في أيام الجمعة يتقربون إلى الله بالكراهية وأيديهم إلى السماء

كل جمعة تتعالى المنابر بالدعاء على الكافرين ‏قائلين «اللهم رمِّل نساءهم، اللهم يَتِّم أطفالهم، اللهم انزل عليهم الوباء والأمراض والعلل» وأنت كـ مسلم جالس في المسجد لا تملك إلا قول آمين كما يفعل الجميع.

طلب بعض الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو على المشركين الذين يحملون السلاح ويقتلون المسلمين فرفض ودعا لهم  وقال «إني لم أُبْعَث لعانًا وإنما بُعِثْت رحمة».

الشيء الغريب بعد أن تنتهي الصلاة تجد العامة يتخذوا هذا الأسلوب قدوة في حياتهم فتجدهم يدعوا على بعضهم البعض  «ربنا ياخدك .. إلهي تعدم صحتك .. إلهي يبتليك بمرض .. ربنا يخسف بيك الأرض»؛ وتجد الأم تدعوا على أبنائها ونسوا قول الرسول  «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم».

إن قول «اللهم عليك بالكفار والمشركين واليهود، اللهم لا تبق أحدًا منهم في الوجود»، والدعاء بفناء كل الكفار، اعتداء على الله في الدعاء لأن الله قدر وجودهم وبقاءهم لحكمة، والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (لا يَرْحَمُ اللهُ مَنْ لا يرحم النَّاسَ)  وكلمة الناس تشمل كل أحد من الناس، دون اعتبار لجنسهم أو دينهم، يوم فتح مكة جلس النبي مع كفار قريش الذين حاربوه وقتلوا المسلمين وعذبوهم قائلاً «ماذا تظنون أني فاعل بكم؟»، ظن الجميع أنه سينتقم ولكن وقف النبي وقال اذهبوا فأنتم الطلقاء .. اليوم يوم المرحمة وعفا عنهم.

وأخيرًا قصة قصيرة عن الصحابي أبو هريرة كانت أمه ترفض الإسلام وتشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتسبه بأفظع الألفاظ، فذهب أبا هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يدعو لها أو عليها فقال النبي «اللهم اهدِ أم أبو هريرة».