همتك نعدل الكفة
308   مشاهدة  

فيسبوك يعرف عنك أكثر مما تعرفه زوجتك

فيسبوك


في بداية ظهور مواقع التواصل الإجتماعي تخيلت لوهلة أن الأمر سيتطور و يتحول فيسبوك و هو أشهرهم إلى هاتف مُستقل بذاته كُل ما تحتاج إليه هو وسيلة إتصال بالأنترنت لتستطيع أن تقوم بمُتابعة الأخبار و الأحداث و المُشاركة في نشرها و بالطبع إجراء المُكالمات الهاتفية الصوتية و المرئية و قد ساهم في هذا التصور أنني كُنت في رحلة إلى برلين و رأيت كيف هي سُرعة الإنترنت في دول العالم المُتقدم شطح بي الخيال قليلاً و توقعت أن تقوم مواقع التواصل الإجتماعي بتصميم أنظمة تشغيل للهاتف على غرار أنظمة التشغيل الأكثر شُهرة Android  و ال IOS  و لكن الأمر كان أكبر مما تخيلته بكثير.

أنا حقاً أحد المُستخدمين المُتطرفين لمواقع التواصل الأجتماعي فبينما أنسحبت الصُحف الورقية من حياتي تماماً و بالطبع القنوات التليفزيونية اللُهم إلا القنوات الرياضية أصبحت أجد نفسي بحاجة لمعرفة ما يدور حولنا و ليس هُناك أفضل من مواقع التواصل الأجتماعي بالطبع إذا تجنبنا الباحثين عن اللايكات و الشيير الكثير و أبتعدنا أكثر عن الصفحات المُصممة لأثارة العته الإجتماعي المُتعدد الأوجه و من الجدير بالذكر أنني كُلما قرأت “هل تعلم” أو “أستحلفك بالله أن تنشرها” أو “أخبط لايك و قول سُبحان الله” أدركت تفاهة الأمر المنشور تماماً و كُل هذا حقيقة الأمر كان مقبول حتى بدأ الأمر يبدو مُريباً إلى حد بعيد.

في البداية كانت “people you may know”  و أنتهى الأمر عند “I know everything about you”  بالطبع الجميع تعجب للغاية من قُدرة الفيسبوك على إيصالك بأشخاص حقاً أنت تعلمهم زُملاء دراسة سابقين أنقطعت بكم السبل أصداء قُدامى معارف مُتعددة شخص ما قد هاتفته مؤخراً أو شخص يُشاركك نفس الأهتمامات و الفكر أو يُمارس نفس الألعاب التي تُمارسها, المُريب في الأمر كان الدقة الرهيبة التي ينتقي بها الفيسبوك الأشخاص الذين حقاً قد تعرفهم لأكون صادق فقد قام بإعادة الأتصال بيني و بين العديد ممن فقدتهم أثناء رحلة الحياة الطويلة.

ليس هذا هو الأمر و حسب فقد أستطاع الفيسبوك معرفة شخصيتي بشكل يفوق ما أعرفه أنا عنها لقد قام بعمل مسح كامل و تحليل شامل لكُل أنماط حياتي لقد أصبح يقوم بترشيح الأماكن التي حتماً ستروق لي و أصبح يُقدم لي المُنتجات التي أبحثُ عنها لقد أصبح يعرف متى أقوم بالشراء و ما هي السلع التي سأقوم بشرائها في هذا التوقيت الفيسبوك أصبح له القُدرة على معرفة إدماني لساعات اليد و النظارات الشمسية و كاميرات التصوير الفوتوجرافي بل و أصبح على علم وثيق بنوعية الكُتب التي أُفضل قرأتها ما الذي يحدُث بالظبط هل أنا مُراقب إلى هذا الحد.

