فوضى إمامة الصلاة في مساجد الأوقاف ..من المسؤول عنها؟
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الصلاة هي ملجأ الإنسان الوحيد إذا ما أراد الانعزال عن الحياة و صخبها، والصلاة دائما ما تحتاج إلى الخشوع.. تحتاج أن ندخل فيها هائمين مقبلين على نفحة سكينة وهدوء قلب .
وخير الأوقات لاستقبال هذه النفحات هو شهر رمضان الكريم ففيه نرتاد المساجد نتلمس مشاعر تكاد تختفي وسط صخب الحياة و ضغوطات العمل والبيت، فيها نقف خلف إمام يصلي بنا الفروض و النوافل، ومن المفترض أن يكون هذا الإمام مسلمًا عاقلًا حافظًا لكلام الله سبحانه وتعالى متقنًا لأحكام تلاوته وأن يكون حسن الصوت كما عند الأحناف والحنابلة، بحيث ننال بركة الخشوع والهدوء والطمأنينة ما إن نسمعه.
والعجب هذه الشروط التي يجب أن تتوافر في إمام المسجد الذي يؤم المصلين غير متوفرة في الغالب، فإمّا إمام يحفظ القرآن و لكنّ صوته منفر لمن يسمع.. يفصلنا عن الصلاة التي نحتاج فيها إلى التركيز و الركون، وإمّا إمام صوته حسن ولكنه مخل بأحكام التلاوة بحيث لا تستطيع التميز بين مخارج الحروف وبعضها البعض فالدال ضاد والذال زاي وغيرها ناهيك عن الكوارث في أحكام التلاوة.
هذه الظواهر التي هي موجودة في مساجد الأوقاف تُفضَح في الصلاة التي تحتاج إلى قراءة طويلة كصلاة التراويح مثلا، ولي في هذا مثال، كنت أصلي كما يصلي الناس في أحد مساجد القرية، وجاء الإمام الذي لا أعرف على أي أساس أصبح إمامًا، وتلى آيات من سورة الأعراف.. الأيات في كلماتها مرطب للصدور، ولكن صوته المنفر أزعجني كما أزعج جمع المصلين حتى أننا لم نستطع التركيز في الصلاة من شدة الإزعاج الذي في صوته، وبيني وبين نفسي قولت لا تحتسب هذه الركعات عليّ آدائها ثانيًا!.
وهناك آخر صوته حسن لكن أحكام التلاوة التي يجب أن ينطق بها الآيات لم تكن متوفرة في معظم قراءاته لنقع بين خيارين الخيار سيئين؛ الأول أن تسمع الآيات بصوت منفر أو تسمعها بصوت حسن لكنها مليئة بالأخطاء .
ولم يكن الإمام وحده ذا الصوت المنفر لأداء منسك وركن و شعيرة هي الأهم و الأعظم في الإسلام، بل إن المؤذن الذي يؤذن ذاك الذي ينادي الناس للصلاة هو كذلك ذا صوت منفر، لأقف عند حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم في اختياره لبلال ابن رباح ليؤذن فنعم الصوت الحسن يجعلك محب مقبل على آداء العبادة.
ومع كل هذه الفوضى التي لا تمت للخشوع والسكينة بصلة أتسائل على أي أساس تختار وزارة الأوقاف الأئمة والمؤذنين؟ أليس من المعقول أن يكون المؤذن صوته حسن، وعلى الأقل يكون الإمام حافظًا لكتاب الله متقن لأحكام تلاوته وأن يكون ذا صوت حسن أيضا..لما البلاء بهؤلاء الأئمة والمؤذنين ..لما؟
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال