همتك نعدل الكفة
1٬199   مشاهدة  

فيلم ٢٠٠ جنيه .. كيف يمنحنا كل هذا الألم كل تلك السعادة؟

فيلم ٢٠٠ جنيه
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



قليلة هي تلك الأفلام التي تبقى للأبد، قليلة هي تلك الأفلام التي تمس قلبك ببساطة فتترك بداخله أثرا لا ينمحي، فيلم ٢٠٠ جنيه أحد تلك الأفلام، بل ربما يكون الفيلم الوحيد الذي سيشاهده المصريون بعد ٥٠ عاما ليوثق لهم ما شعر به المواطن أثناء رحلة الاصلاح الإقتصادي، فيلم سيبقى خالدا لأنه ولأول مرة بعيدا عن السينما والدراما يتناول الإنسان، المواطن المصري العادي وحاله وأحواله، دون بطولات ما أو بلطجة ما أو خيال علمي ما أو حتى رز بلبن عبد الرحيم كمال.

فيلم يعود به الرائع أحمد عبد الله لتيمته المفضلة سيناريو اليوم الواحد من تيمة قدمتها السينما المصرية عام ١٩٤٦ أي منذ ما يزيد عن سبعين عاما بعنوان الخمسة جنيه حيث يتبادل أبطال الفيلم ورقة بنكنوت  تحكي من خلالها قصصهم وأحوالهم، – لن نعتبر الـ٢٠٠ جنيه بنفس قيمة الـ٥ جنيه – بعد مرور الزمن لكن التيمة التي كتبها السيد بدير تألق فيها أحمد عبد الله وصنع سيناريو وحوار شديد الرقة والحساسية .. حقيقي لدرجة مدهشة أبكت الكثيرون داخل السينما لأنه مست قلوبهم وعاشوها.

كذلك الإخراج العبقري للرائع محمد أمين المخرج الوحيد في مصر الذي يجعلك ترى الممثل غير ما رأيته من قبل، مي سليم عبقرية وغادة عادل مرعبة، طارق عبد العزيز جميل وملك قورة مدهشة، كل ممثل ترك بصمة ما لأن هناك مخرج متميز يقود فريق العمل بجانب وجود مونتيرة عبقرية اسمها مها رشدي لنرى فيلما يستحق المشاهدة.

أما عن الأداء التمثيلي فحدث ولا حرج، السيدة إسعاد يونس تقدم أحد أروع أدوارها على الإطلاق، بلا مكياج وبأداء مدهش في دور لم تعتد تقديمه لكنها عبرت عنه بعبقرية مدهشة، أحمد السعدني رائعا كما جرت العادة مؤخرا، السقا مبهر وجميل وحقيقي، حنان سليمان سيدة شاشة حقيقية، محمود البزاوي عبقري، وسليمان عيد حاضر لا يغيب، ليلى علوي وصابرين والتألق لا يغيب عنهما، خالد الصاوي ممتع، طارق عبد العزيز عظيم، أحمد رزق وهاني رمزي في أدوار لا تنسى، وأحمد آدم يعود من جديد، والممثل العبقري محمود حافظ ومعه مي سليم وغادة عادل.

ملحمة حقيقية استعرضت كل لحظات الضعف الإنساني في ظل الضغط الاقتصادي، يظهر فيها مونولج داخلي بين صاحب الفيلا الثري خالد الصاوي والخادمة التي تنظف له البيت كماستر سين يشرح ما يعانيه كل مصري حاليا.

الكل مضغوط، الكل محتاج، والورقة –  ٢٠٠جنيه – تمر من ايديهم لتصنع القصة بسلاسة مدهشة وموجعة.

فيلم ٢٠٠ جنيه عودة موفقة للمخرج محمد أمين بعد غياب ٨ سنوات وتعاون كان لابد أن يبدأ مبكرا مع السيناريست أحمد عبدالله

فيلم يعيد للسينما المصرية إحساسها الإنساني وتوثيقها للواقع بعيدا عن الشعارات الجوفاء، سيضحكك في وسط بكاءك، بخفة دم مصرية خالصة تملك الضحك في عز الألم

فيلم ٢٠٠ جنيه ٩ من ١٠

إقرأ أيضا
أبو حامد الغزالي والباطنية

يستحق المشاهدة وبشدة

 

الكاتب

  • فيلم ٢٠٠ جنيه أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان