همتك نعدل الكفة
1٬018   مشاهدة  

فوانيس رمضان.. صنعها المصريون ليستقبلوا الخليفة وحولها الفاطميون لعادة رمضانية

فوانيس رمضان


فوانيس رمضان هي رمز من أهم الرموز والعادات الرمضانية، ينتظره الجميع كبار وصغار في كل عام، ولا يخلو منه بيت ولا شارع، وفي التاريخ هناك العشرات من القصص التي نُسجت حول الفانوس وبدايته، فما هي الحقيقة والأسرار وراء صناعة الفوانيس؟

الاحتفال بقدوم المعز لدين الله الفاطمي

المعز لدين الله - رسمة متخيلة
المعز لدين الله – رسمة متخيلة

في الخامس من شهر رمضان عام 358 هـ، دخل الخليفة الفاطمي “المعز لدين الله“، من بوابات مدينة القاهرة ليلًا، وكان المصريون يحضرون أنفسهم لاستقباله من قبلها بعدة أسابيع، وحضروا المشاعل التي سيمسكونها لإنارة الطريق ليلًا، ولكن لأن الجو في تلك الأثناء كان شديد الرياح، فكر الحرفيون أن يصمموا تلك المشاعل بطريقة أكثر أمانًا، حتى لا تتسبب الرياح في وقوع حرائق أو إطفاء النيران، ومن هنا جاءت فكرة الفانوس، الذي كان به جوانب تحمي الشعلة في الداخل، وتسمح بخروج الضوء في ذات الوقت، وبعد ذلك استخدم الأطفال تلك الفوانيس في اللهو واللعب.

اقرأ أيضًا 
كيف كان شهر رمضان طالعًا حسنًا على مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر ؟

وكانوا يتجولون في الشوارع فرحين بالفوانيس، ويأخذون من الحلوى التي تُوزع للاحتفال بالخليفة، وكذلك كانوا يخرجون مع المسحراتي بفوانيسهم لينيروا طريقه، ومنذ ذلك الحين ارتبط الفانوس بشهر رمضان ارتباط وثيق، وتفنن الحرفيون في صناعة أشكال وألوان متعددة من الفوانيس، ومن ضمن كل الحكايات المنتشرة حول نشأة الفانوس، تُعد هذه الحكاية هي أكثرهم تصديقًا وواقعية، وقد أيدها العديد من المؤرخين وأكدوا صحتها.

معنى كلمة فانوس

محل لبيع الفوانيس
محل لبيع الفوانيس

المعنى الأصلي لكلمة فانوس في القاموس المحيط، هو النمام كثير الكلام، وأطلق ذلك الاسم على الفانوس لأنه يُظهر حامله في الظلام ووسط الناس، وفي البداية كانت الفوانيس نفس الشكل تقريبًا، من بعض الاختلافات البسيطة التي لا تُذكر، فكانت تتميز بزجاجها الملون الموجود داخل إطارات من النحاس أو الألومنيوم، وبها رسومات بسيطة وباب مزخرف، يسمح بدخول الشمعة، ومع مرور الوقت تحديدًا في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي، تطورت مهارات صناعة الفانوس شيئًا فشيئًا، فبدلًا من الشموع التي كانت تسبب العديد من الحوادث المؤسفة للأطفال، مثل حروق الجلد والإصابات المختلفة، استخدم صناع الفوانيس البطاريات للإضاءة، كما استخدموا المواد البلاستيكية بدًلا من النحاس، فزاد الأمر من بهجة الفانوس، واصبح الأهالي يتهافتون على شراء الفوانيس أكثر وأكثر لإسعاد أطفالهم، خاصة تلك الفوانيس التي تغني أغاني رمضان الشهيرة مثل أغنية وحوي ياوحوي، وظهرت الفوانيس الضخمة المخصصة للشوارع، وفي مصر ترتبط صناعة الفوانيس بأحياء الدرب الأحمر وشارع السيدة زينب، والحرفيين الذين يقومون بصناعة الفوانيس يُطلق عليهم اسم “السمكري البلدي”، ويبدء العمل في صناعة الفوانيس بعد انتهاء عيد الفطر مباشرة، وينتهي العمل قبل حلول شهر رمضان بشهر أو شهرين، ثم يبدأون من جديد بعد عيد الفطر، وهكذا.

فوانيس رمضان

إقرأ أيضا
صيد العقارب

ومؤخرًا بدأت أنواع جديدة من الفوانيس المستوردة في الانتشار بقوة، وهي مصنوعة من مواد بلاستيكية، ولكنها بعيدة كل البعد عن شكل الفانوس التقليدي، واصبحت ذات أشكال كرتونية وشخصيات عامة ومشهورة، مثل فانوس محمد صلاح والذي يتهافت الأطفال على شرائه لحبهم الشديد في محمد صلاح، وهكذا كل شخصية مؤثرة ومحبوبة يُصنع لها فانوس، كذلك الشخصيات الكرتونية الشهيرة مثل بوجي وطمطم، أميرات ديزني، سبونج بوب، والعديد من الأشكال الأخرى التي تلفت نظر الأطفال.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان