همتك نعدل الكفة
1٬049   مشاهدة  

فيها حاجة حلوة .. “إيناس شاهين” أم مصرية تغير واقعًا بمبادرة لتعليم وتشغيل الطلاب

مبادرة لتشغيل وتدريب الطلاب
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أن تكوني أمًّا يعني أن تعتصري نفسكِ وجهدكِ، لتبحثي عن أفضل الطُرق و أمثلها، لتعطيها لصغيرك، أن تكوني أمًّا هو أن تخلقي بيئة صحية وآمنة لهم، أن تكوني أمًّا يعني أنك على استعداد دائم لخوض معارك عدة من أجل تأمين أطفالك و توسيع مداركهم، و الحفاظ على صحتهم النفسية بحيث يكونوا أسوياء في المجتمع، أن تكوني أمًّا يعني أن تخلقي جيلًا متحققًا غزير المعارف والمهارات.

إيناس شاهين أم مصرية مثلها مثل الكثيرات، تهتم كثيرًا بمراقبة أطفالها، تتوغل داخل أعماقهم تقرأ بوضوح نفسيتهم تهتم بعلاقاتهم وصداقاتهم خاصةً صغارها في مرحلة المراهقة.

علاقات خطرة 

و قد أدركت ” إيناس شاهين” علاقة صغارها بالواقع الافتراضي، و ارتباطهم بوسائل التواصل الاجتماعي ،فيما شكّل كارثةً حقيقية في كل البيوت المصرية تقريبًا، كارثة أفقدتهم هويتهم، أصبحوا فارغين كالبيوت الخرِبة من الداخل، قدوتهم و مُثلهم العليا تتمثل في جماعة البلوجر و اليتيوبر عبر منصات التواصل.

حاولت ” إيناس” مرارًا مع صغارها، تقنعهم بشتى الطرق أنّ ما يقومون به ليس صحيحًا نحو مستقبل أفضل، و لم يجدي النُصح فائدة، فإن تركتهم لأهوائهم سيضعون لا محالة، فاتبعت نظمًا حاسمًا داخل بيتها، وضعت الأنشطة إجبارًا، حستهم على ممارسة الرياضة، اشتركت لهم في دورات تنموية مختلفة في مجالات عدة حتى يرمموا هذا الخواء الداخلي وأن يبتعدوا عن العالم الافتراضي ، ليخطوا خُطوات جادة نحو الواقع بعيدًا عن حياة البلوجر والتقليد الأعمى.

نحو مجتمع آمن
نجحت” إيناس” بالفعل في هذا النظام الذي اتبعته مع صغارها، لكنّ هناك مشكلة جادة واجهتها، وهي صُحبة أطفالهم، فمن الطبيعي أن الصغار لديهم أصدقاء في المدرسة وفي مجتمعهم المحيط، ففكرت أن تخطوا بمحيطها ومحيط أطفالها نحو الأفضل فأطلقت مبادرة لتعليم وتدريب وتوظيف الطلبة في الإجازة.

ولمّا كان الآباء يعانون من مثل ما تُعاني منه إيناس مع أولادها فقد رحبوا بهذه المبادرة، وفي هذا تقول ” إيناس” : أنشأت مجموعة على تطبيق ” واتساب” للمقربين حتى نطبق هذه الأفكار، وفي ساعة تقريبًا وصلني اتصالات عدة تطلب مني إنشاء مجموعة على ” فيس بوك ” بحيث تتسع للجميع، وأضافت:” حينها لم أستوعب ما حدث سريعًا فلم أتوقع انتشار الفكرة بمثل هذه السرعة.

تكاتف مجتمعي
أنشأت” إيناس” المجموعة عبر تطبيق” فيس بوك” وفي خلال أسبوعين أصبح عدد المشاركين فوق الـ 12 ألف شخص مهتمون بالمبادرة، شغوفين بما تقدمه، كما قدموا الدعم المعنوي والأفكار لتطويرها.

تقول:” إيناس” مؤسسة المبادرة أنهم بالفعل بدؤوا العمل على أرض الواقع ، وانقسمت الفئة العمرية لجزأين الأول أقل من 15 عامًا والمجموعة الثانية فوق الـ 15 عامًا، فأما المجموعة الأولى فسيهتمون بهم عن طريق إكسابهم المهارات المختلفة وذلك بتنظيم دورات مثل دورات في تعلم اللغات دورات في تعلم الحرف اليدوية المختلفة وغيرها مما يساعد على توسيع مدارك الأطفال في هذه المرحلة العمرية.

ورشة شطرنج أونلاين
ورشة شطرنج أونلاين

أمّا المجموعة الثانية فيما فوق الـ 15 عامًا، فتسعى المبادرة لتوفير فرص عمل حقيقية لهم، فقالت ” إيناس” أنها بالفعل بصحبة بعض من أولياء الأمور في النزول إلى بعض المركز التجارية الكبرى و محال التسالي والمصانع في العاشر لتوفير فرص عمل لهم بحيث يستطيعون الاعتماد على أنفسهم، ويحتكوا احتكاك مباشر بالواقع، وبالفعل هناك من الطلبة من التحق بهذه الوظائف.

إقرأ أيضا
معرض الكتاب
ورشة تدربية لأطفال المبادرة المشاركين
ورشة تدربية لأطفال المبادرة المشاركين

لم تتوقف المبادرة عند هذا الحد، بل تسابق البعض لتقديم خدماته العلمية والعملية لإكساب المشاركين في هذه المبادرة الخبرات اللازمة بدون مقابل أو بمقابل رمزي بسيط لا يتخطى الـ 50 جنيهًا، فهذا” محمد الهادي الغرباوي” شاب من محافظة المنصورة منذ أن سمع بالمبادرة وقد عرض خدماته لتدريب الطلاب وتعلميهم الإسعافات الأولية بحيث يستطيعون التعامل مع الحالات الطارئة كالكسور والجروح والحروق وضربات الشمس وغيرها.

إعلان ورشة إسعافات أولية
إعلان ورشة إسعافات أولية

ومهندس آخر يعرض خدماته لتدريبهم وتعليمهم على برامج الكمبيوتر المختلفة بحيث تساعدهم في عمليات التصميم و الجرافيك، وغيرهم الكثيرين عرضوا خدماتهم لتنمية مهارات أطفالنا فهم مؤمنون أنهم قوام المجتمع الذي يميل نحو فقدان الهوية،  فقط الأمر احتاج إلى حديث مسموع، خطت به” إيناس شاهين ” الخطوة الأولى لنعالج مشاكل أبنائنا المتراكمة، فلا أفضل من التعليم وتنمية المهارات والاحتكاك بالواقع وتحمل المسؤوليات لحل المشكلة.

الكاتب

  • إيناس شاهين مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
9
أحزنني
0
أعجبني
7
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان