمد كريمة أستاذ فقه مقارن والشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر وهو أحد رجال الدين المعروفين  في مصر  فحين بدأ زميلي حديثه الموجه إلى استاذ الفقه :” إن دور رجال الدين لا يتعدى توضيح الحقيقة بمعنى أن يقولوا للمستفتي إن  الأراء الواردة فيما تسأل عنه هي كذا وكذا وكذا ثم يترك له الخيار في اختيار الحكم  فثارت ثائرة الشيخ أحمد كريمة وقال :” احنا مش في برنامج ما يطلبه المستمعون هو الرجل العادي ايش فهمه في الأحكام ؟ عقله مش هيستوعب لده وهو  غير مؤهل لهذا الصح انه لما يسأل اقوله ده حلال أو حرام بشكل مباشر دون توضيح الأسباب وعليه الأمتثال لقولي لأننا أهل الذكر”.

ما قاله أستاذ الأزهر لا يختلف عن أحداث المشهد الذي كان بطله الفنان عادل إمام و الفنان الراحل أحمد راتب في فيلم بعنوان “الإرهابي” والذي بات معلقًا في أذهاننا حتى اليوم بجملة شهيرة قالها الزعيم “لا تناقش ولا تجادل يا أخ علي ” فهي تعبر بشكل مباشر على أن نفتح مداركنا مراحيض عامة لرجال الدين ويقولون لنا ما يريدون حيثما يشاؤون وكيفما يرون دون أن نناقش ونجادل أو يسمع شئ من أنفاسنا.

فبين ألاف الفتاوى الشاذة التى تخرج علينا بين حين وآخر ظهر ما يعرف بالفتوى الدليفري  التي ينتمي  بعض مسمتخدموها للأسف للأزهر الشريف  معتمدين فى كلامهم على كتب تراثية وفقهية  ينسبون لها فتاواهم  الغريبة والمقززة تارة والتي لا وفاق مع العقل تارة أخرى.

عثرت على أحد الجروبات المختصة بالفتوى الدليفري على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك ولكن هذة المرة تحت  هذا الغطاء ولكنه أسوأ بكثير فالفتاوى في جروب “فتاوى معاصرة” لا تستند إلى شيئ وكأنها  أشياء من التلمود فالأسئلة التي يوجهها المواطنون من خلال منشوراتهم داخل يرد عليها بشيء من التقديس و بالاستناد على اللاشيئ  فكُل شيء في جروب فتاوى معاصرة قد  لا يرد عليه فالتعليقات مغلقًه كلها وكأنها زمبيل سلفي مغلًق على ما يريده السائلون فى هذا الجروب كل شئ غير قابل للنقاش  فلا قيمة للحياة إن لم نناقش كل التفاصيل؟.

ينتهج هذا الجروب المثير للسخرية  طريقة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ” التي تنتهجها الجماعات السلفية بشكل عام لإخماد من يحاول السؤال أو الرد أو النقاش مثلهم كمثل الإخواني الذي حاول أن يرد أو يتساءل عن شيئا داخل التنظيم إلا أنه قوبل بالزم لخروجه على  مبادئ وخطوط السمع والطاعة والديكتاتورية الحمراء  فعند محاولتي لدخول جروب فتاوى معاصرة شعرت وكأنني  على بوابة المقر الرئيسي للإخوان بالمقطم الذي حرقه متظاهري 30 يونيو شعرت بأنني أحد العناصر داخل التنظيم المغلوبة على أمرها وهي تحاول الاستفسار عن شيئا فيتم انتقادها بشدة وأنها تثير البلبلة.