في الخمسينات .. غناء الراقصات شبه العاريات في السينما الإيرانية
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
تعتبرسنة 1953 سنة التحول في السينما الإيرانية من حيث المضمون، وفضلًا عن ذلك كان هذا العام بمثابة بداية سلطة للرقص والغناء في السينما الإيرانية، إذ قام عدد كبير من المخرجين بإنتاج أفلام، وزاد عددها بعد انقلاب 19 أغسطس رئيس الوزراء محمد مصدق، من سبعة أفلام سنة 1952 إلى 20 فيلم سنة 1953، ومن هنا بدأ إنتاج الأفلام في صعود.
وكان وقتها منتجو تلك الأفلام يروجون لها من خلال الدعايات التي تجبلهم لهم المال، عن طريق إبراز مشاهد الرقص، وغناء الراقصات شبه العاريات في الأفلام، وكانت الراقصة «مهوش» الوجه الشهير لهذا النوع من الرقص والغناء، وتم إدخال رقصها وغنائها في معظم الأفلام طوال حياتها، ومن أجل جلب أرباح أكبر للأفلام.
وزاد الطين بلة، بأن قامت بعض دور السينما في عدد من المدن بإدخال تلك المشاهد وسط الأفلام الأمريكية والأوربية، فكانوا يوقفون عرض الفيلم ويعرضون مشاهد من من رقص«مهوش» وغنائها وبعدها يتابعون عرض الفيلم الرئيسي.
لم تتوقف رداءة الموقف على رقص «مهوش» بل جاءت راقصة أخرى تدعى «عزيزة» دخلت الى العديد من الأفلام، وفي السنوات التالية حلت محلها راقصات أخريات مثل «جميلة»، و«ناديا» و«طاووس».
وكانت مشاهد الرقص والغناء بالنسبة لمنتجي الأفلام بالغة الأهمية، فعمدوا إلى تصوير هذه المشاهد بالألوان، وعرضوا أفلامًا شبه ملونة، وفي سنة 1953 ظهر أول فيلم ملون وهو «كرداب» اى «الدوامة» أخرجه «هوشنك محبوبيان»
ويعود إدخال الغناء والرقص في الأفلام الى السينما الهندية، حيث كان الممثلين يقومون بالغناء في مناسبات مختلفة، وكانت هذه المشاهد موجودة في الأفلام الإيرانية، بالإضافة إلى ذلك كانت الأفلام التركية واللبنانية أقرب الى السينما الإيرانية، بسبب قرب الثقافة بين هذه البلدان.كما ذكرت «فاطمه برجكاني» في كتابها السينما الإيرانية، تاريخ وتحديات.
وساعد ذلك المجتمع الإيراني في الإنفتاح على التقاليد الغربية، من افتتاح الكباريهات، حتى الرقص في الأفلام لم يكن مستمدًا من الرقص المحلي الفلكوري، بل كان مقلدًا من الأفلام المصرية واللبنانية والتركية.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال