المعلم يعقوب .. انتهازي خائن نال ما يستحق في فرصة عدالة نادرة للتاريخ
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
– حطوه في برميل نبيذ عشان جثته متتعفنش..
المعلم يعقوب ، شخصية دار حولها جدل كبير في التاريخ المصري، فهل تعرفه ؟؟
لو عزمتني على شوب عصير قصب فسوف احكي لك حكايته، ولا اقوللك بدون ان تعزمني كده كده سوف احكي، ونبقي نشرب القصب بعدين.
المعلم يعقوب، أو الجنرال يعقوب، شخصية تشبه بشكل ما “الاسطي اونكل عزت” في فيلم “ملاك وشيطان” لرشدي اباظة وصلاح ذو الفقار ومريم فخر الدين.
اسمه يعقوب حنا، ولد في محافظة المنيا وتعلم في كُتّاب قبطي المواد الدينية بالاضافة للقراءة والكتابة، وتعلم أيضا الحساب، واشتغل مع بعض ابناء طائفته في جباية الاموال والحسابات، ثم عمل بعدها لدى رجل من كبار أغنياء المماليك، وكون ثروة ضخمة من العمل عنده، ولما جاء الحكم العثماني شارك في القتال ضدهم مع المماليك ومن هنا تعلم القتال والفروسية.
كان يبلغ من العمر ثلاثة وخمسون عاما عندما جائت الحملة الفرنسية إلى مصر، وكان الفرنسيون يريدون تثبيت حكمهم في البلاد حتى يستطيعوا اداراتها، ولكن الموضوع لم يكن سهلا فلم يكن هناك بيانات تسجل اي يرادات أو مصروفات للبلد أو للضرائب التي من المفترض ان يفرضوها على الشعب، وقد ادى هذا إلى ان يطلب نابليون مساعدة بعض االمسيحيين الذين كانوا مشهورين في ذلك الوقت بخبرتهم في الحسابات والمصاريف وجباية الضرائب، فاستعان بالمعلم جرجس الجوهري، الذي استعان بدوره بالمعلم يعقوب وزكاه عند الجنرال ديسيه، واصبحوا بعدها اصدقاء، لان المعلم يعقوب كانت لديه خبرة باوضاع الصعيد المالية والادارية، وقاتل أيضا في حملات ضد المماليك فكان ادرى شخص بهم لانه شارك معهم في القتال يوما.
وتولي جمع الضرائب من اهالي الصعيد، فكان يستخدم العنف وابشع وسائل التعذيب مع الشعب سواء من المسلمين أو من المسيحين، وقدم مساعدات للجنرال كليبر في قمع واخماد
ثورة القاهرة الثانية، فكافأه كليبر بانه جعله يجمع الضرايب من الشعب كله كما يريد، وبكل الوسائل من سب لضرب لحرق ممتلكات أو اعتداء على الاعراض، وفرض على الفلاحين ما لا يملكون دفعه، وتولى على نفقته الخاصة تزويد فرقة عسكرية بالسلاح وتدريبهم، فمنحه كليبر رتبة كولونيل، ثم استمر في خدمة الحملة الفرنسية حتى بعد اغتيال كليبر، وتعيين مينو الذي منحه رتبة جنرال.
ومع نهاية الحملة الفرنسية وزحف الجيش العثماني والانجليز، ومحاصرة مينو في الاسكندرية، الذي اضطر –مينو- ان يتفاوض معهم للجلاء، اضطر الجنرال يعقوب ايضا ان يرحل عن مصر إلى فرنسا مع الحملة، ومات على سطح السفينة بعد اربع ايام تقريبا من مغادرتهم مصر، وهناك اقوال بان جثته وضعت في برميل نبيذ ثم دفن في فرنسا، واقوال أخرى بانها رميت في البحر لان لم يكن يوجد وسائل لحفظها.
تعرفت على الجنرال يعقوب في مراهقتي بداخل ثنايا كتاب لا اتذكر اسمه ولا اسم صاحبه، كل ما اتذكره ان الكاتب قد ذكر اسم الجنرال يعقوب على الهامش في قصة لنقولا الترك، نقولا الترك ذلك الصحفي الذي كتب يوما ما قصيدة في مدح نابليون بونابرت والحملة الفرنسية على مصر، ولان اسم المعلم يعقوب رسخ في ذهني، وببعض البحث وبسؤال السيد جوجل اعلم اهل الارض عرفت بعض من هذه المعلومات عنه، وودت ان اعرّفك عليه.
ثم كان ان قرات لكُتّاب ومؤرخين مثل د.لويس عوض في كتابه “في تاريخ الفكر المصري الحديث” و”أوراق العمر”، وكتاب انور لوقا “هذا هو المعلم يعقوب”، وكتاب شفيق غبريال “الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس”وما لم افهمه حقا محاولتهم الدفاع عن تلك الشخصية الانتهازية الحقيرة المرتزقة الخائنة بائعة الوطن، ويعتبر كتاب شفيق غبريال في رايي تأريخ تبجيلي للخيانة، فقد اراد الكاتب ان يُظهر يعقوب كثائر وبطل وطني ضد الظلم العثماني، لانه حاول ان يجعل مصر مستقلة بمساعدة فرنسا أو انجلترا وتعاون مع الحملة الفرنسية على مصر بالنهب والسرقة والتخريب !!
الكاتب
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال