في الرد على صفحة أحمد سبيع “الدولة العثمانية لم تنقذ مصر من الحملة الفرنسية”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تفشت حمى منشورات أمجاد الدولة العثمانية على الفيس بوك ليكون آخرها صفحة أحمد سبيع المتخصص في مقارنة الأديان والتي تسمى «قناة البينة لمقارنة الأديان والرد على الشبهات»، إذ زعمت الصفحة أن الفرنسيين هجموا على مصر وأجبرتهم الجيوش العثمانية على الانسحاب وضعفت الامبراطورية العثمانية في منتصف القرن الثامن عشر.
مجرد توضيحات قبل الرد
تواصل موقع الميزان مع أحمد سبيع عبر الهاتف للتعرف على مصادر هذا المنشور لكننا لم نتلقى ردًا حتى وقت كتابة هذا التقرير، كذلك لا يُعْرَف من هو حتى الآن كاتب المنشور إذ أن الصفحة تدار 38 شخص في 12 دولة بحسب بيانات الصفحة، كذلك فإن أحمد سبيع نفسه قال أنه مؤسس الصفحة لكنه لا يشرف على كل منشوراتها وذلك في بيان منشور له على الصفحة بتاريخ 14 سبتمبر عام 2014 م.
الرد على منشور صفحة أحمد سبيع
بداية فإن القول بأن الدولة العثمانية أنقذت مصر من الحملة الفرنسية هو ضرب من ضروب الخيال والجهل التاريخي قولاً واحدًا، فلا المصادر المصرية ولا حتى العثمانية تقول هذا، وربما كاتب هذا المنشور ليس مصريًا وإن كان فتلك كارثة الكوارث.
بدايةً فإن الدولة العثمانية لم تتصدى للحملة الفرنسية فقد هُزمِ ضباطهم مع قادة وعساكر المماليك في معركة إمبابة التي يسميها الفرنسيون معركة الأهرام في 21 يوليو 1798 م، وصارت مصر بلا عثمانيين ولا جيش ولا حتى مماليك فكان الشعب وحده وقود المقاومة.
المسمار الأول في نعش الحملة الفرنسية هو معركة أبي قير البحرية يوم 1 أغسطس سنة 1798 م حيث أطاح الأسطول الإنجليزي بسفن الحملة الفرنسية وانقطع الجيش عن الاتصال بفرنسا والعالم وبات محاصرًا من البر بالشعب ومن البحر بانجلترا فوقعت ثورة القاهرة الأولى في 21 أكتوبر عام 1798 م.
اقرأ أيضًا
أول شهداء مصر في الحملة الفرنسية “زوجين من العجمي كادا يقتلا نابليون”
أول ظهور رسمي للجيش العثماني في تاريخ مصر مع الحملة الفرنسية كان يوم 25 يوليو عام 1799م حيث قامت انجلترا بنقل القوات العثمانية إلى مصر عن طريق أسطول سيدني سميث قائد الإنجليز البحري لتندلع معركة أبو قير البرية وينهزم العثمانيين هزيمة ساحقة، وبعدها بفترة يترك نابليون مصر سرًا ويجعل بدلاً منه كليبر.
التفاوض مع الفرنسيين كان هو سلاح العثمانيين خاصةً مع تغير السياسة الفرنسية فنابليون كان يحب الاستقرار في مصر بعكس كليبر الذي كان يريد مغادرتها لأن الإنجليز يحاصرونه بحرًا والمصريين سيثوروا عليه.
فكان الظهور الثاني للعثمانيين في العريش حيث وقعوا مع الفرنسيين يوم 24 يناير عام 1800 م معاهدة تقضي بانسحاب الفرنسيين من مصر على أن يكون خروجهم شرفيًا وهو أن ينقل الفرنسيون عبر السفن العثمانية إلى باريس، وتم توقيع الاتفاقية وحضر عن الجانب العثمانى مصطفي رشيد أفندي الدفتردار، ومصطفى راسخ أفندي رئيس الكتاب نيابة عن الصدر الأعظم، وحضر عن الجانب الفرنسي الجنرال ديزيه والمسيو ماتيو پوسييلگ وغاب الإنجليز عن الاتفاقية.
بدأ الفرنسيون في تسليم مواقعهم للعثمانيين عملاً ببنود معاهدة العريش لكن الإنجليز رفضوا مادة الانسحاب الشرفي وأصروا على اعتبار الفرنسيين أسرى حرب وهو ما رفضه كليبر وقرر خوض حرب ضد العثمانيين في المطرية كلفتهم المزيد من الخسائر في الأرواح والمعدات، وظلت مصر في الاحتلال الفرنسي حتى عام 1801 حيث تم الاتفاق على تنفيذ معاهدة العريش زمن الجنرال مينو ودخل العثمانيين مع الإنجليز مصر وانتهت الحملة رسميًا في سبتمبر من عام 1801 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال