في إعلانات”زين”..كم هو مذهل ما تقصه علينا هبة مشاري حمادة

سألت ماما ما الخبر؟..أين اختفى كل البشر؟ .. تُرى سأبقى دون رفقة؟ أسئلة مطروحة من طفلة وموجهة إلى والدتها الطبيبة التي تظهر في إعلان زين شركة الإتصالات السعودية لهذا العام الذي يشهد وباءً عالميًا وهي عائدة من عملها لتجيب على سؤالها و تبث الطمأنينة في قلبها: “ينسانا الشر” وهو الإعلان الرمضاني الذي يناقش قصة مكتوبة كل عام من نفس الكاتبة وهي الكويتية المتميزة هبة مشاري حمادة التي تقص علينا في كل إعلان ما يحمله الوطن الكبير والمنطقة بأكملها إلى ان عكست أزمة كورونا هذه المرة أن تمتعنا هبة مشاري بكلمات مؤثرة.

كم هي محظوظة شركة الاتصالات السعودية “زين” بكلمات إعلاناتها الدعائية في كل موسم رمضاني و التي تعج بقصص إنسانية مقتضبة في دقائق لكنها مؤثرة ورفيعة وتحظى بالإبداع وإعادة النظر فيما يواجه المنطقة والعالم في كل عام وفي كل مرة ينتظر الجميع إعلانات أراها مكررة ولا تضيف شيئًا ولا تحكي قصة أتوقع أن تأتي الإعلانات الرمضانية التي تتعلق بجانب إنساني بالطبع لكنه في إطار الذكريات واللمة والعزوة وهو إطار أصبح متكررًا بدرجة تحميل كثيرًا من الملل وهو ما لا ينطبق على الكلمات التي تكتبها الكاتبة الكويتية “هبة مشاري حمادة”.

هبة مشاري حمادة هي كاتبة كويتية من مواليد 1978 وهي كاتبة درامية متميزة تتعامل مع كتاباتها كردة فعل لما يحدث وهو ما يظهر بشكل واضح في كلماتها التي يقوم بتلحينها الملحن الكويتي الجنسية بشار الشطي شعرت هبة بموهبتها في الكتابة منذ الصغر فقد كانت تدون بعض الكلمات التي تعبر عن شخصيات من وحي ألعابها واختارت أن تكون كلية الآداب وتحديدًا قسم اللغة العربية هي الرغبة الأولى والوحيدة لها بعد انتهائها من دراسة الثانوية.

للكاتبة المتميزة هبة مشاري حمادة العديد من المؤلفات الدرامية منها منها دفعة القاهرة وكان في كل زمان .وسيلفي2ورصاصة رحمة وكنات الشام وكناين الشامية أعمال مسرحية منها مصباح زين وزين والوحش ولها عمل سينمائي واحد بعنوان “الهامة” وفي 2011 تولت هبة مشاري الإعداد الغنائي لمسرحية “زين إلى عالم جميل” وهي عن نص أوليفيرا تويست للروائي الإنجليزي تشارلز ديكينز ومن أكثر المؤلفين تأثيرًا في شخصيتها الكاتب الدرامي المصري أسامة أنور عكاشة والفلسطيني طارق عثمان.

تعتبر الأعمال المصرية هي الأكثر قربًا وتأثيرًا على الكاتبة حسبما قالت في برنامج “برنامج خلف الكاميرا” الكويتي فهي متأثرة بليالي الحلمية لأسامة أنور عكاشة بشدة كما انها لم تتغاضى عن الأعمال الكويتية كثنائيات حياة الفهد وسعاد عبد الله على الرغم من قلة أعمالهن ولكاتبة العديد من الأعمال الدرامية الأخرى التي ساهمت في تكوينها لكنها متحفظة على كثيرًا من الأعمال الدرامية الكويتية التي وصفت غالبيتها بالإنغلاق على الأسرة فقط الأم والأب والأبناء وخرجت من جغرافيا المنزل وهو ما يظهر في كتاباتها الإعلانية لزين الذي تخرج فيه من وطنها هموم وطنها الصغير الكويت إلى هموم العالم.