بعد أن قام الفيسبوك بدفع مليارات طائلة لشراء التطبيقات الأشهر على الإطلاق مثلاً Whatsapp  , Instgram  تعجب الجميع لماذا كُل تلك النقود في تطبيق مُحادثة و تطبيق مُشاركة الصور, حسناً الأمر و ما فيه إنه يُحكم عليك الحِصار تماماً فمن منا لا يستخدم تلك التطبيقات بصورة شبه يومية, الآن يُمكنك أن تقوم بإجراء مُحادثة كتابية أو صوتية أو مُشاركة بعض الصور ليقوم مُزود الخدمة بتحليل تلك المُحادثات و المُكالمات و الصور ليستكشف منها عما تبحث عنه دعونا نتخيل أن هُناك مُحادثة بينك و بين أحد الأصدقاء عن الأيفون 7 على تطبيق  Whatsapp لاحقا بعد أن أنتهيت من المُحادثة فتحت صفحتك على الفيسبوك تخيل ماذا ترى؟ ستجد كُل الإعلانات التُجارية المتوفرة عن الأيفون 7 أمامك يبدو أنها مُصادفة لطيفة و لكن لا يوجد ما يُسمى بالصُدف في هذا الأمر.

إذا كُنت من مهووسي إستخدام خاصية Check In  فحقاً أنت أعطيته مُفتاح هام من مفاتيح حياتك الشخصية فبعد أستخدامك لتلك الخاصية سيقوم الفيسبوك بتحليل الأماكن و تصنيفها و معرفة الأماكن التي تتشابه مع تلك التي ترتادها بكثرة ليقوم بدور الناصح بتجرُبة مطعم ما أو مقهى بعينه بل سيُوفر لكل كُل عروض الشركات السياحية إن كُنت من المُسافرين دائماً بالطبع سيقوم بعرض الصفحات الخاصة بالدول و الأماكن القريبة منك و سيوفر لك العديد و العديد من الأماكن السياحية التي قد تروق لك في تلك البلد التي أنت مُتواجد بها حتى و لو لم تستخدم خاصية Check in  فالفيسبوك يتتبع خُطاك فما أن تُسافر إلى دولة جديدة حتى يعرف ذلك عن طريق العنوان الإلكتروني للشبكة التي ولجت منها و من ثم يقوم بتطبيق البروتوكلات المُتعارف عليها بالنسبة له.

بينما أنت جالس في القاهرة تُتابع منشور ما عما يدور في نيويورك فإن الفيسبوك لن يُفوت تلك الفُرصة بل سيقوم بعرض منشورات أُخرى مُتعلقة بالمكان أو بنفس الحدث الذي تُتابعه هل قُمت بشراء شيئما عن طريق الأنترنت؟ حسناً الإعلانات التي ستظهر لك على الفيسبوك ستكون بالطبع نفس السلعة و السلع المُشابهة لما قُمت بشرائه مؤخراً هل أنت من عُشاق ماركة مُعينة؟ إذا كانت الإجابة نعم فتأكد أن الفيسبوك سيعرف ما هي تلك الماركة و سيقوم بتوجيهك ناحيتها شيئاً فشيئ.

العجيب في الأمر هو الدقة و المُخيف هو قُدرة الفيسبوك على تحليل كُل السمات الشخصية و الأنماط الشرائية و السلع المُستهدفة و طريقة الدفع و ما هي المُفضلات الخاصة بك و ما هو إدمانك الشخصي الوصول لتلك الدقة يحتاج إلى تجميع قدر هائل من البيانات و المعلومات التي تُقدمها بنفس راضية عنك الخوارزمية الي يستعملها التطبيق الأشهر و الموقع الأهم على مُستوى العالم قوية و دقيقة بشكل مُرعب قد يستطيع أحد المُتخصصين في علوم البرمجة يوماً ما أن يحكي لنا كيف تحولنا إلى تابعين مُخلصين أوفياء لمواقع التواصل الأجتماعي و على رأسهم الفيسبوك.

إقرأ أيضا
الصحفي معتز عزايزة

Jon snow Knows Nothing But Facebook Knows everything

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان