في حي يوشيوارا الياباني.. الآباء يقترضون الأموال وبناتهن يسددن الدين بالعمل في الدعارة
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
في 1816 أي منذ أكثر من ثلاثمائة سنة سنت الحكومة اليابانية قانونًا يقضي بإنشاء حي خاص في العاصمة “طوكيو”، وهذا الحي يسمى”يوشيوارا”، له حدود معينة، له باب يُدخل منه وباب يُخرج منه.
خصص حي “يوشيوارا” للفتيات اللواتي يقدمن أنفسهن أو يقدمن أباؤهن رهائن مقابل مبلغ من المال يقترضه الأب أو الفتاة، وتبقى هذه الفتاة في هذا الحي مدة من الزمن تحترف البغاء حتى تسدد ديونها أو ديون أبيها.
هؤلاء الفتيات كانا من أشقى خلق الله في العالم آنذاك، فقد يكون الدين الذي تقاضته أو تقاضاه أبوها خفيفًا ولكنها عندما تدخل هذا الحي ويتسلمها أحد أصحاب البيوت ويضمها الى نحو 12أو15فتاة أخرى تصبح أمة لا تملك حرية الخروج من حي”يوشيوارا”، ويزداد دينها أو هو لايقل لأن نفقات طعامها وشرابها تستهلك ربحها وخصوصا اذا كان صاحب البيت يتقاضى على دينه لها أو لأبيها 1أو2 في المائة كل شهر.
وكان الكثير من هؤلاء الفتيات فقراء لدرجة انه اذا توفت احداهن يُسحب جسدها الى معبد “جوكان جي”، وتترك عند المدخل الخلفي لأن الدفن وقتها كان مكلفًا للغاية، لذلك سًمى المعبد فيما بعد بـ” Throw-away temple”، وتم تشيد نصب تذكاري لآلاف البغايا المجهولين في حي “يوشيوارا” في عهد الامبراطور الياباني “ميجي”.
واذا حوالت إحداهن الفرار تقف الحكومة اليابانية في وجههن، ويمنعهن من ذلك، وفُرض على اصحاب البيوت ضرائب مرتفعة لأنها تعلم أن أرباحهم وفيرة من بغاء هؤلاء المسكينات.
كما قد تحدث انفراجة مع الاب فيقصد هذا الحي ليفتدي ابنته بأن يدفع الدين الذي استدان بها أحدهما، واحيانا تكون الفتاة جميلة فتفتدي بوفرة أرباحها، أو يشتري أحد الرجال الأثرياء عقدها من بيت الدعارة وتصبح زوجته أو خليلته.
أما الحكومة اليابانية التي أجازت البغاء آنذاك، كانت تخشى من العار أمام العالم المتمدن ولذلك منعت الأجانب من زيارة هذا الحي إذا كان أحدهم يحمل كاميرا فوتوغرافية.
وكان حي يوشيوارا عام 1893 قد سجل أكثر من 9000 امرأة، عانى الكثير منهن من مرض الزهري.
وفي عام 1913 تضرر الحي بسبب حريق كبير، ثم تأثر كثيرًا مرة أخرى عام 1923 بسبب زلزال كانتي العظيم، وبقي العمل في الحي حتى تم حظر البغاء من الحكومة اليابانية عام 1958بعد الحرب العالمية الثانية.
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال