فيلم وحدوه “الموت بالمصري” وثائقي من CMC على اكسترا نيوز عن هوية مصر مع الموت
-
أحمد فكري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
عرضت قناة اكسترا نيوز فيلم وحدوه “الموت بالمصري” وهو ثاني الأفلام الوثائقية من شركة CMC وأخرجته الإعلامية رشا الشامي.
تناول فيلم وحدوه “الموت بالمصري” عبر 55 دقيقة تطور نظرة المصريين للموت منذ عصور المصري القديم وحتى الوقت الحالي، من خلال معايشة كاملة للمقابر المختلفة.
اقرأ أيضًا
المتحدة للخدمات الإعلامية تعرض أول أفلام شركة CMC عن الشيخ سيد النقشبندي
واستضاف الفيلم نخبة من المتخصصين وهم «د. سامية على حسانين – أستاذ علم الإجتماع في جامعة بنها-، د. إبراهيم بدر -أستاذ ترميم الآثار والمومياوات الملكية، الباحث كريم بدر المتخصص في التراث الثقافي والأثري، الشاعر عبدالرحيم طايع»؛ وانضم لهم الحرفيين المختلفين للمقابر من الديانتين المسيحية والإسلامية، ومَثَّل الجانب المسيحي «جورج عزيز، وتادرس عزيز» وهما أصحاب ورش عمل التوابيت؛ ومثل الجانب المسلم المعلم طارق الشيخ أحد حاونتية القاهرة الإسلامية، ثم التربي عادل نعناع.
عادات قدماء المصريين التي لا زالت مستمرة
من ناحية ارتباط الموت بالهوية المصرية قال إبراهيم بدر «الموت محنة، لكن عند المصري القديم منحة، اعتبروه حياة انتقالية من دار الفناء لدار الخلود، فجاء من هنا التحنيط والذي هو عامود كل الصناعات وعلى رأسها الطب، فقدماء المصريين عملوا بطب الجراحة ولا يمكن تخيل المصري القديم بدون إيمانه بالبعث والخلود».
وتابع إبراهيم «العادات المكتسبة بالموت حاليًا، هي لا ترتبط بالديانات السماوية، فأصلها عند المصري القديم، منها عادة الأربعينيات، وطبقًا للمكانة الاجتماعية للمتوفي يتم تحديد مستوى التحنيط والدفن وتتم عملية التحنيط والدفن بين 35 و 40 يوم، وأهم يوم هو يوم الدفن».
وواصل أستاذ الترميم حديثه قائلاً «المقابر تطورت عند المصري القديم من الحفرة إلى الحفرة بالطوب اللبن، إلى مقبرة تحت الأرض ومقبرة فوق الأرض، ولا فرق بين بوابات المقابر عند المصري القديم وقرافات المسلمين والمسيحيين إلا في التفاصيل، لكن في الأمور العامة يتشابهوا مثل اسم الميت وتاريخ وفاته وكتابات عن الموت، أيضًا حمل الميت فكرة تعود إلى المصري القديم، ونظام العويل والصراخ على الميت، فضلاً عن إعلان الحداد عند الجيران، وكذلك التعديد».
التعديد .. فن مصري قديم له جوانب فنية
وعلى ذكر التعديد قال الشاعر عبدالرحيم طايع أن العدودة فن غاب عن المجتمع المصري إلا في بعض قرى في عميق الجنوب المصري، والتعديد يقال حسب ظروف الميت وحالة الوفاة والمستوى الاجتماعي فالتعديد يعكس حالته، ومن ثم يعكس العديد من الكثير عن المستوى المصري، وسبب كونه فن أنه له جذور بلاغية مثل المجاز».
الموت والارتباط بالعواطف
من جهتها قالت الدكتورة سامية علي حسانين أن علم الإجتماع له تخصصات واسعة ومن ضمنها الثقافة، وأهم ما في الثقافة العادات والتقاليد، وفي كل مناحي الحياة بها عادات وتقاليد كالزواج والإنجاب، وأيضًا الموت».
وتابعت حديثها قائلةً «زيارة المقابر مرتبط بالعواطف والمشاعر، أكثر منها إلزام اجتماعي، وهناك عادات حميدة وأخرى غير حميدة، ولا زالت في لهجاتنا بعض الكلمات ذات الأصل المصري القديم مثل عينيه غربت وجاءت من أن قدماء المصريين كانوا يدفنون في الجهات الغربية».
وواصلت حديثها قائلةً «هناك أفكار لها صلة بالدفن والإحتفاء بالميت بعضها غير مقبول والذي يأخذ شكل الشعوذة، وبعضها مقبول مثل الثالث والسابع والأربعين، وبعضها لم يعد موجودًا مع الأسف مثل مراعاة شئعور الجيران».
الموت كثقافة
كريم بدر الباحث في التراث الثقافي قال أن التراث الثقافي هو مجموعة من القيم الإنسانية التي تميز الشعوب، وفي مصر تراكم التراث الثقافي المتعلق بالموت منذ المصري القديم، وشمل جوانب متعددة.
وواصل كلامه قائلاً «منطقة القرافة في القاهرة الإسلامية ذاخرة بتفاصيل معمارية بعضها جوانب أثرية جمالية، لكن بها أيضًا رسائل لها صلة بالموت كفلسفة عند المصريين».
الحانوتية عالم بحاله
ذكر طارق الشيخ أحد حانوتية القاهرة الإسلامية أن مهنة الحانوتي هي عملية خدمية قامت على التطوع، وكشف عن أنه ورث هذه المهنة عن جد والده إذ كان إمامًا للجامع الأزهر وتم اختياره ليقوم بتجهيز الميت من علماء الأزهر، وشرح خلال الفيلم تطور عمل الحانوتي وارتباط ذلك بالحالة الاقتصادية للميت والفكرية للمجتمع.
الأمر نفسه شرحه الشقيقان جورج وتادرس عزيز، واللذين ورثا مهنة الحانوتي منذ 58 سنة وورثها جورج من أبوه وجده والذين كانوا يعملون مع الجالية الإيطالية الذين عرفوه على الأخشاب وأنواعها، وفي السبعينيات قام جورج بعمل المحلات؛ وشرحا خلال الفيلم تفاصيل عمل التوابيت وتغير عادات المصريين مع الموت.
الكاتب
-
أحمد فكري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال