فلاش جوردن .. الشخصية الشرقية صاحبة الصراع الطويل مع سوبر مان
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
شخصية فلاش جوردن علامة من علامات أدب وفن “الخيال العلمي” التي لم يسبقها في مجالها سوى شخصية “باك روجرز” .. وهي شخصية رائدة في ميدان أصبح هو الأهم بين ميادين “الخيال العلمي” هو “الخيال الفضائي” .. فقبل أن يعرف الناس في السينما ومطبوعات “الكوميكس” مغامرات حرب النجوم ، وغزو الفضاء بنحو نصف قرن من الزمان .. وحقيقة واقعة مستقرة .. عرف الناس مغامرات “فلاش جوردن” وغزو الفضاء ليس فقط بمجرد خيال، بل كان خيالًا في أولى مراحله .
صراع فلاش جوردون وسوبر مان
وقد تكون شخصيتا “سوبر مان” و”فلاش جوردون” قد تم ابتكارهما في وقت واحد، والمؤكد أنهما ولدتا في مرحلة واحدة من مراحل فني “الكوميكس” ، و “الخيال العلمي”
من المرجح أن “فلاش جوردون” هي الأسبق، والتاريخ الدقيق لأول ظهور “سوبر مان” غير محدد حتى الآن ، ومن ناحية أسبقية النشر واسع النطاق فما من شك في أسبقية “فلاش جوردون” على سوبر مان فقد بدأ نشر الأول سنة 1934
وهناك فرق جوهري بين الشخصيتين .. “فلاش جوردون” و”سوبر مان” فـ “سوبر مان” مخلوق جاء من خارج الأرض إليها .. ولكن فلاش جوردون رجل من بني آدم انطلق ليغزو الكواكب الأخرى. وبالتالي فإن فلاش جوردون يعد أول رائد خيالي للفضاء، وأول شخصية خيالية في فنون “الكوميكس” معًا تقوم بمغامرات مستمرة في الفضاء والأجرام الكونية الأخرى، ومبتكر شخصية “فلاش” هو فنان الكوميكس الأمريكي الرائد ” أليكس ريموند”
وجاء ميلاد الشخصية من خلال مسلسلات “الكوميكس” في الصحف اليومية، وقد قولبت مغامرات “فلاش جوردون” من القراء بنجاح كبير . واستمر “ريموند” يرسم مغامرات “فلاش جوردون عشر سنوات متصلة، ثم تعاقب على رسمها فنانون كثيرون، وقد اعتبرت من أبرز مسلسلات “الكوميكس” الصحافية، ثم انتقلت الشخصية إلى مجلات الكوميكس وفي سنة 1943 صدرت مجلة “فلاش جوردون” ، وظلت تصدر لعشرة سنوات متصلة . ومع توقف المجلة سنة 1953 كانت شخصيات الخيال العلمي الفضائية قد ملأت الساحة بشكل لم يسبق له مثيب، ومع هذا كان فلاش جوردون قد أثبت وجوده على هذه الساحة تمامًا .
وكان أليكس ريموند قد ابتكر رفيقه لبطلة في مغامراته هي “ديل أردن” التي شكّلت فيما بعد ثنائيًا مشهورًا كان الثنائي الأول من نوعه في عالم الخيال الفضائي” . وبعد ريموند تعاقب على رسم هذا الثنائي فنانون كثيرون، نجحوا إلى حد كبير في الاحتفاظ بروح الشخصيات .
لماذا الطابع الشرقي في صميم الشخصيات ؟
لا يوجد جواب واضح، وقد يكون الأمر مجرد ابتكار فني أراده صاحبه كما جاء به من دون تبرير ، وقد بدأ كابتكار في مغامرات “فلاش جوردون” على الكوكب “مونجو” ضد امبراطوره “مينج ذي ميرسيل”، ثم أصبح “الابتكار” فيما بعد “نمطًا” متكررًا .
وقد تكون الإجابة أن فناني الخيال العلمي – أو بعضهم- اتجه إلى مزج الأسطورة الشرقية ، وروح الشرق الساحرة في المخيلة الغربية، “بالأسطورة العلمية وروح الفضاء المنطلقة عند هؤلاء الفنانين. وكأي إمبراطور شرير في الأساطير الشرقية توجد للإمبراطور “مينج ذي ميرسلس” ابنة جميلة ، وهي – بالطبع- أميرة هي “الأميرة” أورا ، التي تقوم بدور مهم في مغامرات “فلاش جوردون”
في السبعينات تحولت أعمال “الكوميكس” التي سبق أن وضعها أليكس ريموند للشخصية إلى أعمال مقروءة، وقد ظهرت لفلاش جوردون .. ثلاثة كتب سنة 1974 بقلم “كون ستيفانسون” وهي رجال مونجو الأسود و”الطاعون الصوتي” و”سيرك الفضاء” .. وكانت السمات الشرقية في الشخصية أحد أهم خطوات نجاح أفلام فلاش جوردون في مصر والشرق الأوسط.
المصدر : مجلدات فن الكوميكس
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال